< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الأصول

37/07/04

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: النفسي والغيري:

رد اشكال الاندكاك.

إذن ردّ الشيخ النائيني (ره) على صاحب الكفاية (ره) بثلاثة ردود: الاول نقضي ان عبادية الطهارات إذا كانت ناشئة بنفسها، الغسل والوضوء يصحان أما الاشكال فهو في التيمم، والثاني بنظرية الاندكاك، وقد بيّناها.

ونبدأ درسنا اليوم من سؤال وجهه أحد الأحبة الطلبة عن نظرية الاندكاك وهي: أن الاندكاك إنما نحتاج إليه في حال لم يمكن بقاء كل من الحكمين على حاله، فإن الأحكام لكونها متضادة لا تجتمع في واحد من جهة واحدة، أما لو كانت من جهتين فلا مانع من اجتماعهما، ويصبحان كالمتضايفين لمتعلق واحد، فزيد من جهة ابن عمرو، وأب من جهة بكر، فاجتمعت الأبوة والبنوة في واحد لكن من جهتين. وبذلك تنطبق على زيد أحكام الأبوة والبنوة.

وهنا: استحباب الوضوء من جهة نفسه، ووجوبه من جهة المقدميّة للصلاة، فما المانع من ذلك، ومع عدم المانع ما الحاجة إلى الاندكاك؟

ونجيب ولدنا العزيز: أن المقدميّة حيثيّة تعليليّة لإثبات الواجب الغيري فليست جزءا من المتعلق، وليست حيثيّة تقييدية [1] ويكون لدينا متعلقان فلا اشكال. ومعه، متعلق الوجوب الغيري المقدّمي هو نفس الوضوء، ومتعلق الاستحباب أيضا نفس الوضوء فاجتمع الوجوب والاستحباب في واحد، وهذا محال لثبوت التضاد في الأحكام. إلى هنا ينتهي الجواب عن السؤال.

ونكمل: فإذا كانت الحيثية تعليلية، أي ان نفس الوضوء بذاته اصبح محكوما بحكمين متضادين ولا بد حينئذ من بقاء حكم واحد، فيندكان ويقدّم الوجوب الغيري لأنه الأقوى، ومع إنمياث الاستحباب النفسي وهو منشأ العبادية فمن أين نشأت هذه العبادية؟!

السيد الخوئي (ره) أجاب النائيني (ره): إن الاندكاك لا يلغي صفات المندكّين، فهما وإن لم يكونا كلّ منهما بحدّه الخاص لأنه محال، ولكن يكتسب كل منهما من صفات الآخر، فيكسب الواجب الغيري صفة العبادية من الاستحباب النفسي، وإنزال الاستحباب النفسي بحدّه الخاص، ونظيره تعلّق النذر بمستحب أو واجب، وهذا لا مما شك في صحته، كما لو نذر الغسل فيصبح الغسل متعلقا لأمرين: استحبابه النفسي ووجوبه النذري، فيندكان ويبقى الوجوب النذري مؤكدا.

ثم إن السيد (ره) يترقى في الجواب بأن يدّعي كفاية المحبوبية في نفس المتعلّق في العبادية وإن لم يبق الأمر الاستحبابي بإطاره الخاص، وغدا ان شاء الله نكمل هذا الترقي.

 


[1] من قبيل: " اكرم زيدا العالم "، "العالم" قيد لزيد، وتارة اقول: " اكرم زيدا لانه عالم "، مصب الوجوب في الاول " زيد العالم " فيه حيثية تقييدية ويصبح القيد جزءا من المتعلّق وقيدا له، اما في الثاني فمصب الاكرام " زيد " و " لانه عالم "، حيثيته تعليلية يكون الوصف خارج عن المتعلّق، وهو مجرد واسطة في ثبوت الحكم.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo