< قائمة الدروس

الأستاذ السيد عبدالکریم فضل‌الله

بحث الرجال

39/05/07

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: مشايخ الثقات.

- ذكر الرواية الثانية التي أشكل فيها على كون مرسلات ابن ابي عمير كمسانيده.

- ذكر روايات اخرى.

- الاشكال بالروايات الاخرى ترتدّ على من قال برجوع قاعدة مشايخ الثقات إلى قاعدة اصحاب الاجماع.

- النقطة الرابعة: وهي الاشكال بالرواية عن الضعفاء.

بعد تلخيص ما مرّ معنا، نعود للملاحظات على الرواية الاولى التي اوردها الشيخ الطوسي وذكر " ان اول ما فيها انه مرسل " وهذا فيه قدح ولسانها لسان توهين، وهو نفسه يقول ان المرسل كالمسند!

وفي مسألة الرواية عن الضعاف يأتي بحوالي عشرة رجال ضعاف ويذكر كيف يروي عنهم ابن ابي عمير، يروي روايتهم الشيخ الطوسي وهم عنده ضعاف. وسنبحث ايضا اخيرا قبل استعراض هؤلاء الضعاف سندفع اشكال محيّر للفقهاء والباحثين وهو التنافي في اجماعات الشيخ الطوسي (ره). يقول صاحب الحدائق عن الشيخ الطوسي انه كان عنده رسالة من الشهيد الاول يذكر فيها سبعين مسألة يجمع فيها الاجماعات المتنافية عند الشيخ الطوسي، في مسألة واحدة يذكر في اول الكتاب اجماعا وفي آخره يذكر اجماعا مقابلا، أو أنه يذكر في اول الكتاب وفي آخره إجماعا آخر مقابلا.

الملاحظة الثالثة على الرواية الاولى: إن الشيخ الطوسي كتب التهذيب بإشارة من استاذه المفيد (ره) كما يستفاد من بعض كلماته. ولعلّه كان في اواخر العشرينات من عمره الشريف، وهذا لا يحتاج إلى أكثر من حافظة جيدة. وفي هذا الوقت كان المعروف عدم جواز العمل بالمراسيل وهذا يشمل مراسيل الثلاثة. واما كتاب العدّة فقد كتبه في أواخر عمره الشريف، وقد كان قد نضج، وصار يجمع المفردات ويلتفت إلى وجود الكليات بينها، وهذا شأن النضوج الفكري عند أكثر المبدعين.

الرواية الثانية: وهي المروية في الاستبصار باب ولاء السائبة وفي التهذيب باب العتق واحكامه.

في الاستبصار: فاما ما رواه محمد بن ابي عمير عن بعض اصحابنا عن زرارة عن ابي جعفر (ع) قال: السائبة وغير السائبة في العتق سواء. فاول ما فيه انه مرسل، وما هذا سبيله لا يعترض به على الاخبار المسندة. [1] [2]

الملاحظات التي كانت على السابقة تجري هنا، نعم ان الاولى فيها ارسالان وهنا ارسال واحد فقط.

روايات أخرى: وهناك مرسلات جعلها بعضهم نقضا للقاعدة غير مرسلتي ابن ابي عمير. السيد الخوئي (ره) جعلها طعنا على القاعدة لان الراوي مثلا عبد الله بن المغيرة، وعبد الله بن المغيرة من اصحاب الاجماع. ومع ذلك قال: " ان اول ما فيه انه مرسل " فإذن ترجع المسألة إلى النقطة الثانية والجواب هنا هو الجواب هناك وهو من قال ان "اضرابهم" المراد منها اصحاب الاجماع؟! هذا التفسير من السيد الخوئي (ره) والبسه للشيخ الطوسي (ره) واشكل عليه. سنذكر بعض الروايات التي ذكرها السيد (ره).

منها: في التهذيب ج 7 باب بيع المضمون: قال محمد بن الحسن هذان الخبران – أي هذا الخبر وما بعده – غير معمول عليهما لان الخبر الاول مرسل مقطوع الاسناد.

ومنها: ما في التهذيب ج 1باب المياه واحكامها: فأما ما رواه محمد بن علي بن محبوب عن العباس عن عبد الله بن المغيرة .... فهذا خبر مرسل.

والجواب: اما الرواية الاولى فالمرسل أبان بن عثمان وليس ابن ابي عمير، نعم هو من أصحاب الاجماع، ولكنا رفضنا رجوع قاعدة مشايخ الثقات إلى اصحاب الاجماع.

واما الرواية الثانية: فراويها عبد الله بن المغيرة والاشكال الاشكال.

بل يمكن ان ترتد هذه الروايات على السيد الخوئي بان تكون دليلا على عدم كون مرد قاعدة مشايخ الثقات هو أصحاب الاجماع، وان كلمة " اضرابهم " لا تشمل جميع اصحاب الاجماع، بعض اصحاب الاجماع منهم وبعضه لا.

إلى هنا نكون قد انتهينا من النقطة الثالثة، ذكر السيد (ره) ثلاثة نقاط، الاولى: ان هذه قاعدة مشايخ الثقات حدسية لا حسية ولسنا ملزمين باجتهادات الشيخ الطوسي (لاه) ورددنا على ذلك بانها حسية. ثانيا: ان مردها إلى قاعدة اصحاب الاجماع للشيخ الكشي (ره) وقلنا ان هذا المرد غير سليم. ثالثا: ان هناك روايات مرسلات ابن ابي عمير يقول فيها الشيخ الطوسي " اول ما فيها انه مرسل ".

بقي النقطة الاخيرة وهي ان الشيخ الطوسي بنفسه قد روى عن الضعاف: كعلي بن حمزة البطائني، يونس بن ظبيان، علي بن حديد، عبد الله بن خداش، وهب بن وهب الكذاب، إلى آخره. لكن قبل استعراض الضعاف هناك مسألتان: اولا: التخريج العام لهذا التناقض، لماذا روى عن الضعاف؟ ثانيا: تخريج تعارض اجماعات الشيخ الطوسي (ره).

اما النقطة الاولى: يقول السيد الخوئي (ره) في معجمه: ج1 يقول (قده): " قد ثبت رواية هؤلاء عن الضعفاء في موارد ذكر جملة منها الشيخ بنفسه. ولا أدري أنه مع ذلك كيف يدعي أن هؤلاء لا يروون عن الضعفاء ؟ فهذا صفوان روى عن علي بن أبي حمزة البطائني كتابه، ذكره الشيخ. وهو الذي قال فيه علي بن الحسن بن فضال: (كذاب ملعون). وروى محمد بن يعقوب بسند صحيح عن صفوان بن يحيى عن علي بن أبي حمزة وروى الشيخ بسند صحيح عن صفوان، وابن أبي عمير عن يونس بن ظبيان، ويونس بن ظبيان ضعفه النجاشي والشيخ " . [3]

غدا ان شاء الله نكمل هؤلاء ونكمل الكلام في اخر نقطة من نقاط السيد (ره).


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo