< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

38/01/17

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: احكام الاولاد

     استحباب التسمية بمحمد.

     استحباب التكنية.

قلنا إن الروايات التي ذكرناها في استحباب التسمية بمحمد لم نجد فيها رواية واحدة صحيحة معتبرة، اكثرها ضعيف مرسل، لكن قالوا أن كثرة المرسلات وكثرة الضعاف قد تؤدي إلى اطمئنان، وان كان كما يقول السيد الخوئي (ره) " ضم اللا حجة إلى اللا حجة لا ينتج حجة " إلا بحساب الاحتمالات قد يؤدي إلى اطمئنان، وحينئذ يصبح الاستحباب مدلولا عليه بحجة وهو الاطمئنان وليست الحجة بالروايات.

هذا الاطمئنان هل هو من باب التواتر المعنوي او التواتر الاجمالي؟

من مجموعة هذه الاخبار المرسلات الضعاف اطمئن باستحباب تسمية محمد، هذا الاطمئنان هو الحجة، ماذا نسمي هذه الاخبار؟ هل هي أخبار آحاد، أو متواترة معنى، أو إجمالا؟

الاخبار على قسمين: الاول قطعي الصدور، الثاني ظني الصدور، عادة عندما يقال خبر واحد يعنى الثاني الظني الصدور، والظني تارة معتبر، والمعتبر حسن والثقة إلى اخره. وتارة غير معتبر.

اما القطعي الصدور فأحد أمرين: إما المتواتر أو المحفوف بالقرينة التي تؤدي إلى القطع بصدوره.

التواتر على ثلاثة أقسام: اللفظي، والمعنوي، والاجمالي.

التواتر حسب الاصطلاح معناه: اخبار جماعة يمتنع اتفاقهم على كذب. كما لو اخبرت اذاعات متناقضة ومتضاده خبرا واحدا فإننا نقطع بصدوره لانه من باب اخبار جماعة يمتنع اتفاقهم على كذب.

التواتر اللفظي هو لفظ الرواية مثل: " من كنت مولاه فهذه على مولاه " او " الحسن والحسين امامان قاما او قعدا " روي عن كل الاطراف حتى من اعداء اهل البيت (ع). فالتواتر اللفظي خبر أخبر بنفس اللفظ جماعة يمتنع اجتماعه على كذب.

التواتر المعنوي هو روايات كثيرة وكلها تتضمن معنى واحدا، وهذا الروايات اتت من مصادر مختلفة متضاده، حتى لو كانت كثيرة وصحيحة لا تكون متواترة إذا كانت من طرف واحد، نعم نطمئن بصدورها لكن ليست تواترا، حيث ليس هناك امتناع اجتماعهم على كذب.

التواتر الاجمالي له معنيان، ومراد صاحب الكفاية (ره) وغيره: هو مجموعة روايات اقطع بصدور بعضها. كما في الاستدلال على حجية خبر الواحد بالعلم الاجمالي بصدور البعض.

بعضهم عبر عن التواتر الاجمالي بنفس التواتر المعنوي.

لكن هذا القسم الاخير من التواتر، التواتر الاجمالي هل هو من التواتر؟ هل العلم بصدور البعض يسمى تواترا؟

ذكر في الاستدلالات على حجية خبر الواحد بالانسداد الكبير والانسداد الصغير والعلم الاجمالي بصدور بعضها ونقطع بذلك. القطع بصدورها لا يعني كونه متواترا إذ ليس كل قطع تواتر.

هذه الاخبار التي مرّت معنا في استحباب تسمية محمد كلها من طرف واحد، إذ كلهم يدينون بكمال ونبوة محمد (ص)، لانهم جميعا مسلمون فلا يمتنع اجتماعهم على كذب، لا يوجد دليل على ذلك، نعم نقطع بصدور بعضها، وهذا الاطمئنان ليس معناه انه اصبح متواترا بل اصبح حجة ومن باب المعنى الذي اقطع بصدوره. والثمرة حينئذ اننا لا نعمل إلا بالقدر المتيقن من الجامع بين الروايات وهو رجحان ان نسمي محمدا، والزائد على التسمية من اكرامه والتوسعة له في المجلس او غيرها ليس متيقنا ولا مطمأنا به وليس متواترا، الثابت قطعا هو استحباب التسمية بمحمد فقط أما الاحكام الاخرى فلا نعتبرها دليلا.

إذن هذا الروايات على ضعفها يمكن الاطمئنان بصدور المعنى ونقتصر على القدر المتيقن منه وهو خصوص استحباب التسمية بلفظ محمد (ص).

استحباب التكنية [1] للولد في صغره. ح1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير ، عن سعيد بن خثيم ، عن معمر بن خثيم ، قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : ما تكنى؟ قال: ما اكتنيت بعد ومالي من ولد ولا امرأة ولا جارية قال: فما يمنعك من ذلك؟ قال: قلت: حديث بلغنا عن علي عليه السلام قال: من اكتنى وليس له أهل فهو أبو جعر فقال أبو جعفر عليه السلام: شوه ليس هذا من حديث علي عليه السلام إنا لنكني أولادنا في صغرهم مخافة النبز أن يلحق بهم. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب مثله. [2]

من حيث السند: ضعيف، بصالح السندي وسعيد بن خثيم ومعمر بن خثيم.

من حيث الادلالة: من باب الملاحظة فإن كلمة " شوه " كلمة متداولة بالعاميّة في لبنان أي بدأ اللحن يدخل إلى اللغة العربية.

غدا ان شاء الله نكمل.


[1] الكنية هي كل ما بدأ بأب او أم، وقد يؤدي إلى مدح أو ذم. وقالوا ان الاسم العلم ثلاثة اقسام: اسم وكنية ولقب.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo