< فهرست دروس

درس خارج اصول استاد اشرفی

91/02/12

بسم الله الرحمن الرحیم

موضوع البحث: شروط النسخ و التخصيص

قال المحقق النائيني أنه يعتبر في التخصيص أن يصدر المخصص قبل زمان العمل بالعام لكي لايلزم تأخير البيان عن وقت الحاجة و يعتبر في النسخ أن يأتي بعد زمان العمل بالعام لكي لايلزم منه أن يكون المنسوخ حكما صوريا لأنه لايناسب مقام المقنن العالم الحكيم حيث جعل الحكم من دون مصلحة غير معقول و جعله للإمتحان أيضا قلما يتفق فلا‌يمكن التعويل عليه .

و أورد عليه بأن الأحكام قد تجعل لغرض التسهيل علی العباد فيمكن أن يجعل الشارع مثلا عاما في زمن الحاجة إليه و تركه لفترة ليعمل العباد به و لم‌يأت بالخاص لأجل التسهيل ثم بعد برهة يأتي بالخاص؛ كما نری نظيره في جعل الأحكام الظاهرية التي إعتبرها عند جهل المكلف بالحكم الواقعي فلاينحصر الوجه في النسخ أن يصدر بعد زمن العمل بالعام و إليه ينظر الجعل التدريجي في بعض الأحكام كجعل الحرمة لشرب الخمر حيث نزلت أولا «لاتقربوا الصلاة و أنتم سكاری» ثم بعد مدة‌ نزلت «يسئلونك عن الخمر و الميسر قل فيهما إثم كبير و منافع للناس و إثمهما أكبر من نفعهما» ثم بعد تمامية مقتضيات الحرمة نزلت «إنما الخمر و الميسر رجس من عمل الشيطان» فدلت علی حرمة‌ شرب الخمر .

و منه يظهر وجه تأخير كثير من المخصصات و المقيدات للعمومات و الإطلاقات القرآنية و النبوية حيث أنها جرت علی لسان الأئمة المتأخرين عليهم السلام مع بعدهم عن عصر النبي و مضي زمن العمل بتلك العمومات و الإطلاقات و لا يكون ذلك مستبعدا بعد إنقطاع الوحي حيث أن الأئمة‌ هم عيبة‌ علم الرسول و مستودع حكمته فينتقل منه العلم إليهم فلا يعلنوا تلك المخزونات إلا بعد حضور زمنه .

ثم إن النسخ إذا كان بمعنی البداء فلايمكن إنتسابه إلی‌ الله تعالی لإستحالته و إن كان بمعنی الإبداء يصح لإمكان تغيير مقتضيات الحكم بتغيير الأزمنة و الأمكنة و الأجواء فإذا تم مقتضی حكم بعد مأة‌ سنة مثلا ينسخ و أساس النسخ في الشرائع مبني علی تكامل العقل البشري و لزوم الإتيان بالقوانين الجديدة و لذا قال النبي صلی الله عليه و آله و سلم: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» .

ثم يسأل عن أن مقتضی التغييرات في الجوامع البشرية؛ عدم ثبوت القوانين و الأحكام فكيف يمكن الإلتزام بما جاء به الإسلام قبل ألف و أربعة مأة سنة ؟

فنقول: إن أحكام الإسلام علی أقسام منها ثوابت لاتتغير لكونها تابعة‌ للفطرة البشرية‌ الثابتة‌ و منها كليات يستنبط منه الفقيه فروع التي يحتاج إليه أبناء البشر و يكون الإجتهاد طريق الوصول إليها و منها متغيرات تدور مدار المتغيرات من الأجواء و الأزمنة و الأمكنة كقانون العسر و الحرج و قانون العدل و الإنصاف و قانون لاضرر ولا ضرار و يمكن إستخراج ما يحتاج إليه البشر منها إلی يوم القيامة .

و الحمد لله

 

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo