< قائمة الدروس

بحث الفقه الأستاذ مصطفی الأشرفي

33/06/30

بسم الله الرحمن الرحیم

جواز عزل الزکاة «السادسة يجوز عزل الزكاة و تعيينها في مال مخصوص‌ و إن كان من غير الجنس»

وتقدم البحث عن جواز العزل فی مسالة 34من الفصل فی زکاة الغلات وذکر الاستاد هناک الاختصاص بالتبدیل بالنقدین وان کان المشهور علی خلافه اما الکلام فی جواز عزل الزکاة فقد تقدم فی مسالة34 انه وان کان علی خلاف القاعدة حیث ان الظاهر من الروایات ثبوت حق الفقراء فی المال الزکوی وغایة ما للمالک هو حق التطبیق لحصة الفقراء، فله حق الافراز عند الدفع واما العزل بحیث یتعین فیه الحق ویترتب علیه اثر ملک الغیر من دون مراجعة الی الغیر او وکیله او ولیه، علی خلاف القاعدة سواء قلنا بالشرکة فی المالیة او من قبیل الکلی فی المعین او من قبیل الشرکة فی العین لکنه ثبت جواز العزل بروایات معتبرة کصحیحتی ابابصیر:

« عن أبي جعفر (عليه السلام): «قال: إذا أخرج الرجل الزكاة من ماله ثمّ سمّاها لقوم فضاعت أو أرسل بها إليهم فضاعت فلا شي‌ء عليه» وعبید بن زرارة:« عن أبي جعفر (عليه السلام): «قال: إذا أخرج الرجل الزكاة من ماله ثمّ سمّاها لقوم فضاعت أو أرسل بها إليهم فضاعت فلا شي‌ء عليه» وموثقة یونس بن یعقوب: «قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع زَكَاتِي تَحِلُّ عَلَيَّ فِي شَهْرٍ- أَ يَصْلُحُ لِي أَنْ أَحْبِسَ مِنْهَا شَيْئاً- مَخَافَةَ أَنْ يَجِيئَنِي مَنْ يَسْأَلُنِي- فَقَالَ إِذَا حَالَ الْحَوْلُ فَأَخْرِجْهَا مِنْ مَالِكَ- لَا تَخْلِطْهَا بِشَيْ‌ءٍ ثُمَّ أَعْطِهَا كَيْفَ شِئْتَ- قَالَ قُلْتُ: فَإِنْ أَنَا كَتَبْتُهَا وَ أَثْبَتُّهَا يَسْتَقِيمُ لِي- قَالَ لَا يَضُرُّكَ.» (باب 39 من ابواب المستحقین ح3و4وباب 52ح2)

وغیرها وذکرنا هناک جواز الاخراج من العین او من مال آخر اذا کان من جنس الاثمان یعنی الدرهم و الدینار بمقتضی صحیحة البرقی التی اجاز الامام فیها اخراج ما یسوی زکاة الحنطة و الشعیر والدرهم والدینار بما یسوی قیمتها بقوله:

«فاجاب:ایما تیسر یخرج» وکذا صحیح علی بن جعفر:« قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى ع عَنِ الرَّجُلِ يُعْطِي عَنْ زَكَاتِهِ- عَنِ الدَّرَاهِمِ دَنَانِيرَ وَ عَنِ الدَّنَانِيرِ دَرَاهِمَ بِالْقِيمَةِ- أَ يَحِلُّ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأْسَ بِهِ.» (ب14من ابواب زکاة الذهب والفضة ح1و2)

واما تبدیل الزکاة بجنس آخر غیر النقدین من الثیاب والاطعمة فقد دل علی جوازه روایة قرب الاسناد عن محمد بن الولید عن یونس بن یعقوب عن الصادق علیه السلام:

«اعطیهم من الزکاة فاشتری لهم منها ثیابا وطعاما و اری ان ذلک خیر لهم، قال: فقال لا باس»(ب14من ابواب زکاة الذهب والفضة ح4)

ففیه خلاف انکر الاستاد قده جواز دفع سایر الاجناس بعنوان زکاة الجنس الزکوی، وجوزه الآخرون ومنهم الماتن ونص علیه شیخنا الانصاری مستفیدا له من الشهیدین و جماعة لاطلاق جواز البدل وهو قوی عندی.

وقد تقدم هناک جواز العزل سواء کان المستحق موجودا بالفعل ام لا عملا باطلاق تلک الروایات، بل استدل للجواز بصحیح ابن سنان(ب53ح1):

« عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: فِي الرَّجُلِ يُخْرِجُ زَكَاتَهُ فَيَقْسِمُ بَعْضَهَا- وَ يَبْقَى بَعْضٌ يَلْتَمِسُ لَهَا الْمَوَاضِعَ- فَيَكُونُ بَيْنَ أَوَّلِهِ وَ آخِرِهِ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ قَالَ لَا بَأْسَ.»

وموثقة یونس بن یعقوب المتقدمة(ب52ح2) لکن سیدنا الحکیم نقل الخلاف عن بعضهم بان الزکاة دین او کالدین لا یتعین الا بقبض المستحق او من بحکمه فالتلف قبل القبض من مال المزکی.

«و حینئذ فتکون فی یده امانة لایضمنها الا بالتعدی او بالتفریط.»

تارة یکون التلف فیما اذا نقل المزکی المعزول الی بلد آخر وسیاتی البحث عنه فی المسالة العاشرة، واخری من دون النقل وهنا تارة یکون فی تاخیره الزکاة مقصرا او متسامحا لوجود المستحق فی البلد بالفعل و معذلک یوخر فی الاخراج فالظاهر ضمانه علی ما نطقت به بعض روایات الضمان وهو مقتضی قاعدة الید ومقتضی ما حکاه الحکیم من بعض واما اذا لم یک کذلک بان کان التاخیر لاجل غرض عقلائی کانتظار قدوم احد اقاربه المستحق من السفر او شراء او فی بناء مسجد او حسینیة او نحو ذلک من الدواعی العقلائیة فمقتضی القاعدة عدم الضمان اذ بعد جواز العزل وجواز التاخیر لوجود مرجح شرعی تکون العین فی یده امانة شرعیة فلا یضمن التلف و یدل علیه صحیحتا ابی بصیر و عبید بن زرارة المتقدمتین(ب39من ابواب المستحقین ح3و4)ویشهد له روایة علی ابن ابی حمزة:

« عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الزَّكَاةِ تَجِبُ عَلَيَّ فِي مَوْضِعٍ- لَا تُمْكِنُنِي أَنْ أُؤَدِّيَهَا قَالَ اعْزِلْهَا‌- فَإِنِ اتَّجَرْتَ بِهَا فَأَنْتَ لَهَا ضَامِنٌ وَ لَهَا الرِّبْحُ- وَ إِنْ تَوِيَتْ فِي حَالِ مَا عَزَلْتَهَا- مِنْ غَيْرِ أَنْ تَشْغَلَهَا فِي تِجَارَةٍ فَلَيْسَ عَلَيْكَ - فَإِنْ لَمْ تَعْزِلْهَا فَاتَّجَرْتَ بِهَا فِي جُمْلَةِ مَالِكَ- فَلَهَا بِقِسْطِهَا مِنَ الرِّبْحِ وَ لَا وَضِيعَةَ عَلَيْهَا.» (ب52ح3)لکن بازائهما صحیحة محمد بن مسلم:«اذا وجد لها موضعا فلم یدفعها الیه فهو لها ضامن حتی یدفعها»(ب39ح1)

وناقش الاستاد فی الاستدلال بها ان موردها النقل الی بلد آخر وهو بحث آخر اجنبی عن محل الکلام کما عرفت و لا مانع من الالتزام ثمه بالتفصیل المزبور اذن فاطلاق صحیحتی ابی بصیر وعبید محکم من غیر فرق بین وجود المستحق وعدمه.

وایضا بازائهما صحیحة زرارة:

«لکن اذا عرف لها اهلا فعطبت او فسدت فهو لها ضامن حتی یخرجها»(ب39ح2)

وناقش الاستاد فیها ایضا بان الزکاة تلفت عند الاخ المبعوث الیه لا عند المالک نفسه الذی هو محل الکلام. نعم صدر هذه الصحیحة دلت علی عدم الضمان اذا تلفت فی اثناء الطریق و یجب تقییده بما اذا لم یکن فی البلد مستحق وذلک بصحیح محمد بن مسلم الماضی لکن ذیل الروایة ذکر التفصیل بین وجود المستحق فی البلد وعدمه ولکنه خارج عن محل الکلام.

اقول:ما افاده الاستاد قده خلاف ظاهر اطلاق الدلیل و لم یعبا بمورد السوال بعد فرض اطلاق الجواب واما ما استدل به الاستاد لجواز التاخیر من صحیحة ابن سنان(ب53من المستحقین ح1)و شبیهها روایة یونس بن یعقوب فالمفروض فیها السوال عن اصل جواز التاخیر لا عن التلف وضمانه او عدم ضمانه فالحق ما ذهب الیه الجواهر من الضمان.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo