< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الفقه

39/01/20

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : الرضاع.

-كلمة لغية لا يورث.

-الكلام في كيفية التلفظ بـ " لغيّة " والاحتمالات.

-النتيجة: الروايات لا تدل على أكثر من عدم التوريث. والنتيجة بقاء الولدية على المفهوم العرفي.

- كان الكلام في شروط الرضاع في مسألة ارضاع اللبن الناشئ من زنى، وقلنا ان اللبن الناشئ من زنى لا يحرم في الروايات التي ذكرت، وقلنا ان الروايتين من دعائم الإسلام ومستدرك الوسائل وهما مرسلتان.

نعم رواية أن ولد الزنى لُغيّة لا يورث، أو لِغيّة، أو لِغيّه.

كيف يكون التعبير: إذا قلنا " لُغيّة " لعلّه يكون من الالغاء أو من اللغو. قلنا انه يحتمل فيها أمران: الاول: يكون في التدخل في الأحكام ويكون خروجا حكميا، أي في الاحكام فقط. والثاني: تدخل في الموضوع ويكون بيانا لحقيقية شرعية للولدية.

أما الأول، أي على نحو البدلية "ولد الزنى لُغية " أي ملغا ويكون الإلغاء مقدمة لعدم التوريث كالبدل من قبيل: " لبست ثوبا جبتا " بدل كل من كل، اتيت بكلمة ثوب تمهيد للجبة، البدل عبارة عن تمهيدا، لذلك عبروا عن البدل بانه المقصود بالحكم بلا واسطة.

واما الثاني من معنى "لُغية " أي انه ملغا وليس ولدا اصلا أي ان الشارع تدخل في مفهوم الولدية فصار له مفهوم خاص للولدية، وهو جعل الولد خصوص الناتج عن وطء شرعي.

وهناك وجه آخر أن " لِغيّة " بالكسر من الغي يعني التجاوز والظلم مقابل الرشد أي ان الولد ساقط لان ابوه كان ظالما.

والمختار هو الثاني أي بمعنى " لِغيّة " لأمور:

اولا: الاجماع على عدم جواز نكاح البنت من الزنى، أو الصبي كذلك. ويستكشف فيه بقاء كل أحكام الولدية عدا التوريث. فلا يجب على الأم أن تستر شعرها وبدنها عن ابنها من الزنى، ويجوز لها لمسه ومصافحته وكذلك الأب مع ابنته من الزنى.

ثانيا: بعض الروايات التي يظهر منها استعمال كلمة " لِغيّة " لغاية الاسقاط، لا بمعنى التدخل في المفهوم وانشاء مفهوم آخر عند الشارع غير المفهوم العرفي، أي ليس للفظ حقيقة شرعية للولدية بل مجرد بيان حكم وهو عدم التوريث، وكانه جاء بهذه الكلمة مقدمة وتعليلا لعدم التوريث.

ومع وجود هذه الاحتمالات في معنى كلمة " لغيّة " ينتفي الدليل ويصبح مجملا ونقتصر على عدم التوريث فيجب برّه ونفقته ويجب عليه برّ الوالدين وكل الاحكام في النكاح وحرمة نكاح اقاربه، وجميع أحكام النسب.

نذكر من هذه الروايات: في الكافي ح2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): إذا رأيتم الرجل لا يبالي ما قال ولا ما قيل له فإنه لِغية أو شرك شيطان.

3 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش ( رجل جليل لم يوثق صراحة)، عن سليم بن قيس، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): إن الله حرم الجنة على كل فحاش بذئ، قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل له فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغية أو شرك شيطان فقيل: يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): أما تقرأ قول الله عز وجل: " وشاركهم في الأموال والأولاد ". [1]

من إرشاد الشيخ المفيد باب تسمية رسول الله علي بأمير المؤمنين (ع):

أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد القمي قال: حدثنا أبو علي محمد ابن همام بن سهيل الإسكافي قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا محمد بن نعمة السلولي قال: حدثنا عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن جبلة، عن أبيه قال. سمعت جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري يقول: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم – جماعة من الأنصار - فقال لنا: " يا معشر الأنصار، بوروا أولادكم بحب علي ابن أبي طالب، فمن أحبه فاعلموا أنه لرشدة ومن أبغضه فاعلموا أنه لغية. [2]

في الصحاح: يقال فلان لغية وهو نقيض قولك لرشده.

وقال في القاموس: ولد غِيّة وتكسر أي زنية. وقال ابن السكيت في ترتيب اصلاح المنطق: باب غية: وتقول هو لغية، وهو لزنية وهو لرشدة.

ملخص الكلام ان هذه الروايات لا تدل ابدا على التدخل في مفهوم الولد بل هو مقدمة لبيان عدم التوريث، فنقتصر فقط على هذا الحكم.

غدا نبيّن كلام صاحب الجواهر (ره) ونتوقف عند بعض تعبيراته.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo