< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

38/05/15

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: نفقة الزوجة.

     القرائن التي تدل على توثيق بنان.

قلنا في شروط النفقة على الزوجة، الشرط الثاني عدم تركها للبيت وقلنا انه غير النشوز. والشرط الثاني: عدم تركها للبيت من دون مبرر شرعي، هذا القيد لا بد منه. وقلنا ان اطلاق النفقة يقتضي عدم الاشتراط، وقلنا ان المنهجية عدم الاشتراط تجري في كل المعاملات، الاصل اللفظي يطرد الاشتراط والاصل العمل لا يطرد الاشتراط. فكلما شككت في شرط او جزء او مانع هذه المنهجية موجودة.

يمكن الاستدلال للشرط الثاني بأمور: اولا الاجماع وهذا مدركي.

الثاني: الروايات: رواية محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن النوفلي عن السكوني عن ابي عبد الله (ع)، وقلنا انه هناك ثلاثة طرق. وبعضهم قال ان هذه الرواية ساقطة لمرورها جميعا بالسكوني. وقلنا نحن ان هناك ثلاثة طرق، الطريق الاول فيه السكوني والنوفلي، والطريق الثاني فيه بنان بن محمد، وقلنا ان بنان بن محمد هو اخ احمد بن محمد بن عيسى، اسمه عبد الله بن محمد بن عيسى لم يرد توثيقه صريحا، لكن هناك روايات كثيرة عنه، رجل من الاجلاء وقد حكم العلامة وجماعة بصحة رواياته.

والاقوى وثاقته بادلّة لكن جميع هذه الادلة مؤيدات عند من لا يقول بتوثيق كل من وقعفي أسانيد كامل الزيارات ومن وقع في أسانيد تفسير علي بن ابراهيم ومن روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى، وقلنا ان توثيق الراوي يكون بأحد ثلاثة أمور:

إما اطمئنان لكثرة القرائن، وإما توثيق خاص، وإما توثيق عام بالقواعد. توثيق بنان بن محمد هو من القسم الأول، أي من كثرة القرائن عند من لا يقول بالقواعد الثلاثة التي مرّ ذكرها ولنبدأ بسرد هذه الادلة أو القرائن.

الدليل الاول لتوثيقه كونه من بيت مشهور بالوثاقة، وهذا ليس دليلا، لكنه بلا شك كونه من بيت هو مؤيد وليس بدليل، وكثرة المؤيدات تساعد على الوثاقة.

الدليل الثاني: روى عنه اخوه احمد بن محمد بن عيسى وهو المتشدد في الرواية ولا يروي إلا عن ثقة كما اعتبر بعضهم أن هذا قاعدة، وهو يروي عن اخيه وهو يعرفة جيدا، وهو اعرف الناس فيه.

الدليل الثالث: من التوثيقات العامة، ابن قولويه في كامل الزيارات يروي عنه.

الدليل الرابع: النجاشي اعتمد عليه كثيرا في طرقه إلى كتب الاصحاب.

الدليل الخامس: روى عنه كل أعاظم الطائفة وشيوخها في ذلك الوقت [1] : كمحمد بن محبوب وأحمد بن أدريس، وعلي بن محمد بن يزيد القمي، ومحمد بن يحيى العطار، ومحمد بن الحسن الصفار، وسعد بن عبد الله الاشعري، وعبد الله بن جعفر الحميري (قرب الاسناد) وعلي بن ابراهيم. كلهم رووا عنه وهذا يعطي اطمئنانا بوثاقته.

6- اشتهار رواياته في الكتب واتكل عليها الاصحاب، نعم الشهيد الاول أول من شكك بصحة رواياته.

7- محمد بن أحمد بن يحيى (صاحب نوادر الحكمة) روى عنه، ولم يستثنوا من رواياته (محمد بن الحسن بن الوليد والصدوق).

8- الكشي أفرد عنوانا قال: أحمد بن محمد بن عيسى وأخيه بنان. والكشي لا يفرد إلا للأجلاء أو المتميزين، هذا ديدنه في الكتاب. احيانا اسلوب الكتاب يوحي باللوازم ببعض المفاهيم، حين يفرد الكشي عنوانا لشخص هذا يوحي بلازمه انه يحترمه كثيرا. وقلنا ان هذا مؤيد وليس بدليل.

بعد كل هذا هل نقول ان بنان ضعيف ومشكوك في روايته؟، انا شخصيا اقرب توثيقه كثيرا بعد كل هذه المؤيدات.

غدا ان شاء الله نكمل.

 


[1] اما رواية كثير العلماء عنه هذه المسألة تؤدي إلى اطمئنان وليست قاعدة، لانه قلنا احيانا يكون هناك مبررات للرواية. كما ذكرنا في مسألة صفوان عندما اشكل السيد الخوئي (ره) ان هناك غير ثقاة وروى عنهم صفوان وابن ابي عمير وعدّ عشرة منهم. قلنا في الرد ان الخبر الحسي إذا كان عن حس لا يسقطه إلا دليل مقابل خبر حسي آخر أو دليل واضح على الاسقاط او هناك وجدان بسقوطه. قلنا ان الخبر الحسي لا يسقط بمجرد اختراقه بواحد او اثنين، وطالما هناك احتمال مبرر للإختراق يكفي لبقاء الخبر الحسي. واعطينا مثالا: ان الشيخ علي جاء السيد اخبر عنه ان لا يدخل محلا يباع فيه الخمر، لكن نحن رأينا الشيخ علي دخل إلى مكان واحد يباع فيه الخمر، حينئذ يسقط خبر السيد إذا اخترق ولو مرّة واحدة بشرط عدم احتمال مبرر للدخول، اما إذا دخل لانقاذ شخص او لاحتمال انقاذ شخص، حينئذ هذا العموم لا يسقط. اما مع عدم وجود المبرر كليا يسقط حتى العموم. لذلك في مسألة صفوان وابن عمير وما ذكره السيد الخوئي بان العموم في القاعدة بان صفوان وابن عمير لا يروي إلا عن ثقة، قال انه يمكن ان يروي عن غير ثقة بدليل ما ذكره ممن رووا عنهم هو غير ثقة. ونحن جئنا بمبرر للنقل للرواية العشرة الذين ذكرهم السيد الخوئي (ره)، والاحتمال المبرر كان موجودا، حتى في وهب بن وهب الكذاب المجمع على كذبه، جئنا بمبرر للرواية عنه لذلك لا تسقط القاعدة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo