< قائمة الدروس

آیةالله الشيخ بشير النجفي

بحث الفقه

37/02/09

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : مسوغات التيمم

مسألة 27: إذا شك في ضيق الوقت وسعته بنى على البقاء وتوضأ أو اغتسل وأما إذا علم ضيقه وشك في كفايته لتحصيل الطهارة والصلاة وعدمها وخاف الفوت إذا حصلها فلا يبعد الانتقال إلى التيمم. والفرق بين الصورتين أن في الأولى يحتمل سعة الوقت.[1]

كان الكلام في افاده السيد الاعظم وغيره وهو التمسك بالاستصحاب في محل الكلام وقلنا ان هذا الاستصحاب مع قطع النظر عن الجوانب الاخرى غير جار عندنا باعتبار انه يلزم عندنا الاستصحاب في الامور الاستقبالية فمعلوم انه اذا لم يكن المتيقن حاصلا الآن ويحدث في المستقبل او ان المشكوك يكون مشكوكا في المستقبل ففي المقام في الوقت لم يكن هناك شك فعلي ويقين فعلي حتى يجري الاستصحاب فالاستصحاب في الامور المستقبلة غير جار نعم يمكن التمسك بالاستصحاب بعد الفراغ من الصلاة فهو يشك ان الوقت انقضى قبل فعل الصلاة او لم ينقضي فيمكن استصحاب بقاء الزمان الى الفراغ من الصلاة بالطهارة المائية ولكن هذا الاستصحاب لا ثمرة له فالثمرة انما تترتب اذا كان العمل بالاستصحاب قبل فعل الصلاة حتى يكون اثر الاستصحاب جواز الدخول في الصلاة بالطهارة المائية وفي المقام هذا لا فائدة في الاستصحاب

ثم ان السيد الاعظم قال ان مقتضى الاستصحاب ما قرره حسب رأيه الشريف ولكن في المقام روايتان معتبرتان تدلان على ان هذا الاستصحاب مرفوض شرعا في خصوص المقام وعلى المكلف ان يعمل بالاطمئنان وليس بالاستصحاب

الرواية الاولى وهي رواية معتبرة ( وبإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن الحلبي ـ في حديث ـ قال : سألته عن رجل نسي الأولى والعصر جميعاً ثمّ ذكر ذلك عند غروب الشمس ؟ فقال : إن كان في وقت لا يخاف فوت إحداهما فليصلّ الظهر ثمّ ليصلّ العصر ، وإن هو خاف أن تفوته فليبدأ بالعصر ولا يؤخّرها فتفوته فتكون قد فاتتاه جميعاً ، ولكن يصلّي العصر فيما قد بقي من وقتها ، ثمّ ليصلّ الأولى بعد ذلك على أثرها )[2] سُأل فيها الامامً ع شخصُ غفل عن صلاة الضهر والعصر معا وقريب من غروب الشمس تذكر فماذا يفعل فقال الامام ع اذا كان مطمئنا من ادراك الضهر والعصر فليصلي الضهر ثم العصر اما اذا لم يكن مطمئنا فيترك الضهر ويصلي العصر فانه ان انشغل في الضهر فكلتا الصلاتين قد فاتته , فالإمام ع يريد ان يبين ان فعل الضهر في الوقت المختص بصلاة العصر هو فعل للضهر بعد وقتها فكانه يقول ان الوقت الاخير بمقدار اربع ركعات هو وقت للعصر , فالإمام في مقام بيان الوقت المختص بالعصر الذي لا يصح فيه فعل الضهر وليس في مقام بيان انه اذا شك في بقاء الوقت او لم يشك فيستصب او لا يستصحب فالرواية غير ناضرة الى الاستصحاب فهي في بيان الوقت المختص بصلاة العصر كما غيرها من الروايات الاخرى في نفس الباب او غير الباب وان فعل الضهر لا يجوز في الوقت المختص بالعصر

الرواية الثانية وهي معتبرة زرارة عن احدهما (محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن زرارة ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) قال : إذا لم يجد المسافر الماء فليطلب ما دام في الوقت ، فإذا خاف أن يفوته الوقت فليتيمم وليصل )[3] وهي في رجل في السفر وليس لديه ماء وجاء وقت الصلاة فماذا يفعل فالإمام ع يقول اذا كان يخاف فوت الصلاة فليترك طلب الماء ويصلي بالتيمم , مع انه اذا كان خوف الفوت فمقتضى الاستصحاب يتمسك بالاستصحاب ويسقط سعة الوقت بالاستصحاب ويبحث عن الماء , وهذه الرواية حسب فهم السيد الاعظم مانعة من التمسك باستصحاب بقاء الوقت لإدراك الصلاة في الوقت ,

ولكن هذه الرواية اجنبية حسب مباني السيد الاعظم قده فهو يقول ان مقدمات الواجب واجبة عقلا وليس شرعا فاذا جاء الدليل يدل على وجوب مقدمة فيكون ذلك الحكم يدل على الارشاد الى حكم العقل فاذا كان الامر كذلك فالبحث وطلب الماء بما انه مقدمة لمقدمة الصلاة اي انه مقدمة للغسل او الوضوء وهما من جملة مقدمات الصلاة وهذه المقدمة واجبة عقلا والداليل الدال على وجوب الطلب يعتبر ليس دالا على الوجوب وانما هو ارشاد الى حكم العقل والعقل انما يحكم بوجوب المقدمة ان كان العقل محرزا ان المكلف يتمكن من ادراك ذي المقدمة مع البحث عن المقدمة فعلى هذا فمعنى ذلك انه حينما يشك هل تفوته الصلاة او لا تفوته فالمقدمة غير واجبة عليه فاذا كانت غير واجبة بمقتضى الرواية فالرواية تكون بعبيدة عن محل الكلام على مبناه الشريف وعلى هذا الاساس لا تجب .

واما عندنا فنلتزم بوجوب البحث اذا كان ممكنا واما اذا لم يكن ممكنا فلايجب البحث , وانما الكلام في ان السيد يريد ان يتمسك بالرواية لإثبات جواز ترك مقدمة مقدمة الواجب لأنه لا يتمكن من الادراك وقلنا انه انت من الاساس ان الوجوب عندك مختص بما اذا كان مطمئنا من ادراكها وهنا غير متمكن فالمقدمة غير واجبة والادلة الدالة على وجوب المقدمة ايضا لا تشمل فالرواية تكون اجنبية عن محل الكلام جملة وتفصيلا وللكلام متابعة .


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo