< فهرست دروس

درس خارج اصول استاد اشرفی

89/10/15

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع البحث: فی توضیح الفرعین السابقین

قلنا ان الشیخ و الآخوند ترتبا علی اعتبار فعلیة الشک و الیقین فی الاستصحاب فرعین ذکرناهما فی الدرس السابق اجمالا مع البحث التفصیلی فی الصورة (الفرع الاول) منها و قلنا ان الاستاذ الخوئی رد التمسک بقاعدة الفراغ فی الفرع الاول مستدلا بکون القاعدة اصلا عقلائیا لایجری فی فرض الغفلة؛ فتبطل صلاته بمقتضی جریان استصحاب الحدث حین حصول الشک الفعلی و هو الشک الحاصل بعد الصلاة و معنی ذلک وقوع الصلاة فی حال الحدث فکانت الصلاة مقترنتا بالمانع.

ان قلت: لا یلزم من جریان الاستصحاب وقوع الصلاة مع المانع وان یلزم منه، فانه لازم عقلی و اصل مثبت لا یثبته الاستصحاب.

قلنا: لا سبیل لإثبات صحة الصلاة وان قلنا بذلک؛ اذ مقتضی قاعدة الاشتغال و استصحاب شغل الذمة - بعد عدم جریان قاعدة الفراغ- تحصیل الیقین بفراغ الذمة من الصلاة الواجبة و هو یقتضی اعادتها؛ لاحتمال وقوع الصلاة بلا طهور فعلیه لو قلنا بعدم اثبات وقوع الصلاة مقترنة بالمانع ببرکة استصحاب بقاء الحدث عند حصول الشک الفعلی لکفی فی اثبات وجوب الاعادة قاعدتا الاشتغال و استصحاب الشغل الیقینی بالصلاة المذکورة.

تذنیب

ان الاستاذ الخوئی نقل بحثا دقیقا من الشیخ المحقق محمد حسین الاصفهانی نشیر الیه و ملخصه انَّ جریان استصحاب الحدث بعد فعلیة الشک بعد اتمام صلاة الظهر مثلا لا‌یثبت اقتران الصلاة بالحدث و المانع کما یظهر من الشیخ و المحقق الخراسانی حیث انهما جعلا السر فی صحة صلاة الظهر فی المثال مستندة الی قاعدة الفراغ حینما اجاب المحقق الخراسانی عن اشکال اقتضاء استصحاب الحدث بعد الالتفات فساد الصلاة، بقوله « فانه یقال نعم لولا قاعدة الفراغ المقتضیة لصحتها المقدمة علی اصالة فسادها » فاستشکل المحقق الاصفهانی: بان الصلاة(ای صلاة الظهر فی مثالنا) لم تکن مقترنة بالمانع لعدم احراز الحدث لا واقعا و لا ظاهرا- کما هو المفروض لغفلته و عدم الشک الفعلی- و بعد الالتفات و حصول الشک الفعلی لو اقتضی استصحاب الحدث بطلان صلاة الظهر لاستلزام انقلاب الشیء عما وقع علیه من الصحة (لعدم اقترانها بالمانع) و هو محال.

و بعبارة أخری المانعیة‌ تنتزع من الامر المقید بعدم وجود شیء یسمی بالمانع و هی فی المقام غیر محرزة لا واقعا ولا ظاهرا لعدم جریان الاستصحاب- لمکان الغفلة و جریانه بعد الصلاة یجری لاثبات الامر الظاهری بالصلاة المتقیدة بعدم الحدث المشکوک المحرز بالاصل و هو یجری لعدم جواز الدخول فی الصلوات الآتیة و لیس اثره الامر الظاهری بالصلاة المتقیدة بعدم الحدث بالنسبة الی الصلاة الماضیة (اعنی صلاة الظهر فی مثالنا) و لا یعقل کون اثر الاستصحاب حدوث الامر الظاهری بالصلاة المتقیده بعدم الحدث فالإستصحاب لا یوثر فی بطلان ما وقع قبل ذلک.

و اجاب الاستاذ بان مقتضی محرزیة الاستصحاب و کونه بمنزلة قیام البینة علی وقوع الصلاة بلاطهور، اثبات الاقتران فعلیه لایوجب انقلاب الشیء عما وقع علیه بل عنده اصل محرزلوقوع عمله السابق مقترنا بالنانع حین وقوعه؛ فتبطل الصلاة، مضافا الی بطلانها بمقتضی قاعدة الاشتغال.

و لا یخفی عدم افادة البحث ثمرة عملیة.

اما فی الصورة الثانیة (الفرع الثانی) و هو الالتفات قبل الصلاة ثم الغفلة و الصلاة معها، ثم الشک، حکم الشیخ و الآخوند ببطلان الصلاة و لاتجری قاعدة الفراغ لفعلیة الشک قبل الصلاة و احراز الحدث بالاستصحاب.

و اورد علیه بان الشک وان صار فعلیا قبل الصلاة ولکن المصلی اصبح غافلا بعده فلا یجری الاستصحاب و بالتالی لایمکن الحکم بالبطلان اذ المدار علی فعلیة الشک حین الدخول فی الصلاة او فی اثنائها.

و بعبارة أخری: ان هذا المصلی إما ان یحتمل حصول الطهارة بعد فعلیة الشک الاول ثم غفل فدخل فی الصلاة حینما سمع الأذان فیصلی الظهر و إما ان یدخل فی الصلاة غافلا بعد حصول الشک الفعلی من دون احتمال تحصیل الطهارة بعد حصول الشک . فعلی الاول تجری قاعدة الفراغ علی مبنی الشیخ و الآخوند و تصح الصلاة لان الاستصحاب الاول مضی محله فلا یجری کما هو الحال فی الصورة الاولی و تجری قاعدة الفراغ بعد الصلاة ولاتجری قاعدة الفراغ علی مبنی الاستاذ.

اما علی الثانی فلا تجری ایضا قاعدة الفراغ لانها تجری عندما حصل الشک فی الصحة و الفساد بعد الفراغ من العمل بینما ان الشک فی وجود الطهارة و رفع الحدث صار فعلیا قبل الصلاة و معه لاتجری قاعدة الفراغ.

ثم إن الشک الاول و ان صار مغفولا عنه و حدث شک جدید بعد الصلاة ولکن العرف یراهما شکا واحدا ولذلک ذهب جمع من المحققین الی عدم جریان الفراغ فی کلتا الصورتین و حکم ببطلان الصلاة فیهما.

والحمد لله

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo