< قائمة الدروس

الأستاذ آيةالله محمداسحاق الفیاض

بحث الأصول

35/04/05

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : المطلق والمقيد – فيه بحوث
ذكرنا ان الماهية بلحاظ وجودها الخارجي تنقسم الى قسمين الماهية المقيدة بشيء والماهية الغير مقيدة به اما الماهية التي لا تكون مقيدة بشيء ولا بعدمه فلا وجود لها في الخارج والا لزم ارتفاع النقيضين، واما الماهية بلحاظ وجودها الذهني فهي تنقسم الى ثلاثة اقسام فان الماهية في الذهن ان كانت مقيدة بشيء كماهية الانسان اذا كانت مقيدة بالعلم فهي ماهية لا بشرط شيء وتسمى تلك الماهية بشرط شيء وان كانت مقيدة بعدم العلم تسمى الماهية بالماهية بشرط لا وان لم تلحظ معها لا العلم ولا عدم العلم فهي ماهية لا بشرط وهذه الماهيات الثلاثة موجودات في عالم الذهن ومتباينات ولا ينطبق شيء منها على الاخر لان الوجودات الذهنية كالوجودات الخارجية متباينات ويستحيل صدق وجود على وجود على وجود اخر فمن اجل ذلك هذه الماهيات الثلاثة متباينات فلا يصدق بعضها على بعضها الاخر، واما عنوان لا بشرطية وكذا عنوان بشرط شيء وعنوان بشرط لا هذه العناوين من العناوين الذاتية الاولية لها واما بالنسبة الى الخارج فهي من العناوين العرضية الثانوية، ثم ان هذه المعقولات الاولية وتسمى بالمعقولات الاولية فانها حاكية عن الموجودات الخارجية ومرآة لها كما هو شأن كل مفهوم فان كل مفهوم مرآة لما في الخارج وحاك عنه وهذه المرآتية والحكاية ذاتية للمفهوم وليست للحاظيه بل المفهوم بنفسه شأنه الحكاية والمرآتيه وعلى هذا فالماهية بشرط شيء مرآة للماهية المقيدة بهذا الشيء في الخارج فماهية الانسان بشرط شيء في الذهن مرآة للإنسان العالم في الخارج وتحكي عنه حكاية الصورة عن ذيها وماهية بشرط لا أي بشرط عدم العلم حاكية عن الانسان غير العالم في الخارج ومرآة له حكاية الصورة عن ذيها، واما الماهية لا بشرط أي لم يلحظ معها لا وجود العلم ولا عدمه فهذه الماهية حاكية عن الماهية الجامعة بين الحصتين في الخارج وهو الماهية لا بشرط فانها موجودةٌ مستقلة في الذهن في عرض وجود الماهية بشرط لا وبشرط شيء واما الماهية لا بشرط في الخارج فلا وجود لها في عرض وجود الماهية بشرط شيء وماهية بشرط لا بل هي جامعة بينهما ووجودها بوجودهما فان وجود الكل بوجود فرده ووجود الطبيعي بوجود مصداقه فالماهية لا بشرط في الخارج جامعة بين الفردين في الخارج، واما ماهية لا بشرط في الذهن فهي موجودة مستقلة في عرض وجود ماهية بشرط لا وبشرط شيء وبهذا تكون في الذهن ماهيات ثلاثة واما في الخارج ماهيتين فقط وماهية لا بشرط جامعة بينهما وليس لها وجود في عرض وجوديهما
فالنتيجة : ان المعقولات الاولية تحكي عن الموجودات الخارجية مباشرة لأنها منتزعة من الموجدات الخارجية ثم ان السيد الاستاذ قدس سره قد ذكر ان هناك قسم رابع من الماهية وهي ماهية لا بشرط المقسم فانها هي التي تنتزع من الماهيات الثلاث في الذهن بإلغاء خصوصيات ومقوماتها المميزة فانها اذا الغية مخصصاتها ومقوماتها المميزة فيبقى الجامع وهو ماهية لا بشرط المقسميه فانها مقسم لهذه الماهيات الثلاثة وهي منتزعة منها مع الغاء خصوصياتها ومقوماتها المميزة ومن الواضح انه بعد الغاء خصوصياتها ومقوماتها المميزة لم يبقى الا الجامع وهو الماهية لا بشرط المقسمية فانها جامعة بين هذه الماهيات ومقسم لها وتسمى هذه الماهية بالمعقول الثانوي لما ذكرنا ان كل مفهوم منتزع من الموجود الخارجي مباشرةً وكل مفهوم منتزع من مفهوم في الذهن فهو من المعقولات الثانوية وحيث ان الماهية لا بشرط المقصد منتزعة من الماهيات الثلاثة بعد الغاء خصوصياتها فهي من المعقولات الثانوية وتنطبق عليها وليس لها مصداق في الخارج، واما الماهية لا بشرط في الذهن فهي منتزعة من الموجود الخارجي مباشرة فالأنسان المقيد بالعلم منتزع من الانسان العالم في الخارج اما الانسان الذي لم يلحظ معه العلم وعدم العلم فهو منتزع من الجامع بين الانسان العالم وغير العالم فالماهيات الثلاثة منتزعة من الموجودات الخارجية مباشرةً ولهذا تكون من المعقولات الاولية واما الماهية لا بشرط المقسم حيث انها منتزعة من الماهيات الثلاثة بعد الغاء خصوصيتها ومقوماتها المميزة فهي ومن المعقولات الثانوية فكل مفهوم منتزع من مفهوم اخر فهو من المعقولات الثانوية وكل مفهوم منتزع من الموجود الخارجي مباشرةً فهو من المعقولات الاولية ومن هنا يظهر ان الفرق بين المعقولات الاولية والمعقولات الثانوية في نقطتين
النقطة الاولى : ان المعقولات الاولية تحكي عن الموجود الخارجي مباشرةً ومرآة لها بينما المعقولات الثانوية تحكي عن المعقولات الاولية فقط ولا تحكي عن الواقع اصلا لأنها منتزعة من المعقولات الاولية
النقطة الثانية : ان المعقولات الاولية بنفسها مرآة للخارج ومنتزعه منها واما المعقولات الثانوية فانها منتزعة من المعقولات الاولية فيهما فرق من هذه الناحية
ثم ذكر السيد الاستاذ قدس سره ايضا هنا قسم خامس من الماهية وهي الماهية المهملة فهي مجردة عن جميع الخصوصيات والعوارض والنظر فيها مقصور الى ذاتها وذاتياتها ولا ينظر الى ما هو خارج عن ذاتها وذاتياتها والنظر فيها مقصور الى ذاتها وذاتياتها وفارغة عن جميع الخصوصيات والعوارض ولهذا تسمى بالماهية المهملة أي مهملة من جميع الجهات والخصوصيات والعوارض، فاذاً اقسام الماهية في الذهن خمسة الاول الماهية المهملة وهي مجردة عن كافة الخصوصيات والعوارض حتى خصوصية لحاظها وخصوصية مقسميتها حتى مجردة عن هذه الخصوصيات، الثاني ماهية لا بشرط المقسم فانها تلحظ فيها المقسمية زائدة على ذاتها وذاتيتها وملحوظ فيها عنوان المقسمية شيء زائد على ذاتها وذاتياتها، الثالث الماهية لا بشرط القسم وهي ملحوظ فيها عدم القيد ولا وجود القيد، الرابع الماهية بشرط شيء، الخامس الماهية بشرط لا، هذه هي اقسام الماهية
انما الكلام ان ي ان اسم الجنس هل هو موضوع بإزاء الماهية المهملة او انه موضوع بإزاء لا بشرط القسم قد يقال انه موضوع بإزاء لا بشرط القسم لكن هذا القول لا اساس له كما سوف نشير اليه وقد اختار السيد الاستاذ قدس سره ان اسم الجنس موضوع بإزاء الماهية المهملة المجردة عن كافة الخصوصيات والتعليلات والعوارض والشيء من الخصوصيات غير مأخوذ في المعنى الموضوع له وقد افاد في وجه ذلك انه لو كان شيء من الخصوصيات مأخوذ في المعنى المخصوص له لكان استعمال اسم الجنس الفاقد له مجازا وبحاجة الى عناية زائدة ثبوتا واثباتا مع ان الامر ليس كذلك فان اسم الجنس في جميع افراده حقيقي سواء كان مشتمل على الخصوصيات او فاقد لها فهذا دليل على انه موضع بإزاء الماهية المهملة ولم يأخذ في المعنى الموضوع له شيء من الخصوصيات والا لزم استعماله في المعنى الموضوع له مجازا ولنا تعليقان على ما ذكره قدس سره .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo