< فهرست دروس

الاستاذ السيد علي‌رضا الحائري

بحث الاصول

31/10/18

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: مفهوم الشرط / تنبيهات مفهوم الشرط / التنبيه السابع: تعدد قيود موضوع الجزاء

التنبيه السابع

إذا تعددت قيود موضوع الجزاء

إذا كان موضوع الحكم الثابت في الجزاء مقيداً بقيود عديدة، كما إذا قال: «إن جاء زيد فأكرم العالم الهاشمي العادل» فلا يدل الكلام على المفهوم وانتفاء الحكم بانتفاء الشرط في فرض انتفاء قيد من قيود موضوع الحكم، بل ينحصر المفهوم في فرض ثبوت جميع قيود الموضوع، فالمثال المذكور لا يدل بالمفهوم على أنه إن لم يجيء زيد فلا يجب إكرام العالم غير الهاشمي، أو العالم الفاسق، وإنما يدل بالمفهوم على أنه إن لم يجيء زيد فلا يجب إكرام العالم الهاشمي العادل. والنكتة في ذلك ما سبق في التنبيه الأول وكذلك في التنبيه السابق من أن كل قيد من قيود الموضوع ينتسب إلى الموضوع بنسبة ناقصة، وأداة الشرط تربط بين النسبة التامة في جملة الشرط والنسبة التامة في جملة الجزاء وتعلّق الثانية على الأولى، وهذه النسبة الناقصة الثابتة بين الموضوع وقيده - كالنسبة الناقصة الموجودة في المثال بين «العالم» و«الهاشمي»، أو بين «العالم» و«العادل» ليست في عرض النسبة التامة الثابتة في جملة الجزاء، والتي هي معلقة على الشرط، كي يقال: «إنه يمكن انخفاظ النسبة التامة في جملة الجزاء حتى مع انتفاء هذه النسبة الناقصة أي: انتفاء قيد الموضوع، وبالتالي فيمكن اقتناص المفهوم؛ لأن المعلَّق على الشرط إنما هو النسبة التامة في جملة الجزاء، والنسبة الناقصة ليست جزؤها، بل هي في عرضها، فينتفي المعلّق بانتفاء الشرط حتى في فرض انتفاء النسبة الناقصة وانتفاء قيد الموضوع»، بل إن النسبة الناقصة هي جزء من النسبة التامة ومندكّة فيها وفي ربتة سابقة عليها؛ لأنها توحّد المتعدّد ويصبح ذاك الواحد ظرفاً للنسبة التامّة الثابتة في جملة الجزاء، بدليل أن الكلام تامّ يصحّ السكوت عليه، بينما لو كانت النسبة الناقصة في عرض النسبة التامة الثابتة في جملة الجزاء لبقي الكلام ناقصاً وبحاجة إلى مكمِّل، وهو واضح البطلان.

إذن، فانتفاء النسبة الناقصة بانتفاء أي قيد من قيود موضوع الجزاء معناه انتفاء موضوع الحكم في الجزاء، ومن الواضح أنه في فرض انتفاء الموضوع ينتفي الحكم عقلاً بانتفاء موضوعه، ولكن هذا الانتفاء ليس من المفهوم، وإنما المفهوم هو انتفاء الحكم بانتفاء الشرط في فرض بقاء الموضوع بكل قيوده، فلا يدل الكلام المذكور - في المثال - بمفهومه إلا على عدم وجوب إكرام العالم الهاشمي العادل عند انتفاء مجيء زيد. وأما عدم وجوب إكرام العالم غير الهاشمي، أو العالم الفاسق، فهو خارج عن المفهوم كما هو واضح؛ لأنه وإن كانت قضية صحيحة ومستفادة من الكلام ولكنه ليس من المفهوم المصطلح، بل صحت القضية باعتبار أن الموضوع قد انتفى، وإذا انتفى الموضوع (الذي كان عبارة عن إكرام العالم الهاشمي أساساً، لكن أنتم افترضتم أن العالم ليس هاشمياً، أو أنه ليس عادلاً، فحينئذ) ينتفي الحكم، أي: هي من قبيل السالبة بانتفاء الموضوع وليس لها علاقة بالمفهوم.

هذا تمام الكلام في التنبيه السابع. وبعد ذلك ننتقل إلى التنبه الثامن وهو تنبيه مهم من تنبيهات مفهوم الشرط.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo