< قائمة الدروس

آیة‌الله الشيخ بشير النجفي

بحث الأصول

37/02/25

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : امر الآمر مع علمه بانتفاء الشرط.
من جملة ادلة ابن الحاجب هو انه لو لم يصح الامر مع علم الآمر بانتفاء شرطه لما علم النبي ابراهيم ع بانه مأمور بذبح ابنه وقد علم ولذلك قال لابنه ما قال وفعل ما فعل من شد رجلي ولده وتله للجبين وغير ذلك كله دليل على انه علم انه مأمور بالذبح مع انه في الواقع لم يكن مأمورا بالذبح لأنه من شرائط الامر ان لا يتحقق النسخ وقد تحقق النسخ قبل ان يذبح , هذا ملخص دليله
وتصدى بعض الاعلام لهذا الدليل منهم صاحب المعالم ومنهم صاحب القوانين والشيخ صاحب هداية المسترشدين في حاشيته على المعالم
ونحن نبدأ في مافاده في المعالم فقال :
قال لم يكن ابراهيم عالما انه قد أُمر بل لم يؤمر بنفس الذبح وانما أُمر بمقدمات الذبح مثل اضجاع الولد وجعل السكين عليه وغيرها واشكل على نفسه فمن اين كان جزعه وخوفه ؟ فأجاب ان جزعه من ان يؤمر بالذبح حقيقتا لأنه جرت العادة اذا امر انسانُ احدا بإضجاع الحيوان ووضع الحيوان على رقبته فظاهره يريد منه الذبح
ثم اشكل على نفسه كيف تصديق الرؤيا اذا لم يكن مأمورا بالذبح ؟ قلنا ان تصديق الرؤيا بلحاظ انه مأمور بمقدمات الذبح , ثم قال كيف جاء الفداء اذا لم يكن مأمورا بالذبح ؟ قال الفداء لا يشترط ان تكون الفدية مطابقة لما يفدى عنه بل قد يختلف في بعض الجهات , هذا ماجاء في كلام صاحب المعالم ملخصا .
في هذا الدليل وماقيل ومايقال مواضع للنظر اولا في اصل دليل ابن الحاجب فهو في اول حديثه عن هذا الموضوع قال الكلام في معقولية الامر مع علم الآمر بانتفاء شرط امتثال الامر والنسخ وعدم النسخ ليس من شرائط الامتثال بل هو منم شرائط بقاء الحكم نفسه وهاهنا الذي انتفى هو شرط الامر وليس شرط الامتثال مضافا الى انه النسخ ليس شرطا للأمر وانما الامر يتحقق ثم يأتي النسخ فاذا لم يكن شرط الامر موجودا فالأمر غير موجود لان الشرط جزء العلة فاذا انتفى الشرط انتفت العلة واذا انتفت العلة انتفى المعلول فلابد ان يكون الامر منتقيا فعدم النسخ ليس شرط الامر والا يكون تناقضا اي ان الامر غير موجود والنسخ يتحقق اذن ليس عدم النسخ شرط الامر وانما هو شرط استمرار الامر لا شرط تحقق الامر واستمرار الامر شيء ونفس الامر شيء اخر
ثم التعبير عن رفع الامر قبل وقت العمل هذا تسميه بالنسخ لايتلائم مع المعنى الاصطلاحي للنسخ لانهم قالوا النسخ يكون بعد وقت العمل ولايكون قبل وقت العمل[1], فلامعنى لقولهملا يصح نسخ الامر قبل وقت الامتثال فهذا الكلام في نفسه يفتقر الى اصلاح
ثم قول صاحب المعالم في تصديق الرؤيا هو بالإتيان بمقدماته فهذا الكلام منه غير واضح واصرار العلماء على ان التصديق انما يتحقق بنفس الذبح غير واضح فان صدق الرؤيا ليس هو تحقق عين مارآه الانسان في عالم الرؤيا وانما معنى صدق الرؤيا ان لا تكون الرؤيا خيالا بحتا وخيالا محضا لا يكون ذلك الحلم اشارة الى ما سوف يحدث او سوف يفعل فانه لا يكون صدق الرؤيا بتحقق عين مارآه كما في قصة نبي الله يوسف بعدما جاء ابواه واخوته وخضعوا له كخضوع الرعية للراعي وقال ربي هذا تأويل رُأياي وهو رأي الشمس والقمر والكواكب ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ )[2] ولم يرى عين مارآه في عالم الرؤيا انما كان ذلك الذي رآه اشارة الى ما يحدث فصدق الرؤيا لا يعني تحقق نفس الصورة ونفس الواقع الذي رآه في المنام , وعلى هذا الاساس ففي كلام المعالم وصاحب الدليل مواقع نضر واشكالات .


[1] وهذه الجملة ايضا في محله نقول ان في هذا التعبير غموض لأنه اذا كان النسخ قبل امتثال المكلف الذي هو مكلف فهذا يكون نسخا قبل الامتثال واذا امتثل فقد سقط الامر بالامتثال فكيف يكون نسخا الى ما هو غير موجود بالنسبة الى وقت الاخر اي اليوم الثاني للصلاة او بالنسبة الى مكلف اخر بعدُ لم يأتي وقت العمل , .
[2] قران مجيد, سورة يوسف, اية4 .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo