< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

35/04/25

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: النظر إلى الاجنبية

الكلام في عبارة " بعض أصحابنا ".
-هل تلحق كلمة " بعض اصحابنا" الحديث بالحسن وتخرجه عن المرسل؟
ملخص ما مضى في سند الرواية ان هناك فرقا بين قولنا " عن رجل " فيكون مرسلا " وبين قولنا " عن بعض أصحابنا " الذي يمكن إلحاق الرواية بسببها بالحسن؟ وذلك لأن المنقول عنه وإن كان مجهولا إلا أنه متصف بوصف مدحي وهو كونه من الأصحاب؟
قد يقال يمكن إثبات التوثيق بأمرين:
1-بأصالة عدم الذم والقدح.
2-بأصالة وثاقة وعدالة الرواة.
فإنه يقال: أن الامرين غير ثابتين ومردودين وخصوصا ان هكذا اصالات امارتية من قبيل القواعد التي ترجع إلى سيرة العقلاء.
أما الأولى أي اصالة عدم الذم والقدح فهي غير ثابتة عقلائيا مع معارضتها بأصالة عدم المدح، أي تتعارض الأصالتان لو تمّتا: اصالة عدم القدح وأصالة عدم المدح، إذ هما أمران وجوديان.
وأما الثانية فهي أيضا غير ثابتة. وإن نقلت عن العلامة الحلي (ره) ولعلّه اتكل على كلام ابن عقدة الزيدي فيما رواه عن أصحاب الصادق (ع) وانهم 4000 آلاف أو ثلاثة آلاف كلهم ثقات، لاخترام هذه القاعدة بالكثيرين من قبيل المنصور الدوانيقي وغيره.
إذن لا يمكن إثبات التوثيق، نعم يمكن أن يقال إن الخبر المروي " عن بعض اصحابنا " يخرج الخبر من المجهول إلى الحسن من حيث تعريف الخبر الحسن فهو: الخبر الذي يرويه إمامي ممدوح لم يصلنا توثيقه أو ذمّه. وهذا التعريف ينطبق على الممدوح المعيّن المشخص بذاته الذي ذكر اسمه بعينه كإبراهيم بن هاشم الذي لم يرد فيه توثيق واعتبر اخباره من الحسن. وغير المعيّن كما في كلمة " عن بعض اصحابنا " الممدوح غير المعيّن أي غير المشخص. هل تعيين الممدوح يخرجه من المجهول إلى الحسن؟ وهل عدم تعيين الممدوح يجعله حسنا؟ وبعبارة أخرى: هل الحسن يشمل المعيّن وغير المعيّن؟ هذه المسألة تحتاج إلى كثير من التأمل.
أما على مذهبنا في حجية الخبر وهو الخبر الموثوق الصدور فيمكن الذهاب إلى حجية هكذا خبر إذا اعتضد بمقوّ آخر من قبيل روايته في كتاب معتبر التي قال الصدوق (ره) عن هذه الكتب انه يأخذ الروايات منها وعليها المعوّل واليها المرجع. - طبعا، كلامنا هنا في المدرسة التي لا تقول بان الكتاب هو الأصل بل الراوي هو الأساس -، فإذا كانت الرواية موجودة في كتاب – وهي جهة قوّة – وكانت مروية " عن بعض اصحابنا " التي تختلف عن كلمة " رجل "، وصحيح ان انضمام الا " لا حجة " إلى " لا حجة "، لا يعطي حجة، لكنه قد يؤدي إلى اطمئنان الذي يكون هو الحجة، فيعتبر الخبر حينئذ. وتعود المسألة إلى حجية خبر الواحد وكل على مذهبه في الحجية، من قال بحجية الموثوق كما ذهبنا إلى انه هو الحجة. قد يكتفي بهذين الأمرين:
مدح للراوي من دون توثيق، ووجود الرواية في كتاب محترم له جهة اعتبار. إذ قد يحصل الاطمئنان بذلك. أما من يقول بحجية خبر الثقة أو بحجية خبر العدل، بمعنى أن يكون السند بأكمله كذلك فهو يذهب حينئذ إلى عدم اعتبار الرواية.










BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo