< فهرست دروس

درس خارج اصول استاد اشرفی

89/07/13

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع البحث:

الاستدلال بفقرتین من صحیحة زرارة علی الاستصحاب

قلنا استدل بفقرتین من صحیحة زرارة الثانیة علی حجیة الاستصحاب.

الفقرة الاولی: «قلت: فان ظننت انه قد اصابه و لم اتیقن ذلک فنظرت فلم أًرَ شیئا فصلیت فرایت فیه؟ قال(علیه السلام) تغسله و لا تعید الصلاة ،قلت: لم ذلک؟ قال(علیه السلام) لانک کنت علی یقین من طهارتک فشککت فلیس ینبغی لک ان تنقض الیقین بالشک ابدا».

اجاب الامام(علیه السلام) باسلوب جمیل و وضح الفرق بین الصورتین الاولیین و الصورة الاخیرة.

استشکل بانه استیقن بالنجاسة بعد الصلاة فینقض الیقین و اجاب الشیخ والاخوند(ره) ان الشرط هو احراز الطهارة لا الطهارة الواقعیة او ان المانع هو النجاسة المنجزة لا النجاسة الواقعیة و فی الصورة الثالثة لم تکن موجودة فلا یجب الاعادة.

استدراک

1- الامور المعتبرة فی المرکب او الموضوعات شرعا علی نحوین

الاول: اعتبار الشیء فی المرکب او الموضوع بوجوده الواقعی کالطهارة فی الصلاة و الطهارة عن الجنابة فی الصیام فاذا صلی بالطهارة الواقعیة کانت صحیحة و حتی انه لو شک او علم بالنجاسة و عدم الطهارة الحدثیة و لکن کان متطهرا واقعا فصلاته صحیحة ولکن اذا صلی اسبوعا بلا طهارة و ظن عدم الجنابة فانکشف الخلاف تبطل صلاته و تجب الاعادة.

الثانی: اعتبار الشیء فی المرکب او الموضوع او العبادة بوجوده العلمی بنحوالشرط او المانع کالطهارة الخبثیة التی لیست شرطا بوجودها الواقعی فی الصلاة فاذا علم بعد اسبوع بنجاسة ثوبة فالصلاة صحیحة واقعا لعدم شرطیة الطهارة الواقعیة اوعدم مانعیة النجاسة الواقعیة و المانع هو العلم بالنجاسة ای النجاسة المعلومة او احراز النجاسة وبما ان النجاسة لم تکن منجزة لاتکون مانعة من الاحراز. فالامام(علیه السلام) یرید ان یقول یا زرارة، ثوبک وان کان نجسا ولکنک لم ترها حین نظرت فیه و احرزت الطهارة بالاستصحاب فتحصّل الشرط او کان المانع النجاسة المنجزة و لم تتحرزها فالصلاة لم تکن مقارنة للنجاسة فتکون صحیحة واقعا.

2- اذاعمل المکلف بالامر الظاهری فکشف الخلاف فلا تجب الاعادة قاعدةً و یبطل العمل لما مر فی بحث الاجزاء من أن الأوامر علی ثلاثة اقسام

الاول: الامر الواقعی

الثانی: الامر الاضطراری

الثالث: الامر الظاهری

اما الاول: اذا عمل المکلف بالامر الواقعی طبق الواقع فانه مجزی قطعا کما اذا کان المعتبر فی النکاح الصیغة العربیة و عمل بها فانه مجزی قطعا.

اما الثانی: کما اذا اضطر بالصلاة فی الثوب النجس او الصلاة بالتیمم فقد ثبت فی محله ان الاکثر فی الاوامر الاضطراری الاجزاء عن الواقع کما ورد فی التیمم « التراب احد الطهورین یکفیک عشر سنین».

اما الثالث: کما اذا صلی صلاة الظهر باستصحاب الطهارة الحاصلة من الوضوء فی الصباح ،تقع الصلاة حینئذ مطابقا للامر الظاهری فاذا کشف الخلاف و علم بکونه محدثا ،لا یجزی العمل وان کان مطابقا للامر الظاهری لان الاجزاء فی الامر الظاهری دائما متوقف علی عدم کشف الخلاف فی الوقت.

اما اذا فرضنا قیام دلیل علی الاجزاء فی عمل کقاعدة الفراغ «ما مضی من صلاتک فامضه» الدالة علی اجزاء الصلاة الناقصة مع کشف نقصانها فی الوقت فنکشف ان الواقع قد تغیربالنسبة الیه وان الحکم الواقعی فی حقه غیر الواقعی للآخرین و العمل الناقص منه مجزی و کاف فی المطلوب. ففی الحقیقة ان الواقع فی حقه، هو ما عمل به.

مثال ثان: اذا بنی علی الاربع عند الشک بین الثلاث والاربع و سلم و أتی برکعة منفصلة ثم بعد دقائق، اطمئن بانه صلی ثلاث رکعات فانه مجزی وان کان الوقت باقیا، بینما اذا صلی عمدا بثلاث رکعات و اکملها بعدها برکعة منفصلة فلا تکون مجزیا قطعا و تبطل الصلاة فیکشف ان الوظیفة الواقعیة فی حق الشاک یختلف عن الوظیفة الواقعیة فی حق العالم و الواقع فی حق الشاک ثلاث رکعات متصلة و رکعة منفصلة فما أتی به منطبق علی الواقع فمجزی قطعا.

ففیما نحن فیه ان زرارة صلی فی الثوب النجس لانه کان علی طهارة محرزة بالاستصحاب فتصح صلاته لان الواقع فی حق مَن لیس بعالم بالنجاسة قبل الصلاة، الصلاة مع الطهارة المحرزة وهو یختلف عن العالم الذی الواقع فی حقه، الصلاة بالطهارة الواقعیة فلا یجب علی زرارة الاعادة. و بهذا ینحل الاشکال عن نقض الیقین بالیقین بمصاحبة النجاسة.

و لذلک قال الاستاذ الخوئی: ان عدم الاعادة لیس لاجل اجزاء الامر الظاهری عن الواقع کما زعم بعض بل لکون الواقع فی حقه غیر الواقع فی حق العالم.

وبهذا التقریرتصح الصلاة.

و اما الاستدلال بالفقرة الثانیة فی صحیحة زرارة للاستصحاب

قال زرارة: قُلْتُ فَإِنْ رَأَيْتُهُ فِي ثَوْبِي وَ أَنَا فِي الصَّلَاةِ قَالَ تَنْقُضُ الصَّلَاةَ وَ تُعِيدُ إِذَا شَكَكْتَ فِي مَوْضِعٍ فِيهِ ثُمَّ رَأَيْتَهُ وَ إِنْ لَمْ تَشُكَّ ثُمَّ رَأَيْتَهُ رَطْباً قَطَعْتَ وَ غَسَلْتَهُ ثُمَّ بَنَيْتَ عَلَى الصَّلَاةِ لِأَنَّكَ لَا تَدْرِي لَعَلَّهُ شَيْ‌ءٌ أُوقِعَ عَلَيْكَ فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ تَنْقُضَ الْيَقِينَ بِالشَّک.

فامر الامام بغسل الثوب اثناء الصلاة والبناء علی الصلاة وعدم الاعادة اذا کانت النجاسة رطبا لانه لم یکن متیقنا بالنجاسة من البدایة و لعله شیء وقع اثناء الصلاة فکان علی طهارة استصحابیة الی اثناء الصلاة حتی علم بوقوع النجاسة فیجب علیه ان یغسل ثوبه بحیث لا تمحو صورة الصلاة ثم تستمر الصلاة و تصح لان الرکعات الاخیرة بعد الغسل وقعت مع الطهارة الواقعیة و السابقة مع الطهارة المحرزة فلیس ینبغی ان ینقض الیقین بالشک وهذا ایضا یدل علی حجیة الاستصحاب.

والحاصل دلالة الفقرتین من صحیحة زرارة الثانیة علی حجیة الاستصحاب تامة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo