العنوان: احكام الاولاد:
• استحباب العقيقة.
انهينا من المستحبات استحباب التسمية وما تستبطن رواياتها من المعاني الكثيرة والمفيدة سواء كان في جعل الاحكام أو في بناء المجتمع، أو الذوق الفقهي أو الذوق الاجتماعي والنفسي وغير ذلك، وانتهينا من استحبابات الاكل واطعام الحبالى اللبان واطعام الاب والام السفرجل. وفي استحباب اطعام الحبلى التمر فان المولود يولد تقيا.
وهنا قد يسأل سائل: ما علاقة حسن الخلق والمسلك في التقوى وغيرها باكل الحامل والاب؟! نقول: لا مانع من كون الامور البيولوجية والتكوينية مؤثرة في اخلاق المولود فيؤدي التمر إلى صفاء وإلى قابلية ان يكون تقيا او شجاعا. وكذا في اكل الهندباء فإن ثمرته انه يقوي على صلاة الليل.وهنا قد يسأل سائل: ما العلاقة بين أكل الهندباء وصلاة الليل، ونعلم أن صلاة الليل عبادة دافعها حب الله والجنت والثواب؟! وتفسيره بيولوجيا انه يهدئ الاعصاب ويحرك الدورة الدموية فيقوي الدافع لان يكسب الجنة يوم القيامة ويفكر فيها ويقوي العلاقة بين الله عز وجل. كل هذه الروايات يمكن ربطها كثيرا بالاخلاق بمعنى انها تزرع وتؤسس زرع وتأسيس المقتضي، فإذا تمت الشروط تحقق المعلول. والمقتضي لا يؤثر أثره من دون الشروط الاخرى، والامثلة كثيرة على ذلك كما في اختيار ابي الفضل العباس من امرأة ولدتها الابطال.
ويستحب العقيقة في اليوم السابع وقلنا ان العقيقة مطلقا مستحبة وافضلها اليوم السابع، هناك مسألة في الاصول وهي: في حال تعارض الدليلين، ففي الايجابيين غالبا يحمل الفرد المقيّد، الخاص على افضل الافراد. وهنا نفس الشيء استحباب العقيقة في اليوم السابع لا تعارض الروايات المطلقة في الزمن في استحباب العقيقة ألا في حالة واحدة وهي إذا دل الدليل على اليوم السابع بحدّه، نعم هنا يقع التعارض ويستحكم. وهنا لا دليل على ذلك فيبقى المطلق على اطلاقه والمقيّد يحمل على افضل الافراد.
العقيقة: يستحب العقيقة وخصوصا في اليوم السابع ومن لم يعق عنه يستحب ان يعق عن نفسه، ويستحب فيها الذكر بالذكر والانثى بالانثى، وان تكون سالمة من العيوب سمينة، ولا يجزئ عن العقيقة التصدق بثمنها، ومن ضحي عنه اجزأته العقيقة، ويكره ان يأكل الاب منها او احد من عيال الاب، وفيها الادعية المأثورة.
في الاضحية يستحب ذكر اسم المولود:
ح 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد جميعا، عن ابن أبي عمير وصفوان، عن إبراهيم الكرخي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تقول على العقيقة إذا عققت: " بسم الله وبالله اللهم عقيقة عن فلان لحمها بلحمه ودمها بدمه وعظمها بعظمه، اللهم اجعله وقاء لآل محمد صلى الله عليه وآله ".
من حيث السند: يوجد حيلولة واستفاضتان. والحيلولة هي ان يعيد السند إلى الاول، وهناك استفاضتان: الاولى من ابراهيم بن هاشم وصالح بن حماد، والثانية من ابن عمير وصفوان فالاسناد متعدد. والرواية صحيحة.
من ناحية الدلالة: " عقيقة عن فلان " ذكر التسمية والدعاء.
ح 2 - وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدق، عن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أردت أن تذبح العقيقة قلت: " يا قوم إني برئ مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك بسم الله والله أكبر، اللهم صل على محمد وآل محمد ، وتقبل من فلان بن فلان " وتسمي المولود باسمه ثم تذبح. ورواه الصدوق بإسناده عن عمار مثله. [1]
من حيث السند: موثقة لوجود الفطحيين فيها، احمد بن الحسن بن علي بن فضال معمار بن موسى الساباطي.
من ناحية الدلالة: " وتسمي المولود باسمه " نص واضح في تسمية المولود بفلان بن فلان باسم الاب.
غدا ان شاء الله نكمل كراهة اكل الابوين من العقيقة.
والحمد لله رب العالمين.
