< قائمة الدروس

الأستاذ آيةالله محمداسحاق الفیاض

بحث الأصول

34/11/17

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع : جريان الاستصحاب في العدم الازلي
 الى هنا قد تبين ان الاكرية من عوارض الوجود وكذلك مراتب الاعداد فهي حالة عرضية تعرض على كمية خاصة محدودة من الاعداد التي تسمى بالعشرة تارة وبالتسعة تارة اخرى باختلاف كمية العدد وليس الكرية نحو سعة في مرتبة الماهية فان هذا القول الذي ذكره السيد الحكيم قدس سره مبني على ان تكون الماهيات ازلية فعندئذ لا يتصور الشك لا في العدم ولا في البقاء لان الماهية بتمام سعتها ازلية ولا يتصور الشك فيها فمن اجل ذلك لا يمكن جريان الاستصحاب في الاعدام الازلية على هذا القول ، الا انه لا اصل لذلك
 اولا من ما ذكرنا انه لا عوارض للماهية العوارض انما هي للوجود فقط دون الماهية ، وثانيا ان الماهية ليس ازلية ، على كلا القولين فالمسالة فلسفية على القول بإصالة الوجود وعلى القول بإصالة الماهية فعلى كلا القولين ليس الماهية ازلية هذا مضافا الى ان ازلية الماهية لازمها انها واجبة وليس ممكنة فان الممكن لابد ان يكون مسبوقا بالعدم فاذا كانت الماهية ازلية فهي ليس مسبوقة بالعدم ، فاذا كيف يمكن ان تكون ممكنة فلابد من الالتزام بوجوبها وهذا غير ممكن فمن اجل ذلك الكرية من صفات الموجود الخارجية وتعرض على كمية خاصة من الماء بعد انضمام بعضها مع بعضها الاخر واتصال بعضها مع البعض الاخر وتشكيل وحدة عرفية يبلغ مكعبة ثلاثة واربعين شبرا الا ثمن شبر بادنا شبر متعارف او ستة وثلاثين شبرا او ستة وثلاثين شبرا او سبعة وعشرين شبرا على الاختلاف في تحديد الكر ، فاذا الكرية حالة عرضية تعرض على الموجودات الخارجية فلا مانع من استصحاب العدم الازلي فيها فانه في زمان لم تكن هذه الكمية من الماء موجودة ولا اتصافها بالكرية فكلاهما مسبوقٌ بالعدم ثم وجدة كمية من الماء في الخارج ونشك في اتصافها بالكرية كهل هذا الاتصاف ايضا وجد او لم يوجد فلا مانع من استصحاب عدم اتصافها بنحو العدم الازلي وبذلك يثبت ان هذا الماء ينفعل بالملاقات فان موضوع الانفعال بالملاقات الماء الذي لم يكن كرا هذا ماء بالوجدان ولم يكن كرا بالاستصحاب فبضم الاستصحاب الى الوجدان يتحقق موضوع الحكم بالانفعال
 وكذلك الحال في مراتب الاعداد فان العشرة حالة تعرض على كمية خاصة من الاعداد والتي تسمى بعنوان العشرة فاذا العشرة صفة لهذه الكمية فلا مانع من جريان استصحاب العدم الازلي فانه في زمان لم تكن هذه الكمية من عدد العلماء او شيء اخر لم تكن موجودة هذه الكمية بالبلد ثم وجد كمية خاصة بالبلد ونشك باتصافها بالعشرة ولا مانع من استصحاب عدم اتصاف هذه الكمية بالعشرة بنحو الاستصحاب في العدم الازلي ، ومن هنا يظهر ان ما ذكره السيد الحكيم قدس سره من ان الكرية ليس من عوارض الوجود وكذا مراتب الاعداد ليس من عوارض الوجود بل هي نحو سعة في الماهية ما ذكره قدس سره مبني على الخلط بين مفهوم الكرية وواقعه الموضوعي الخارجي فان الكرية نحو سعة في مفهوم الكرية في مقابل مفهوم القلة ومن الطبيعي انه لا واقع موضوعي لمفهوم الكر الا وجوده بعالم الذهن بوجوده اللحاظي التصوري الفاني في مصاديقة في الخارج ليس لمفهوم الكر واقع مفهومي غير وجوده اللحاظي التصوري الفاني في عالم الخارج في افراده ومصاديقه وينطبق عليه ، فاذا الكرية بلحاظها التصوري نحو سعة في مفهوم الكرية في مقابل مفهوم القلة واما بوجودها الخارجي فهي صفة وحالة تعرض على كمية خاصة من الماء بعد انضمام بعضها مع بعضها الاخر واتصال بعضها مع بعضها الاخر وتشكيل وحدة عرفية ويكون مكعبها ستة وثلاثين شبرا او ثلاثة واربعين الا ثمن شبر فاذا لا مانع من جريان العدم الازلي في مراتب الاعداد وفي الكرية الى هنا قد تبين ان ما ذكره السيد الحكيم غير تام
 بقي هنا شيء وهو ما ذكره المحقق العراقي ف رسالته في اللباس المشكوك ذكر هذا التفصيل المشهور بين الاصحاب ان الاوصاف العارضة على موصوفاتها انما هي في طول موصوفاتها رتبتا فان الصفة في طول الموصوف رتبتا فاذا القرشية صفة للمرآة وفي طول وجود المرآة رتبتا وعدم القرشية نقيض القرشية فان عدمها البديل لها النقيض هو العدم البديل فالعدم البديل للقرشية نقيض لها والنقيضان في مرتبة واحدة ولا يمكن ان يكون احدهما مقدم على الاخر رتبتا فعدم القرشية في مرتبة القرشية وكذلك بالعكس وكالضدين فانهما في مرتبة واحده ولا يمكن ان يكون احد الضدين متقدم على الضد الاخر رتبة وكذا الحال في النقيضين وحيث ان القرشية متأخرة رتبتا عن ذات المرآة فبطبيعة الحال عدم القرشية ايضا متأخر عنه رتبة لأنه في رتبة القرشية فاذا كانت القرشية متأخرة عن ذات المرآة رتبتا فبطبيعة الحال يكون عدمها أي نقيضها الذي هو في مرتبتها ايضا متأخر عن ذات المرآة رتبتا ، وعلى هذا فاذا اخذنا في موضوع الحكم هي ان المرآة تحيض الى خمسين الا ان تكون قرشية فأنها تحيض الى ستين وعلى هذا فان اخذ في الموضوع عدم القرشية أي عدم الخاص وهو العدم في مرتبة القرشية هذا العدم الخاص اذا كان مأخوذ في موضوع العام فلا يجري الاستصحاب العدم الازلي فان استصحاب عدم القرشية عدما بنحو العدم المحمولي لا يثبت الخاص وهو عدم القرشية في رتبة القرشية هذا العدم الخاص مأخوذ في موضوع العام فاذا كان هذا العدم الخاص مأخوذ في رتبة القرشية باستصحاب عدم المحمولي الازلي لا يثبت الخاص الا بالقول بالأصل المثبت فمن اجل ذلك لا يجري الاستصحاب في العدم الازلي وان كان المأخوذ في الموضوع العدم المحمولي المطلق وان كان قبل وجود المرآة المأخوذ في العدم المحمولي المطلق فعندئذ لا مانع من جريان الاستصحاب في العدم الازلي فانه في زمان لم تكن المرآة موجودة ولا اتصافها بعدم القرشية ثم وجدت المرآة ونشك في ان اتصافها بالقرشية هل يوجد او لا فلا مانع من استصحاب عدم اتصافها بالقرشية وبذلك يثبت موضوع العام بضم الاستصحاب الى الوجدان فان وجود المرآة محرز بالوجدان وعدم كونها قرشية محرز بالاستصحاب وبضمه الى الوجدان يتحقق موضوع العام المركب من الوجود والعدم احد جزئيه محرز بالوجدان والجزء الاخر محرز بالتعبد هذا ما ذكره قدس سره في رسالته في اللباس المشكوك وللمناقشة فيه مجال
 اما اولا : فلان النقيضين وان كانا في رتبة واحدة فان عدم القرشية في رتبة القرشية عدم الانسان في رتبة الانسان عدم زيد في رتبة زيد فالنقيضان في رتبتا واحدة ولا ملاك لتقدم احدهما على الاخر رتبةُ ، واما القرشية فهي متأخرة عن ذات المرآة رتبتا وملاك تأخرها عن ذات المرآة رتبتا من جهة انها صفة للمرآة فالموصوف يتقدم على الصفة رتبتا قضاءً لحق الموصفية كما ان العلة متقدمة على المعلول رتبتا قضاء لحق العلية والشرط متقدم على المشروط قضاء لحق الشرطية والسبب متقدم على المسبب قضاء لحق السببية واما العلة فلا تكون متقدمة على عدم المعلول رغم ان عدم المعلول في رتبة المعلول لأنه نقيضه ولا النقيضان في رتبة واحدة فالعلة متقدمة على المعلول رتبتا ولا تكون متقدمة على عدم المعلول رتبتا لعدم الملاك فان تقدم شيء على شيء رتبتا بعد تقارنه معه زمنا بحاجة الى ملاك ولا يمكن ان يكون جزاءً العلة متقدمة على المعلول قضاء لحق العلية والمفروض انها ليست علة لعدم المعلول فلا ملاك لتقدم العلة على عدم المعلول وما نحن فيه ايضا كذلك فان الموصوف ايضا يتقدم على الوصف قضاء لحق الموصفية
 اما بالنسبة الى عدم القرشية هذا الملاك غير موجود فلا ملاك لتقدم المرآة على عدم القرشية رتبتا بعد تقارنهما زمنا فالتقدم الرتبي بحاجة الى ملاك ولا يمكن ان يكون جزافا ولا ملاك لتقدم ذات المرآة على عدم القرشية فما ذكره قدس سره من ان المرآة كما تتقدم رتبتا على القرشية كذلك تتقدم رتبتا على عدم القرشية باعتبار انه في مرتبة القرشية غير تام ومع الاغماض عن ذلك فما ذكره من التفصيل ايضا غير تام

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo