< قائمة الدروس

آیة‌الله الشيخ بشير النجفي

بحث الأصول

37/05/12

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : الواجب المؤقت .
فصل : لا يخفى إنّه وأنّ كان الزمان مما لا بدّ منه عقلاً في الواجب، إلّا إنّه تارةً مما له دخل فيه شرعاً فيكون موقتا، وأخرى لا دخل له فيه أصلاً فهو غير موقت، والموقت امّا أن يكون الزمان المأخوذ فيه بقدره فمضّيق، وإما أن يكون أوسع منه فموسّع... ..
كان الكلام في ما افاده المحقق النائيني في دفع الاشكال على الواجب المضيق وقلنا ان لب الاشكال هو لابد من تقدم البعث والتحريك على الانبعاث والانبعاث هو اندفاع المكلف او تحركه الى اتيان الفعل في الخارج فاذا كان الامر كذلك فانت يانائيني تقول ان الوجوب مقيد بالزمان وتقيد الواجب بالزمان باعتبار كونه مضيقا باعتبار تعلق ما هو مقيد بالزمان بالواجب وفي الواقع المقيد بالزمان هو الوجوب واما البعث والتحريك من المولى واما الواجب فهو مقيد بالزمان من باب العلاقة وعلى هذا الاساس لابد ان يكون طلوع الفجر مثلا قيدا حقيقتا بالذات للوجوب وللبعث والبعث مقدم على الانبعاث فلابد من فاصل زماني بعد طلوع الفجر الثاني وبين الامساك الذي هو عبارة عن الصوم فلايكون طلوع الفجر من اوله وقتا للواجب بل لابد من تقدم الوجوب زمانا على الواجب , فهذا كان لب الاشكال .
وقلنا ان المحقق النائيني افاد في الجواب ان تقدم الوجوب والبعث على الانبعاث وعلى الواجب تقدم بالرتبة وليس تقدم بالزمان ثم اضاف الى ذلك مطلبا كما هو في اجود التقريرات يقول نعم لابد من تقدم علم المكلف بوجوب الصوم على زمان الصوم حتى يتحقق منه الاندفاع والامتثال بالصوم في وقت حصول الفجر , فآمن المحقق النائيني بالتقدم الزماني للعلم بالحكم والتكليف والتحريك على زمان التكليف ولم يؤمن بتقدم التكليف نفسه على الانبعاث زمانا فيقول التقدم الرتبي ثابت للبعث على الانبعاث ولكن التقدم الزماني غير ثابت والعلم بالحكم وكذلك العلم بالموضوع بانه لابد ان يكون حاصلا قبل زمان الواجب , ثم يقول كأن المستشكل خلط بين العلم بالحكم من جهة وبين البعث والانبعاث من جهة اخرى والذي لابد من التقدم الزماني فيه هو تقدم العلم بالحكم فان الفجر موضوع للحكم وبداية الوقت للامتثال وهذا تقدم زماني ولكن نفس البعث لا يشترط فيه التقدم الزماني , هذا مانمسب الى المحقق النائيني .
السيد الاعظم علق على هذا فقال : تقدم العلم على الموضوع عادة او تقدم العلم بالحكم على زمان الحكم يقول هذا ثابت ولكنه تقدم بالطبع وليس تقدما بالزمان , وما هو الفرق بينهما ؟ يقول ان النائيني قال لابد من تقدم العلم بالحكم زمانا حتى يتمكن المكلف من الاندفاع الى الامتثال بذلك العلم لأجل حصول علمه بالتكليف , والسيد الاعظم يقول التقدم ليس بالزمان بل هو تقدم بالطبع .
واتصور هناك خلط ونبدأ اولا بكلام النائني رض :
قال تقدم الانبعاث على البعث بالرتبة فما ذا تعني بالرتبة ؟ كلمة الرتبة في اللغة معناه الترتيب مثلا اذا انت نظرت الى مجموعة اشخاص فأول من تنظر اليه هو الاول وآخر واحد تنظر اليه هو الاخير فهذا تقدم بالترتيب يعني الاول ومن بعده الثاني وهكذا .
وقد يطلق في التعبيرات الحوزوية بمعنى الشرف فهذا رتبته اعلى من رتبة ذاك فهذا يسمى تقدم بالشرف , آدم ع متقدم على النبي ص في الترتيب البعثي بقطع النظر عن الزمان يعني بإعطاء الوجود واما بالشرف فالرسول الاعظم ص اشرف من جميع الانبياء فالرسول ص متقدم من حيث الشرف واما آدم من حيث الزمان والترتب هو متقدم , فنسأل النائيني انت تقول التقدم بالرتبة فماذا تعني بالرتبة هل هي رتبة الشرف او تقصد بالترتيب ؟ وكلا المعنيين لا ينطبقان على المقام فان البعث والتحريك من المولى بواسطة جعل الحكم والبعث والتحريك فعل المولى وهذا يكون محركا وليس متقدما على المحرك والمتحرك بالشرف ولا بالترتيب انما هو دافع وجزء العلة وليس تقدم بالشرف ولا بالترتيب , اذن باي معنى فسرت كلمة الرتبة بالترتيب فغير واضح فمن اي جهة يكون البعث متقدما على الانبعاث , فالترتيب قلنا فمثلا انت جئت من هذا الباب فهذا هو المتقدم اما اذا جئت من تلك الباب فذاك هو المتقدم وهذا هو معنى التقدم بالرتبة اي بمعنى الترتيب , وكما في الغسل يبدأ بالراس اولا فهذا ترتيب , فاحد التفسيرين للرتبة هو هذا وهذا المعنى هو لذي اختاره صاحب المنظومة السبزواري , وكذلك من جهة الشرف فليس التحرك والتحريك احدهما اشرف من الاخر لان كل منهما فعل , اذن فهذا غير واضح , ثم قال تقدم العلم بالحكم على الحكم تقدم زماني فنقول ان معنى ذلك علمك يحدث اولا ثم الله تعالى يحدث ذلك الحكم فهذا الحكم الذي عبر عنه بالتحريك والبعث يكون متأخرا يعني هو يعلم ان الله سوف ينشأ الحكم فيصير العلم متقدم على فعل الله تعالى وايجاده للأحكام !! فاين الشريعة الموجودة اذن ؟ ! .
اما ما قاله السيد الاعظم وهو تقدم العلم على الحكم وعلى الموضوع بالطبع فنقول ما هو معنى التقدم بالطبع ؟ فانت تتكلم بالعلم لابد ان تتقيد بالمصطلحات التقدم هو تقدم كل واحد من اجزاء العلة على المعلول تقدم بالطبع واحدة واحدة وليس مجتمعة هذا تقدم بالطبع _ بعظهم قال تقدم بالذات والبعض قال تقدم العلة على المعلول نوع خاص من التقدم _ فهو يقول تقدم كل واحد واحد من اجزاء العلة على المعلول , فهل العلم بالحكم علة للحكم ؟ او هو جزء العلة ايها السيد الاعظم ؟ جزء العلة ما هو ؟ اجزاء العلة اربعة مقتضي والمعد والشرط وعدم المانع فهذا العلم بالنسبة الى الحكم هل هو مقتضي يعني يؤثر او يحدث الحكم ؟ ! يعني احد اجزاء العلة المقتضي يعني مؤثر مثل النار تؤثر بالإحراق , فالعلم هل مؤثر وموجد للحكم ؟ الجواب قطعا لا فالموجد هو الله , ام هو شرط يعني لابد من تقدم الشرط اي انه اولاً يتحقق العلم من المكلف بالحكم والشرط بعده يحدث , الشرط معناه هو الذي يهيئ ضرفا مناسبا لتأثير المقتضي في العلة كما في محاذات الحطب للنار فلولا هذه المحاذات لا تتمكن النار من التأثير فالتأثير هو محاذات الحطب الى النار , فهل علم السيد الاعظم شرط يهيئ جوا مناسبا حتى الله تعالى يؤثر في جعل الحكم وحتى يكون شرطا ؟ يقول تقدم العلم على الحكم بالطبع والتقدم بالطبع قلنا هو تقدم كل واحد واحد من اجزاء العلة على المعلول , واجزاء العلة المقتضي المؤثر والشرط والمعد وعدم المانع فالمقتضي المؤثر هو الله وليس علم زيد بالحكم مؤثرا وكذلك الشرط قلنا هو الذي يهيئ جوا مناسبا للتأثير المقتضي في المعلول , اذن لا يعقل ان يكون علم المكلف بالحكم مقتضيا او شرطا وبقي اثنان المعد وعدم المانع المعد يحدث ويفنى قبل المعلول مثل الخطوة الاولى بالقياس الى الخطوة الثانية فهي معد لتحقق الخطوة الثانية فتحدث وتفنى قبل تحقق المعد له , فعلم زيد بالحكم يحدث ويفنى حتى يحدث الحكم فهل هذا يصح ؟ ! واما عدم المانع يعني كان جهل المكلف مانعا لتأثير المولى وانشائه للحكم وبعلمه ازال المانع فالمانع هو الذي يحول دون تأثير المقتضي في المقتضى يعني اما يضعف المقتضي واما يبعد المقتضى عن التأثير كما في مثال رطوبة الحطب فهي تمنع من تأثير النار في الاحراق فهل جهل المكلف يمنع من التأثير ! فلم نفهم هذا فما نسب الى السيد الاعظم والى المحقق النائيني غير واضح .
ثم نعود الى اصل المطلب وهو هل الواجب المضيق يكون كما قال النائيني وهو ان الزمان قيد للحكم وبما ان الحكم مرتبط بالواجب فيكون الواجب مقيدا بالزمان بالطبع تقيد الوجوب بالزمان وقلنا هذا غير معقول اصلا فانت قلت الواجب تفسيره بوصف المتعلق تفسير مجازي وقلنا ان المجازات في البحوث العلمية لا تصح .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo