< قائمة الدروس

بحوث الدرس خارج الفقه

الأستاذ الأشرفی

34/11/22

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع:نظرة في آيات الخمس و الانفال

هناک ثلاث آيات کلها في سورة الانفال:

-  احديها قوله تعالي:«يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين(1)»[1]

-  الثانية:« وَ اعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبَى وَ الْيَتَامَى وَ الْمَسَاكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ مَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ(41)»[2]

-  الثالثة:« مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَ اللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَ اللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿67﴾ لَوْ لاَ كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿68﴾ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿69﴾»[3]

سورة الانفال مدنية و اکثر آياتها تشير الي غزوة بدر ثم غزوة قينقاع و ربما سميت بدر بهذه المناسبة و ربما قيل ان الايات المتاخرة(67 ببعد) نزلت قبل الايات المتقدمة و ان رسول الله صلي الله عليه و آله امر بجمع الايات علي النهج الموجود في القران الذي بايدينا کما انه ص امر بتاليف السور و ترتيبها و وضع الايات في السور علي النهج الموجود الان و بهذا استند سيدنا الاستاد في کتابه المسمي ببيان القران علي نفي التحريف و قد راجع بعض الفضلاء الي کتب تفاسير الفريقين و جائنا من مجموع ما استخرجه من تفاسير الفريقين في المقام بجمع من الاوراق و حصيلتها علي نحو الاجمال:

کان المسلمون يسالون الرسول صلي الله عليه وآله افتداء الاسري التماسا لتحصيل المال و رده الله تعالي بقوله:«ما کان لنبي ان يکون له أسري الخ» کما ان المسلمين اختلفوا في غنائم غزوة‌ بدر بعد الظفر علي الکفار بامداد الملائکة المسومين فادعاها جمع من الشبّان اللذين حاربوا المدبرين من الکفار و قتلهم او الجأهم بالفرار و بقاء الامتعة و الدواب و السلاح و غيرها حتي جمعها طائفة اخري کما ان جمعا منهم ادعوها لجمعهم الغنائم و رد الشيوخ اللذين احاطوا بالنبي و بقوا في جواره و تحت خيمته بانهم هم اللذين دفعوا العدو عن النبي و کونهم ملجا للمقاتلين لو هزموا عن المعرکة و قد ورد في بعض التفاسير ان سعد بن ابي وقاص قتل عتبة بن ربيعة و اخذ سيفه و سال النبي ص اعطائه اياه و ابي ذلک النبي و امره بطرحه السيف في الغنائم و دخل علي سعد في نفسه ما لايعلمه الا الله- حسبما اعترف به- حيث قتل اخوه في المعرکة و کان هو قاتل رئيس الکفار فنزلت الاية الاولي من هذه السورة بان الانفال کلها لله و للرسول و کان ذکر الله تعالي- مع کونه مالک السماوات و الارضين- لدفع المشاجرة بينهم فصارت الغنائم کلها لرسول الله و قد صرح بذلک الرسول فنادي سعدا و اوهبه السيف، فعلي هذا دخلت الغنائم في الانفال و صارت کل ذلک ملکا للنبي و بعده ملکا للامام القائم مقامه و لاينافي ذلک تفسير الانفال في عدة من الروايات بالاراضي التي لم يوجف عليها بخيل و لا رکاب و التي باد عنها اهلها و رئوس الجبال و الاراضي الموات و نظائرها،‌ و ذلک لانه مضافا الي ان دخول هذه في الانفال لايوجب خروج الغنائم عنها بعد شمولها لها مضافا الي التصريح بالدخول في بعض الروايات. (و عليک بالمراجعة)

ثم بعد ذلک نزلت آية الخمس و هي(آية41) و عليه يکون تقسيم النبي ص الغنائم بين المقاتلين بناء منه عليهم لا انهم استحقوها و کانت ملکا لهم و عليه لاموجب للقول بان آية الخمس ناسخة لآية الانفال کما زعمه بعض العامة و ذکره في تفسيره و يرده بعض آخر منهم بعدم التنافي بين الايتين فلا موجب لنسخ آية الانفال بآية الخمس و عليه علماء الشيعة کافة.

و قد مضي في الدروس السابقة ان الانفال و الخمس لتشييد مباني الحکومة الاسلامية و ان منها مئونة نفس الرسول و ذي القربي و اليتامي و المساکين و ابناء السبيل من ذرية الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم.

هذا بعض الکلام في شان نزول آيات سورة‌ الانفال و منها آية الخمس لکي يکون الطلبة‌ الاعزاء علي بصيرة من حال الانفال و الغنائم و خمسها و لتکن علي ذکر منک لعلّه يفيدک في بعض الابحاث الآتية ايضا.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo