< قائمة الدروس

آیةالله الشيخ بشير النجفي

بحث الأصول

37/08/02

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : اجتماع الامر والنهي _ هل ان المسالة عقلية _

يظهر من كلمات الاعلام ان هذا الجانب من المسالة انها ذات رأيين الاول انها عقلية واتفقت تقريبا كلمات الاعلام المتأخرين من قبل صاحب الكفاية الى يومنا هذا قالوا انها عقلية ويظهر من كلمات صاحب الكفاية والسيد الاعظم ان هناك من يقول انها لفظية ورفض كونها لفضيةً لا يحتاج الى ان نأخذ من وقتكم فان الوهم بانها لفضية نشأ من عنوان المسالة قالوا اجتماع الامر والنهي فكلمة الأمر والنهي ضاهر او كالصريح في انه يكون بإنشاء مادة الامر او بإنشاء مادة النهي او بصيغة افعل او صيغة النهي فكل هذا من قبيل الالفاظ فمن هنا تولد الوهم عند بعظهم وقال انها لفضية او قال بعظهم يكون ذلك الواحد الذي يجتمع فيه الامر والنهي قد يكون هو من حيث العقل متعدد ومن حيث الحكم العرفي هو واحد وقد يكون بالعكس فاذا كان هناك اختلاف في ادراك العقل وغير العقل فهنا تأتي ان المسالة ليست عقلية بل لفضية ونحو ذلك .

وهذا الجانب ليس مهما فعلا وفعلا نريد ان نفهم ما أفاده الاعلام وبإصرار ان المسالة عقلية ويظهر من ثنايا كلماتهم بل تصريح بعظهم انهم حكموا بهذا الحكم وهو ان المسالة عقلية باعتبار ان الاحكام التكليفية متضادة بينها واجتماع الحرمة والوجوب في مورد واحد يعني اجتماع الضدين وامتناع اجتماع الضدين هذا بحكم العقل هذا هو مبنى قولهم وبعظهم صرح بذلك والبعض الاخر يظهر من كلماتهم بان حكمهم بان المسالة عقلية يستند الى هذه المشكلة , فالأحكام التكليفية اذا ككانت متضادةً فاجتماع الوجوب والحرمة او الاستحباب والكراهة فيكون من باب اجتماع الضدين واجتماع الضدين ينجر الى اجتماع النقيضين فتكون الاستحالة عقلية , وهذا غير واضح علينا .

نقول بعض المطالب نعرضها في خدمتكم من باب التمهيد للتحقيق في المسالة :

اولا : هناك خلط حصل وهو قياس الاحكام على الاعراض الخارجية قياس الوجوب والحرمة يقيسونها على السواد والبياض فكما ان السواد والبياض ضدان فكذلك الوجوب والحرمة ضدان , تضاد الاحكام قالوا بديهي في كلمات الاعلام , وتضاد الاحكام من المسامحات الغريبة جدا , ومن المسامحات ايضا قالوا ان الموضوع يجري مجرى العلة للحكم هذا عند المحقق النائيني .

واما السيد الاعظم فتعبيراته مضطربة فمرة يقول علة ومرة يقول يجري مجرى العلة ! فهذا غريب يعني الله علة للحكم والموضوع علة ايضا للحكم , قلنا الله تعالى حول بعض التشريعات للنبي ص وللائمة ونحاول بالقوة ان نثبت ذلك والا فالتشريع من افعال الله تعالى وانت تقول الموضوع الخارجي ؟ ! فعل زيد في الخارج هو علة او متعلق الحكم فعل المكلف او الموجود الخارجي مثل لحم الميتة فهذا علة للحرمة فهل هذا اللحم يُنشئ الحرمة ؟ كيف يكون هذا ؟! , قلنا ان الاحكام الشرعية هي من افعال الله تعالى فالله هو الذي انشئها واوجدها ويُنشؤها كل من له صلاحية الانشاء فقد يكون الحكم عرفي والعرف ينشئ والحكم الاعتباري فمن بيده الاعتبار فهو يُنشئ فالإنشاء بيد الله فقط او من يخوله له انشاء في الجملة كما في بعض الاحكام التي يخول امرها الله تعالى الى نبيه او الى الامام الحق , كما قال جبرائيل ع الى مريم ع ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا[1] فالله تعالى خول جبرائيل وقال هذه الكلمة فالله هو المعطي ولغير الله تعالى , كما في قضية قبض الارواح فهو يقول ( الله يتوفى النفس ) والله تعالى يتوكل امر الموت الى الملائكة اقبض روح فلان واقبض روح فلان ولكن الحكم الالهي انت تقول هذا الجسم الخارجي هو علة موجدة للحكم فهذا غير وواضح علينا , الاعراض الخارجية تنشأ من عللها الخارجية في عالم الكون والفساد والاحكام الشرعية ليس كذلك لأنها افعال الله تعالى فليس من الاعراض الخارجية .

الثاني : صدور الفعل مع صدور فعل آخر قد يكون مستحيلا لعدم قدرة المكلف على الفعل وقد يكون الفعل مستحيلا عقلا لكن الاستحالة غيرية باعتبار ان الفاعل عاجز , كما في احد الائمة ع اراد ان يبين شيء فقال لشخص قف فوقف وقال ارفع احدى قدميك فرفعها ثم قال له ارفع الثانية فقال لا استطيع فاراد الامام ع ان يبين ما يمكنه وما لا يمكنه على مسالة الجبر والاختيار .

فالنتيجة الآن رفع القدم الثاني وهو واقف فهو غير متمكن فعدم صدور الفعلين معا هو من جهة عجز المكلف وقد يكون عدم صدور الفعلين هو متضادان في نفسه فالإنسان يرتفع وينزل في نفس الوقت يعني ارتفاع ونزول في نفس الوقت لايمكن ان يصدر .

وقد يكون عدم صدور فعلين من شخص واحد يكون من جهة انه لايفعله العاقل والا يمكن فعل هذا وهذا ويمكن ان يصدرا منه معا فانهما ليس بينهما تضاد ولكن هنا العاقل بما انه عاقل لا يفعل ذلك , فالمولى يطلب الشيء وينهى عنه يمكنه عقلا مثلا المولى العرفي قال افعل ولا تفعل والعاقل لا يليق به ان يفعل , فاذا كان الحكم الشرعي من فعل الله تعالى وهو فاعل العقول ولايفعل ما لايليق بشأنه _ قد يكون المجنون يأمر وينهى في نفس الوقت هذا الامكان العقلي موجود _ لكن العاقل بما لا يليق له ان يفعل ذلك ولذلك يكون اجتماع الامر والنهي غير مككن عند العقلاء وليس للحكم العقلي .


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo