الأستاذ السيد علي‌رضا الحائري
بحث الأصول
36/06/17
بسم الله الرحمن الرحیم
الموضوع: تحدید دائرة حجیة خبر الواحد- حجیة
الخبر مع الواسطة
کنا نذکر المویدات التي تشهد لما قلناه من ان سیرة المتشرعة کانت قائمة علی العمل بالخبر مع الواسطة و من جملتها الموید الذي ذکرناه اخیرا و لم نکمل الکلام فیه
الموید الثالث:
نحن نری ان سیرة الفقهاء و المتشرعة في عصر الغیبة الی یومنا هذا قائمة علی العمل بالخبر مع الواسطة مثل الکلیني -الذي هو قریب من عصر الائمة و ولد في زمان الامام الحجة و توفي بعد عصر الغیبة الصغری- والذي یجمع الروایات التي هي اخبار مع الواسطة لکي یکون مدار لاستنباط الاحکام الشرعیة فلو لم تکن الاخبار مع الواسطة حجة فکیف یجمعها الکلیني لکي یکون مدارا في استنباط الحکم الشرعی؟
فهذة الاخبار کانت حجة عندهم في عصر الغیبة و حینئذ نطبق احد طرق اثبات تعاصر السیرة لزمن المعصومین لانه لو لم تکن السیرة قائمة علی العمل بالخبر مع الواسطة فمعناه هو ان اصحاب الائمة الی اوائل المئة الثالثة یرفضون العمل به و بعد مدة قصیرة انقلبت السیرة و هذا مما لا یمکن الالتزام به لان انقلاب السیرة في هذه المدة القصیرة یعتبر من العجائب و لو کان الامر کذلک لکان ینقل في الکتب
نحن لا نقول: ان انقلاب السیرة غیر ممکن فمثلا یمکن افتراض ان سیرة المتشرعة في زمن الائمة کانت قائمة علی الجهر في صلاة ظهر یوم الجمعة و تکون السیرة قائمة في زماننا علی الاخفات فیها و هذا الانقلاب و التغیر ممکن اذا حصل بالتدریج فمثلا في البدایة وجد فقیه یخالف وجوب الجهر في صلاة ظهر الجمعة و بعد مدة جاء فقهاء اخری و لاحظوا الروایات و راو ان الصحیح ما ذهب الیه هذا المخالف او نفترض التدرج في نفس المسالة فمثلا یمکن ان یقول المخالف الاول باستحباب الجهر بدل وجوبه و بعد فترة جاء آخرون و خالفوا الاستحباب و راو التخییر و بعد فترة جاء آخرون و ذهبوا الی کراهة الجهر و في النهایة جاء آخرون و افتوا بحرمة الجهر
و لکن هذا لا یمکن في المقام، لان الامر في مسالتنا دائر بین الوجوب و الحرمة و لا توجد متوسطات بینهما و لان الفترة التي یفرض حصول الانقلاب فیها فترة قصیرة فکیف یفترض انقلاب السیرة في مدة قصیرة مثل ذلک؟
الموید الرابع:
و من جملة المویدات انه لو کان الخبر مع الواسطة غیر حجة لکان هذا یجعل اشکالا من قبل الائمة و اصحاب الائمة علی العامة الذین مذهبهم قائم علی الاخبار مع الواسطة بینما لم یستشکل احد بمثل هذا الاشکال علی العامة فلم یطرح من قبل الائمة و لا من قبل الاصحاب مثل هذا الاشکال و انما اشکل علیهم بعدم وثاقة رواتهم و عدم رجوعهم الی اهل البیت
و نقول ایضا: لو کانت الواسطة توجب خروج الخبر عن الحجیة لکان من اللازم ان ینبه الائمة علی هذا المطلب لانه مما یترقبه الائمة و لو بعد عصرهم في المستقبل، لان تکثر الوسائط في المستقبل کان امرا مترقبا و الامر المترقب یحتاج الی علاج بینما لا یوجد لدینا علاج من قبل الائمة تجاه هذا الامر
الاشکال علی الاستدلال بالسیرة علی حجیة الخبر مع الواسطة:
قد یوجه اشکال الی الاستدلال بالسیرة علی حجیة الخبر مع الواسطة و هو انه لو فرض قیام مثل هذه السیرة فانما هي قائمة فیما اذا کانت الواسطة قلیلة فکیف تثبتون سیرة المتشرعة علی العمل بالخبر مع الواسطة فیما اذا کانت الوسائط کثیرة؟
و سیاتي جواب الاشکال ان شاءالله
کنا نذکر المویدات التي تشهد لما قلناه من ان سیرة المتشرعة کانت قائمة علی العمل بالخبر مع الواسطة و من جملتها الموید الذي ذکرناه اخیرا و لم نکمل الکلام فیه
الموید الثالث:
نحن نری ان سیرة الفقهاء و المتشرعة في عصر الغیبة الی یومنا هذا قائمة علی العمل بالخبر مع الواسطة مثل الکلیني -الذي هو قریب من عصر الائمة و ولد في زمان الامام الحجة و توفي بعد عصر الغیبة الصغری- والذي یجمع الروایات التي هي اخبار مع الواسطة لکي یکون مدار لاستنباط الاحکام الشرعیة فلو لم تکن الاخبار مع الواسطة حجة فکیف یجمعها الکلیني لکي یکون مدارا في استنباط الحکم الشرعی؟
فهذة الاخبار کانت حجة عندهم في عصر الغیبة و حینئذ نطبق احد طرق اثبات تعاصر السیرة لزمن المعصومین لانه لو لم تکن السیرة قائمة علی العمل بالخبر مع الواسطة فمعناه هو ان اصحاب الائمة الی اوائل المئة الثالثة یرفضون العمل به و بعد مدة قصیرة انقلبت السیرة و هذا مما لا یمکن الالتزام به لان انقلاب السیرة في هذه المدة القصیرة یعتبر من العجائب و لو کان الامر کذلک لکان ینقل في الکتب
نحن لا نقول: ان انقلاب السیرة غیر ممکن فمثلا یمکن افتراض ان سیرة المتشرعة في زمن الائمة کانت قائمة علی الجهر في صلاة ظهر یوم الجمعة و تکون السیرة قائمة في زماننا علی الاخفات فیها و هذا الانقلاب و التغیر ممکن اذا حصل بالتدریج فمثلا في البدایة وجد فقیه یخالف وجوب الجهر في صلاة ظهر الجمعة و بعد مدة جاء فقهاء اخری و لاحظوا الروایات و راو ان الصحیح ما ذهب الیه هذا المخالف او نفترض التدرج في نفس المسالة فمثلا یمکن ان یقول المخالف الاول باستحباب الجهر بدل وجوبه و بعد فترة جاء آخرون و خالفوا الاستحباب و راو التخییر و بعد فترة جاء آخرون و ذهبوا الی کراهة الجهر و في النهایة جاء آخرون و افتوا بحرمة الجهر
و لکن هذا لا یمکن في المقام، لان الامر في مسالتنا دائر بین الوجوب و الحرمة و لا توجد متوسطات بینهما و لان الفترة التي یفرض حصول الانقلاب فیها فترة قصیرة فکیف یفترض انقلاب السیرة في مدة قصیرة مثل ذلک؟
الموید الرابع:
و من جملة المویدات انه لو کان الخبر مع الواسطة غیر حجة لکان هذا یجعل اشکالا من قبل الائمة و اصحاب الائمة علی العامة الذین مذهبهم قائم علی الاخبار مع الواسطة بینما لم یستشکل احد بمثل هذا الاشکال علی العامة فلم یطرح من قبل الائمة و لا من قبل الاصحاب مثل هذا الاشکال و انما اشکل علیهم بعدم وثاقة رواتهم و عدم رجوعهم الی اهل البیت
و نقول ایضا: لو کانت الواسطة توجب خروج الخبر عن الحجیة لکان من اللازم ان ینبه الائمة علی هذا المطلب لانه مما یترقبه الائمة و لو بعد عصرهم في المستقبل، لان تکثر الوسائط في المستقبل کان امرا مترقبا و الامر المترقب یحتاج الی علاج بینما لا یوجد لدینا علاج من قبل الائمة تجاه هذا الامر
الاشکال علی الاستدلال بالسیرة علی حجیة الخبر مع الواسطة:
قد یوجه اشکال الی الاستدلال بالسیرة علی حجیة الخبر مع الواسطة و هو انه لو فرض قیام مثل هذه السیرة فانما هي قائمة فیما اذا کانت الواسطة قلیلة فکیف تثبتون سیرة المتشرعة علی العمل بالخبر مع الواسطة فیما اذا کانت الوسائط کثیرة؟
و سیاتي جواب الاشکال ان شاءالله
