الموضوع : مسوغات التيمم

مسألة 30 : التيمم لأجل الضيق مع وجدان الماء لا يبيح إلا الصلاة التي ضاق وقتها فلا ينفع لصلاة أخرى غير تلك الصلاة[1]

قال السيد الاعظم ان السيد اليزدي يفرق بين التمكن من الماء اثناء الصلاة ثم فقدان التمكن وبين التمكن قبل او بعد صلاة العصر ( كما في المثال الذي اخترناه تبعا للسيد الاعظم ) , ففي كلتا الحالتين الملاك واحد فالمكلف متمكن تكوينا ولكن ضيق الوقت منعه , اذن راي السيد اليزدي اذا وجد الماء اثناء الصلاة وطرأ العجز فهذه الصورة قد يقال انه يكفي التيمم يقول ان هذا الاحتمال غير واضح , هذا كلام السيد الاعظم .

لكن يمكن الدفاع عن السيد اليزدي بدعوى انه قبل الدخول في الصلاة كان الماء موجودا وانما ضاق وقت هذه الصلاة أي صلاة العصر والمفروض بعد الصلاة طرأ العجز من جديد وان تمكن اثناء الصلاة ولكنه اثناء الصلاة ايضا كان غير متمكن من فعل الوضوء وذلك لان عدم التمكن الشرعي كعدم التمكن العقلي كما لو رفع الظالم سيفه ليمنعني من الوضوء كذلك في المنع الشرعي بل هو اقوى من أي مانع آخر , فعلى هذا الاساس ان قلنا ان المنع العقلي كالمنع الشرعي فيكون هنا ايضا هو ضيق الوقت موجود أيضا نفس الكلام الذي افاده اليزدي نفسه موجود , واما ان قلنا ان المانع ليس مانعا عقليا لان الآية الشريفة ﴿ فان لم تجدوا ماء ﴾[2] [3] المقصود به المانع التكويني فاذا كان المانع التكويني لمرض او غيره فهنا المانع ليس تكوينيا فعليه يكون وجدان الماء اثناء الصلاة مانعا لفعل صلاة المغرب بهذا التيمم فأما افاده السيد اليزدي من التفرقة له وجه وان كنا لم نلتزم بذلك الوجه لان المانع الشرعي كالمانع العقلي , والآية القرآنية المقصود منها ان لم تتمكنوا الاعم من عدم التمكن الشرعي والعقلي .

ثم قال رض ان هذه المسالة مسالة دخول الصلاة بالتيمم لأجل ضيق الوقت ليس منصوصة في الروايات وانما استنبط ذلك الحكم مما تقدم من المباحث .

وهذا الكلام غير واضح وان نسب الى السيد الاعظم والوجه فيه انك فسرت الآية ووافقناك في تفسير الآية من ان عدم الوجدان هو عدم التمكن وذلك بقرينة الآية الشريفة ﴿ وان كنتم مرضى او على سفر ﴾ فالمرض مانع مع وجود الماء وعدم وجوده , فلم تجدوا المقصود منها عدم التمكن , فتصبح هذه الصلاة مشمولة للآية الشريفة .

وايضا افاد مطلبا اخر يقول فيه :

ان الاكتفاء بالتيمم الواحد للصلوات المتعددة يقول ان كان موضوع التيمم مستمرا فيصح فعل صلوات متعددة بتيمم واحد وان لم يكن الموضوع مستمرا فلابد من تيمم جديد لكل صلاة حل وقتها , واتى بمثال لاستمرار الموضوع وهو ان يكون فعل التيمم لأجل المرض فالمرض مانع من الوضوء , فلوا تيمم لأجل المرض وبقي هذا المرض نفسه والتيمم موجود ولم يحدث فيقول هنا يصح فعل الصلوات المتعددة بتيمم واحد اما اذا الموضوع غير مستمر كما في المثال اذا كان الوقت ضيقا قبل الدخول في صلاة العصر واثناء الصلاة كان المانع الشرعي وبعد الصلاة حصل المانع التكويني بفقد الماء فالموضوع ليس مستمرا فعليه ان يتيمم من جديد وهذا بخلاف المرض المستمر .

قلنا ان هذا لكلام منه ايضا غير واضح وذلك لأنه يقول ان المرض يخلق مانعا تكوينا عن الوضوء والغسل فاليد اذا لم يستطع تحريكها ليغسل جسمه ووجهه ويديه فالمرض اصبح مانعا تكوينا من الغسل والوضوء , وقد يكون لأجل المرض يكون هناك مانع شرعي فالشارع يقول لا تستعمل الماء مع اني استطيع ان أتوضأ واتحمل المرض حتى لوا طال المرض لكن الشارع يقول لا يصح ففي هذه الصورة الموضوع مستمر ولكن الشارع يمنعني فأيضا اذا ارتفع المانع الشرعي هذا يقول لابد من التيمم يعني المرض موجود ولكنه خفً فالشارع لا يمنعني , فالنتيجة ان التفرقة بين المرض وبين ضيق الوقت من هذه الجهة غير واضح فانه كما انه في ضيق الوقت قد يكون المانع تكويني وقد يكون المانع شرعي فكذلك في المرض فقد يكون المانع شرعيا وقد يكون تكوينيا , فهو لم يفرق بينهما , فعلى هذه فهذا المطلب من كلامه غير واضح . هذا تمام الكلام في هذه المسالة .

مسألة 31: لا يستباح بالتيمم لأجل الضيق غير تلك الصلاة ... [4]

وهذه المسالة اشرنا اليها وهي ان هذه الصلاة التي تيمم لها لضيق الوقت هذا التيمم لا يباح له الا لهذه الصلاة اما الصلاة الاخرى فلا يباح له بها وحتى الاعمال الاخرى المتوقفة على الطهارة كمس كتابة القرآن فلابد من تيمم اخر

السيد الاعظم في ضمن التعليق على هذا جاء بمثال وهو رفع ورقة من القرآن من حالة معينة تتوقف على لمس كتابة القرآن ولايجوز المس الا على طهارة فيقول هذا لتيمم لأجل الصلاة غير كاف لأجل لمس كتابة القرآن اذا وجب اللمس ولوا مقدمة للرفع .

قلت هذا غير واضح ايضا فقد يكون الواجبان في عرض واحد وكل منهما متوقف على الطهارة وهو غير متمكن للواجبين معا لضيق الوقت كما في مثال الصلاة والقرآن يريد ان يقع في النجاسة فالوقت ضيق فكلاهما واجبان ضيقان وكل منهما يتوقفان على الطهارة , فهنا ماذا تفعل هل تقول اولا اتيمم لمنع القرآن ثم اتيمم للصلاة ؟ , بل في هذه الصورة يكفي تيمم واحد للواجبين ومثال السيد الاعظم فيه نقاش وندخل فيه.