< قائمة الدروس

الأستاذ آيةالله محمداسحاق الفیاض

بحث الأصول

35/04/22

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : المطلق والمقيد – مقدمات الحكمة
ان كلانا في المقدمة الثالثة من مقدمات الحكمة وهي عدم نصب قرينة على التقيد، هل المراد عدم نصب قرينة متصلة او المراد الاعم من القرينة المتصلة والمنفصلة ؟، المعروف والمشهور بين الاصوليين عدم نصب قرينة متصلة فاذا كان المطلق صادر من المولى وكان في مقام البيان ولم ينصب قرينة متصلة انعقد ظهوره في الاطلاق، لكن ذهبت مدرسة المحقق النائيني قدس سره الى ان عدم القرينة المنفصلة ايضا جزء مقدمات الحكمة وحيث انه لا يمكن ان يكون عدم قرينة المنفصلة جزء مقدمات الحكمة مطلقا فانه يلزم حينئذ محذور اجمال اكثر المطلقات من مطلقات الكتاب والسنة عموماتهما فانه لا مكن الالزام بذلك فان لازمه انه لا يمكن التمسك بأكثر اطلاقات الكتاب والسنة مع ان جواز التمسك بها امر ضروري في الشريعة المقدسة فمن اجل ذلك لا يمكن القول بان عدم نصب القرينة المنفصلة جزء مقدمات الحكمة مطلقا، والسيد الاستاذ قدس سره قد التفت الى هذا المحذور وقام بعلاج المشكلة بتقريب فني وهو ان عدم القرينة المنفصلة جزء مقدمات الحكمة في وقتها لا مطلقا مثلا اذا صدر مطلق من المولى وكان في مقام البيان ولم ينصب قرينة على التقيد انعقد ظهوره في الاطلاق وهذا الظهور كان يستمر الى ان جاء لقرينة منفصلة فاذا جاء بالقرينة المفصلة فعدم هذه القرينة العدم البديل لها في وقتها جزء مقدمات الحكمة فوجود هذه القرينة رافع لمقدمات الحكمة وبارتفاع مقدمات الحكمة ارتفع الظهور ايضا لانه معلول لمقدمات الحكمة وبارتفاع العلة يرتفع المعلول، وعلى هذا فلا يلزم محذور الاجمال هكذا ذكره السيد الاستاذ قدس سره وللمناقشة فيه مجال وذلك لان عدم القرينة المنفصلة الذي هو جزء مقدمات الحكمة في وقتها لا يخلو اما ان يكون عدم القرينة المنفصلة بوجودها الواقعي او عدم قرينة المنفصلة بوجودها العيني ولا يتصور ثالث بينهما فان عدم قرينة المنفصلة في وقتها الذي هو جزء مقدمات الحكمة لا يخلوا اما ان يكون عدمها بوجودها الواقعي او يكون عدمها بوجودها العيني أي وصول القرينة الى المكلف والعلم بها وكلا الافتراضين غير صحيح
اما الافتراض الاول : فان كان المراد ان ظهور المطلق في الاطلاق بعد كون المولى في مقام البيان ولم ينصب قرينة متصلة انعقد ظهور المطلق في الاطلاق فهذا الظهور مشروط بعدم وجود القرينة المنفصلة في وقتها بنحو شرط متأخر، ان اراد ذلك فيرد عليه اولا ما ذكرناه في بحث الشروط من استحالة الشرط المتأخر وانه غير ممكن وثانيا ومع الاغماض عن ما تقدم لكن الشرط المتأخر انما يمكن في الامور الاعتبارية أي في الاحكام الشرعية ولا يعقل الشرط المتأخر في الامور التكوينية، فان الظهور المطلق في الاطلاق امر تكويني ولا يعقل ان يكون مشروط بشرط متأخر والا لزم كون العلة متأخرة عن المعلول وهذا مستحيل وكون الشرط متأخر عن المشروط ايضا غير معقول فانه متقدم رتبة على المشروط وكذا العلة، فلا يمكن ان يكون ظهور المطلق في الاطلاق بعد عدم نصب قرينة متصلة لا يمكن ان يكون مشروط بعدم نصب قرينة منفصلة بنحو الشرط المتأخر
اما الثاني : وهو ان يكون مشروط بعدم القرينة المنفصلة بوقتها بنحو الشرط المقارب بمعنى ان المطلق اذا صدر من المولى وكان في مقام البيان ولم ينصب قرينة على التقيد انعقد ظهوره في الاطلاق وهذا الظهور مستمر الى ان يجيء بقرينة منفصلة لان عدمها في وقتها جزء مقدمات الحكمة وعلة لظهور المطلق في الاطلاق بنحو الشرط المقارن ووجود القرينة في هذا الوقت رافع لمقدمات الحكمة التي قد تمة سابقا وبارتفاعها يرتفع ظهور المطلق في الاطلاق من جهة ظهور حال المتكلم في انه في مقام بيان تمام مراده بنحو الشرط المقارن، وعلى هذا فالمحذور المذكور وان كان غير لازم الا ان هذا لا يحل المشكلة فان المشكلة انما هي لزوم اجمال اكثر مطلقات الكتاب والسنة وغيرها فان المولى اذا صدر منه مطلق وكان في مقام البيان ولم ينصب قرينة متصلة، وتقدم في مبحث التعارض والترجيح ان للقرينة المتصلة شروط وخصائص ولا يكفي مجرد اتصال جملة بجملة اخرى وعلى هذا فاذا لم ينصب قرينة متصلة انعقد ظهور المطلق في الاطلاق واما اذا احتمل انه بعد عشر دقائق نصب قرينة منفصلة او بعد عشرين دقيقة فاحتمال نصب القرينة بعد عشر دقائق موجب لعدم احراز الجزء الاخير من مقدمات الحكمة بعد عشر دقائق فاحتمال وجود القرينة المنفصلة لم يحرز مقدمات الحكمة بعد عشر دقائق فاذا لم يحرز تمامية مقدمات الحكمة لم يحرز بقاء الظهور فان المولى اذا نصب قرينة منفصلة بعد عشر دقائق ارتفع الظهور بارتفاع مقدمات الحكمة وان لم ينصب قرينة متصلة بعد عشر دقائق بقي الظهور ببقاء مقدمات الحكمة واما اذا احتمل ان المولى نصب قرينة او لا فمع هذا الاحتمال لم يحرز تمامية مقدمات الحكمة فاذا لم يحرز لم يحرز بقاء الظهور المطلق في الاطلاق فاذاً يصبح المطلق مجملا ولا يمكن التمسك به، وكذا الحال في مطلقات الكتاب والسنة فان ظهور هذه المطلقات بالإطلاق قد انعقد وهذا الظهور مستمر وثابت الى زمان الائمة عليهم السلام لكن نحتمل صدور مقيدات ومخصصات من الائمة الاطهار عليهم السلام لهذه المطلقات والعمومات، فكل مطلق نحتمل انه صدر له مقيد من الائمة الاطهار عليهم السلام وله مقيد في رواياتنا ومع هذا الاحتمال لم نحرز تمامية مقدمات الحكمة في زمن الائمة ومع عدم احراز تمامية مقدمات الحكمة لم نحرز بقاء ظهور المطلق في الاطلاق فيمكن ان يكون باقيا وممكن ان يكون مرتفع فيصبح المطلق مجمل فلا يمكن التمسك بالإطلاق وهذا الذي افاده السيد الاستاذ قدس سره ظاهر كلامه انه بنحو الشرط المقارن فلا يدفع مشكلة محذور لزوم الاجمال في اكثر مطلقات الكتاب والسنة وغيرها هذا كله بناء على ان يكون المراد من عدم القرينة المنفصلة عدم وجودها الواقعي
اما اذا كان من المراد من عدم وجود القرينة المنفصلة عدم وجودها العيني أي عدم وصولها الى المكلف، فاذا صدر مطلق من المولى وكان في مقام البيان ولم ينصب قرينة متصلة على التقيد انعقد ظهوره في الاطلاق من جهة ظهور حال المتكلم السياقي في انه في مقام بيان تمام مراده بكلامه هذا فطالما لم تصل القرينة المنفصلة الى المكلف فالظهور باقي ولا اثر للشك والاحتمال فاذا وصلت فعدم وصولها جزء مقدمات الحكمة ووصولها مانع عن تمامية مقدمات الحكمة ورافع لها وبارتفاعها يرتفع الظهور لانه معلول للمقدمات هذا الفرض ايضا غير صحيح وذلك لان عدم وصول القرينة لا يمكن ان يكون جزء المقدمات بان يكون الظهور مستندا الى عدم القرينة فان كشف العلم كشف الواقع على ما هو عليه من دون التأثير به سلبا وايجابا ولا نفيا واثباتا بل كشف الواقع على ما هو عليه فلا يمكن ان يكون عدم وصول القرينة أي عدم العلم بالقرينة بان يكون العلم بالقرينة رافع لمقدمات الحكمة ورافع للظهور، فاذً لا يمكن ان يكون مراده قدس سره من ان عدم قرينة المنفصلة في وقتها جزء مقدمات الحكمة لا يمكن ان يكون مراده عدم وصولها وعدم وجودها العيني فان عدم وصول القرينة المنفصلة في وقتها لا يمكن ان يكون جزء المقدمات والا لزم ان يكون للعلم تأثير في الواقع وهذا مستحيل لان شأن العلم هو كشف الواقع من دون ان يؤثر فيه
الى هنا قد تبين ان عدم قرينة المنفصلة ليس جزء مقدمات الحكمة لا مطلقا ولا في وقت مجيئها كما ذكره السيد الاستاذ قدس سره بل جزء مقدمات الحكمة انما هو عدم قرينة المتصلة فاذاً الصحيح ما هو المشهور لكن صاحب الكفاية قدس سره ذكر مقدمة اخرى زائدة على عدم نصب القرينة المتصلة بان لا يكون هناك قدر متيقن .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo