استقلال البنت البالغة الرشيدة في الولاية على نفسها في عقد النكاح

 

  اطلاقات النكاح في القرآن:

  ثم إنه لولا روايات التفصيل لقلنا باستقلال البنت لكونه يوافق إطلاقات الأدلة التي منها: إطلاقات النكاح في القرآن، إطلاق " أوفوا بالعقود " سورة المائدة آية 2، وإطلاق قوله تعالى: " فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن " سورة البقرة آية 234، و " والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا، فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير " . وذلك بالاستعانة بإطلاق " أزواجا " الشامل للبكر وللمدخول بها.

  ولكن يمكن الخدش بهذا الإطلاق، لأن موضوع الآية الكريمة هو خصوص المتوفى عنها زوجها، ولذا يكون إطلاق الآية يشمل البنت البالغة المتوفى عنها زوجها مطلقا ولا يشمل البنت البالغة الرشيدة البكر غير المتوفى عنها زوجها, ومحل الكلام هو ولاية مطلق البنت البكر على نفسها.

  الآية الثالثة إطلاق قوله تعالى، سورة النساء آية 25/ بعد ذكر المحارم من النساء والمحرَّمات في الآية التي قبلها: " وأحل لكم ما وراء ذلكم ". إطلاق هذه الآيات يقتضي جواز العقد على المرأة البكر الرشيدة البالغة وهو يقتضي ترجيح القول باستقلالية البنت.

  كما إن من المرجحات أدلة تسلّط الناس على أنفسهم ولذلك استدل الكثيرون على استقلال البنت بروايات الاستقلال مرجَّحة على غيرها بإطلاقات الكتاب والسنة.

  ولكن ذكرنا أن روايات التفصيل مقدَّمة على روايات الكتاب المطلقة تقديم المقيَّد على المطلق.

  بحث مهم:

 في تمامية إطلاقات " أوفوا بالعقود ".

  مسألتان:

  الاولى: هل تشمل " أوفوا بالعقود " كل ما لم يثبت شرعا صحته بخصوصه، أو الآية خاصة بالعقود المشروعة الثابت صحتها؟ وبعبارة أخرى: لا شك في شمول الآية للعقود التامة الأجزاء والشرائط، وهل تشمل العقود الفاقدة للشرائط المشكوكة؟

  الثانية: هل تشمل هذه الاطلاقات العقود المستجدة؟ أو هي خاصة بالعقود التي كانت في زمن الشارع المقدَّس؟.

 

 

 

 

 والحمد للهرب العالمين.