< قائمة الدروس

الأستاذ آيةالله محمداسحاق الفیاض

بحث الأصول

34/11/07

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع : جريان الاستصحاب في العدم الازلي
 الى هنا قد تبين ان عدم العرض لا يمكن ان يكون عدما نعتيا على ضوء النقاط التي ذكرناها وانه يختلف عن وجود العرض لهذه النقاط فمن اجل ذلك لا يمكن ثبوتا ان يكون عدم العرض عدما نعتيا ، وما ذكره المحقق النائيني قدس سره من ان العرض النعتي نقيض الوجود النعتي مبني على التسامح فان النعتية صفة زائدة على وجود العرض وعبارة عن ارتباط العرض بالموضوع وتحسسه به والعدم انما هو نقيض الوجود لا نقيض الخصوصية الزائدة ووجود العرض وجود محمولي ليس نعتيا ووجود العرض المتخصص بالخصوصية الزائدة وجودُ نعتي والا فوجود العرض في نفسه وجود محمولي والنعتية خصوصية زائدة على وجوده والمفروض ان عدم العرض نقيض الوجود والعدم عدم ازلي وهو محمولي وهو نقيض الوجود المحمولي ، فما ذكره قدس سره من ان نقيض الوجود النعتي عدم نعتيه فما ذكره مبني على عدم الدقية فان العدم نقيض وجود عرضه لا الخصوصية الزائدة فان نقيض الخصوصية الزائدة عدمها
 فالنتيجة انما ذكره المحقق النائيني قدس سره في هذا الوجه غير تام ، ومن جهة اخرى ذكرنا ان النعتية قد فسرت بثلاثة تفسيرات الاول ان المراد من النعت الوجود الرابط هو الوجود الذي ذهب اليه الفلاسفة وهو الوجود الرابع من اضعف مراتب الوجود فان الوجود وجود الجوهر ووجود العرض ووجود الرابط وهو القسم الرابع من اضعف مراتب الوجود والفلاسفة ملتزمة بذلك وكذلك المحقق الاصفهاني قدس سره واما السيد الاستاذ قدس سره فقد انكره في بحث الاصول انكر الوجود الرابط وانه لا برهان عليه وانه مخالف للوجدان فان في الخارج وجود الجوهر ووجود العرض والوجود الرابطيه أي نعتية العرض لموضوع موجود في الخارج
 واما الوجود الرابع فهو خلاف الوجدان مضافا الى انه لا برهان عليه ولذا انكر ما ذكره استاذه قدس سره أي المحقق الاصفهاني قدس سره لكن السيد الاستاذ قدس سره قد التزم بالوجود الرابط في رسالته في اللباس المشكوك قد التزم ان المراد من النعت هو الوجود الرابط ، الظاهر ان مراده من وجود الرابط الذي التزم في رسالته في اللباس المشكوك ان مراده من وجود الرابط مطلق الربط بين العرض ومحله سواء اكان العرض من الاعراض المقبولية او من الاراض الانتزاعيه او من الاعراض الاعتبارية فان الانتزاعية لا تختص بالأعراض المقولية فالانتزاعية موجوده في الاعراض الانتزاعية ايضا فان اتصاف الجسم بالفوقية او بالتحتية او بالسبق او بالحوق فهو من الوجود النعتي مع ان الامور الانتزاعية ليست من الاعراض المقوليه فأنها ثابته في لوح الواقع وموجوده في لوح الواقع وان لم تكن موجوده في لوح الوجود فان الامور الانتزاعية لا توجد في الخارج فأنها موجوده في لوح الواقع اعم من لوح الوجود والرابط بين الوجودين الموضوع وهو الجسم وبين الامر الانتزاعي الرابط بينهما موجود وهذا الرابط ليس من سنخ الاعراض المقولية بل هو ربط ونسبة بين الامر الانتزاعي وبين موضوعه الجسم فوق الجسم تحت وما شاكل ذلك او الامور الاعتبارية كتصاف الجسم بالطهارة او بالنجاسة مع ان الطهارة امر اعتباري لا توجد الا في عالم الاعتبار وكذلك النجاسة او المرآة مطلقة والطلاق امر اعتباري او المرآة متزوجة فالزواج امر اعتباري وهكذا مع ان الربط بين الزوجية والمرآة موجود وبين الطلاق والمرآة موجد الربط ، فاذا مراده قدس سره من وجود الرابط الذي ذكره قدس سره في اللباس المشكوك ان مراده اعم من الاعراض المقوليه ومراده من وجود الرابط النسبة بين الموضوع وبين العرض سواء اكان العرض من الاعراض المقوليه او من الانتزاعية او من الاعتبارية فالنسبة بينهما موجود ويعبر عن هذه النسبة بالوجود الرابط ووجود كل شيء بحسبه ووجود الامر الانتزاعي في لوح الواقع لا في لوح الوجود ووجود الامر الاعتباري في عالم الاعتبار لا في عالم الواقع فمراده قدس سره من الوجود الرابط اعم من وجود الرابط الذي هو من الاعراض المقوليه أي المراد من وجود الرابط النسبة ومطلق الربط سواء كان بين العرض ووجوده في الخارج او بين الجسم وبين الامر الانتزاعي في لوح الواقع او بين الجسم وبين الامر الاعتباري في عالم الاعتبار اذا لا تناقض بين ما ذكره قدس سره في رسالته في اللباس المشكوك وما انكره في بحث الاصول من وجود الرابط وان لا دليل عليه ومراده من وجود الرابط الذي ذكره في رسالته في اللباس المشكوك مطلق النسبة بين العرض وموضوعه سواء كان العرض من الاعراض المقوليه او من الاعراض الانتزاعية او من الاعراض الاعتبارية وعلى ضوء هذا التفسير لا يمكن ان يكون العرض عدم نعتي لان النسبة لا تتصور الا بين طرفيه الموجودين اما في عالم الخارج او في لوح الواقع كما في الامور الانتزاعية او في عالم الاعتبار ولا يعقل وجود النسبة بين الامر العدمي والامر الوجودي لاستحالة تقوم الامر الوجودي بالأمر العدمي فاذا وجود الرابط بهذا المعنى لا يتصور بين عدم العرض وموضوعه لاستحالة تقوم الامر الوجودي للأمر العدمي
 التفسير الثاني : ان المراد من النعت الوجود الرابط فان وجود العرض في نفسه وجود محمولي واما وجوده لموضوعه وجود رابطي فان وجوده في نفسه عين وجوده لموضوعه وموجوده لموضوعه فهو وجود رابطي والمراد من النعت هو الوجود الرابطي فان النعت ربط لموضوعه الموجود في الخارج باعتبار انه متعلق به ومرتبط به ومتخصص به بهذا الاعتبار نعت له وصفة له فان العرض لا يوجد في الخارج الا في موضوع محقق فيه نعم يمكن تصور العرض بعالم الذهن بنفسه ويمكن تصوره نعتا لغيره وكلاهما ممكن يتصور العرض في نفسه ويتصور العرض صفة للغير ونعت لموضوعه لكن هذا في عالم التصور وعالم الذهن فقط واما في عالم الخارج فلا يمكن وجود العرض مستقل فالعرض اذا وجد وجد في موضوع محقق في الخارج ولا يعقل وجوده مستقل في الخارج فان وجوده في نفسه عين وجوده لموضوعه في الخارج وهذا هو المراد من النعت فاذا وجود العرض لموضوعه هو عرض للموضوع وصفه وقد اختار هذا التفسير المحقق النائيني قدس سره وهذا التفسير فيه اشكالان
 الاشكال الاول : ان الوجود الرابط مختص بالعرض ولا يتصور هذا الوجود الرابطي في الامور الاعتبارية ولا في الامور الانتزاعية مع ان الانتزاعية لا تختص بالعراض المقوليه فكما انها في الاعراض المقوليه كذلك هي في الامور الانتزاعيه وفي الامور الاعتبارية واما الوجود الرابطي فهو مختص بالأعراض المقوليه
 الاشكال الثاني : ومضاف الى ذلك انه ينافي مسلكه قدس سره فانه يرى ان عدم العرض عدم نعتيا وعلى هذا فلا يعقل ان يكون عدم العرض عدم نعتي فان النعت معناه وجود الرابطية ومن الواضح ان ثبوت عدم العرض في نفسه ليس عين ثبوته المحقق في الخارج كوجوده فان وجود العرض في نفسه عين وجوده في موضوعه في الخارج فمن اجل ذلك وجوده وجود رابطي ، واما عدم العرض ليس كذلك فان عدم العرض عدم ازلي ثابت في الازل ولا يتوقف على أي موجود في الخارج فهذا التفسير منافي لما اختاره قدس سره
 التفسير الثالث : ان المراد من النعت النسبة التحسسية فان هذه النسبة الموجودة بين العرض وموضوعه فهذه النسبة نسبة تخصصية فأنها توجب تخصص العرض بهذا الموضوع ، فاذا المراد من النعت هو النسبة التخصصية وهذه النسبة لا تختص بالأعراض المقوليه كما انها في الاعراض المقوليه كذلك في الاعراض الانتزاعية وفي الاعراض الاعتبارية فهذه النسبة ثابتة وهي النسبة التخصصية فاذا المراد من النعت هو النسبة التخصصية وعلى ضوء هذا التفسير ايضا لا يمكن ان يكون عدم العرض نعتا فان النسبة التخصصية لا تتصور بين عدم العرض وموضوعه لفرض ان عدم العرض في نفسه ليس عدم العرض لموضوعه حتى تتصور هذه النسبة وعلى ضوء هذا التفسير ايضا لا يمكن ان يكون عدم العرض من العدم النعتي
 الى هنا قد تبين ان ما ذكره المحقق النائيني من ان عدم العرض عدم نعتي فهو لا ينسجم مع شيء من هذه التفاسير للنعت فالنتيجة ان عدم العرض لا يمكن ان يكون عدم نعتي هذا كله في مقام الثبوت واما في مقام الاثبات فقد ذكر المحقق النائيني قدس سره دليل اخر الى ان عدم العرض عدم نعتي ..

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo