الموضوع : مسوغات التيمم _ المسوغ الثامن

مسألة 37 : إذا كان عنده مقدار من الماء لا يكفيه لوضوئه أو غسله وأمكن تتميمه بخلط شيء من الماء المضاف الذي لا يخرجه عن الإطلاق، لا يبعد وجوبه وبعد الخلط يجب الوضوء أو الغسل، وإن قلنا بعدم وجوب الخلط، لصدق وجدان الماء حينئذ.[1]

افاد السيد اليزدي رض قبل ان يدخل في بحث التيمم قال اذا كان عنده ماء بمقدار لا يكفي للوضوء او الغسل ولكن يمكن ان يخلط فيه مضاف فيتحول ذلك المضاف بالاستهلاك الى ماء فيكون المستهلك والمستهلك فيه كافيا للوضوء حينئذ يجب عليه الوضوء ولايشرع في حقه التيمم , ولكن هل يجب عليه الخلط او لا ؟ ولانُصورَ المضاف كعصير البرتقال او الذي له لون او طعم او كذا وانما نتصور المضاف الذي كالزلال ويشبه الماء تماما فهذا اذا خلط بالماء لا يتغير الماء بل يصبح زائدا على الماء السابق مثلا كان مثقالين فصار ثلاثة مثاقيل فالكلام في هذا هل يجب الخلط او لا يجب ؟

السيد اليزدي مال الى وجوب الخلط فقال لا يبعد الوجوب .

اما السيد الحكيم فكان ميله اشد من ميل الماتن فقال نعم يجب عليه الخلط وانه بهذا هو متمكن والآية القرآنية تقول من يتمكن وهذا متمكن من الوصول الى الماء فيجب عليه الخلط حتى يتوضأ او يغتسل

اما السيد الاعظم على ما نسب اليه في التقريرات ايضا صرح وقال هذا هو الصحيح فيجب الخلط واضافة المضاف الى الماء المطلق حتى يصبح كافيا للوضوء .

ثم اشكل السيد الاعظم رض بأشكال على رأيه فقال ان هذا كما في الزاد والراحلة في الحج فهناك الاستطاعة مترتب عليها وجوب الحج ومعلوم ان حصلت الاستطاعة بفعله او بدون فعله كما لو مات مورثه فاصبح مالكا مستطيعا فرتب وجوب الحج على وجود الاستطاعة المفسرة بالزاد والراحلة ولايجب على الانسان تحصيل الزاد والراحلة اي خلق وتحصيل الزاد والراحلة ليس واجبا عليه فكذلك في المقام رتب وجوب الوضوء والغسل على وجودان والتمكن من الماء واجاب رض عن هذا الاشكال فقال انه في الحج وجود الاستطاعة غير موجود وهاهنا القدرة مفقودة على الماء وبما ان القدرة مفقودة في المقام وقلنا يجب تحصيل القدرة على الماء باي نحو ومن جملة انحائه الخلط بالمضاف .

هذا ما قاله الاعلام الثلاثة رض ويجب ان نلتفت الى الخلط الذي حصل في كلامهم قده .

نقول : في المقام مطلبان

احدهما ان يكون الماء موجودا فيجب عليَ البحث عنه والسعي في الوصول اليه فهذا الشيء موجود وانا اسعى في الوصول اليه ببذل المال او شراء الدابة او السرعة او غيرها فالشيء موجود والبحث عنه والآية الشريفة ناضرة الى هذا المعنى ( ان لم تجدوا ماء ) اي ان لم تكن متمكنا اي ان الماء موجودا وانت لست متمكنا فان كنت متمكنا بقرينة المقابلة فيجب عليك الوضوء فباي شكل من الاشكال يقدر الوصول الى الماء فهو متمكن بالواسطة فالماء موجود .

المطلب الثاني : الماء غير موجود وانا اخلق الماء اي شيء اخر غير الماء اي اني اسعى بطريقة واخرى لتحويل شيء غير الماء الى ماء فهل هذا واجب علي او لا ؟ وكلامنا من هذا القبيل فهاهنا مثلا عندي ثلاث مثاقيل من الماء واحتاج مثلا الى نصف مثقال ولكنه مضاف فاخلطه حتى يضمحل ويصبح ماء فحينئذ يكون هاهنا تحويل غير الماء الى ماء كما في البخار الكثيف لو امتلأت به الغرفة فهل يجب علي تحويل البخار الى الماء ؟ مقتضى كلماتهم الوجوب فأُحوِلَ الذي ليس ماء الى ماء , فهنا المضاف ليس ماء وبما انه ليس ماء فقالو صحة الوضوء وصحة الغسل وكالاستبراء وغيره كل ذلك لا يشمل لأنه ليس ماء وانت تريد ان تحوله الى الماء ؟ , فما الفرق بين تحويل المضاف الى الماء وبين تحويل البخار الى الماء , واذا قلنا بهذا فيجب علينا ان نرفع ايدينا بالدعاء الى الله تعالى حتى يتحول بخار الماء الموجود في الغيوم الى قطرات الماء وينزل علينا ونتوضأ , فهل من فقيه شك او احتمل بذلك فيقول يجب عليك ذلك ؟

فالصحيح انه حصل الخلط بين الشيء الموجود وبين خلق الشيء الغير موجود ومحل الكلام في الثاني وليس الاول فما اتفقت عليه كلمات الاجلاء الثلاثة غير واضح علينا .

نعم ان حصل الخلط صدفة كما اذا وقع من المضاف في اناء الماء المطلق او انا فعلت ذلك فيجب علي ذلك ولكن الكلام في انه هل يجب علي الخلط او لا , هذا تمام الكلام في شرائط التيمم وندخل في نفس التيمم .

فصل : في بيان ما يصح التيمم به يجوز التيمم على مطلق وجه الأرض على الأقوى سواء كان ترابا أو رملا أو حجرا أو مدرا أو غير ذلك، وإن كان حجر الجص والنورة قبل الإحراق، وأما بعده فلا يجوز على الأقوى كما أن الأقوى عدم الجواز بالطين المطبوخ كالخزف والآجر...[2]

يقول رض يجب التيمم على مطلق الارض , فنقول ان كلمة ( على ) ليس هذا محلها ومكانها فكلمة التيمم يتعدى الى مايتيمم به بنفسه ( فتيمموا صعيدا طيبا ) واذا كنت تريد تقوية العلاقة بين الفعل والمفعول به فلابد ان تأتي بالباء فتقول بالأرض وليس ( بعلى ) , وعلى كل حال الكلام في ان كلمة الصعيد هل هي مشتق او هي اسم الجنس وضاهر كلمات الفقهاء هي اسم الجنس .