< فهرست دروس

الأستاذ السيد علي‌رضا الحائري

بحث الأصول

37/01/18

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: وثاقة الراوي و موثوقيّة الرواية
کنا فی السنه الماضیه نتکلم فی المرحله الثانیه من مرحلتی البحث عن حجیه خبر الواحد حیث ان البحث فی البدایه قسمناه الی مرحلتین
المرحله الاولی فی اصل اثبات حجیه خبر الواحد و تجاوزناها و انتهینا الی المرحله الثانیه و هی البحث عن حدود حجیه خبر الواحد و شرائط و دائرة هذه الحجیة
فی هذه المرحله قلنا انه توجد جهات عدیدة من البحث و تناولنا منها ثلاث جهات.
و انتهینا الی الجهه الرابعه و هی عباره عن ان وثاقه الراوی متی تودی الی موثوقیه الروایه و فی ای حاله من الحالات وثاقه الراوی تودی الی موثوقیه الروایه و فی ای حاله من هذه الحالات تکون الروایه حجه و فی ای منها لا تکون حجة. هذا عنوان البحث
عندما نطرح هذا السوال ما المقصود من وثاقه الراوی و ما المقصود من موثوقیة الروایه
المقصود من وثاقة الراوی:
المقصود من وثاقه الراوی تلک الحاله النفسیه الموجوده فی الراوی التی توجب و تسبب احترازه عن الکذب و اجتنابه الکذب و هذه الحاله النفسانیه لتحرج الانسان عن الکذب هو المقصود من وثاقه الروایه
المقصود من موثوقیة الروایة:
و المقصود من موثوقیه الروایه کون الروایه کاشفه کشفا ظنیا عن الواقع یعنی ان نظن بصدق الروایه و کلما حصل الظن بصدق الروایه اصبحت موثوقا بها و کلما لم یحصل الظن فهذه الروایه غیر موثوق بها و السوال هو انه متی تکون الوثاقه بمعنی الحاله النفسانیه التی ذکرناها مودیه الی ان یحصل لنا الظن بصدق الروایه و متی لا تکون و فی ای مورد تکون الروایه حجه و فی ای حاله لا تکون حجه
الفارق بین هذا البحث و البحث عن کفایة مجرد موثوقیة الروایة فی الحجیة:
و هذا البحث غیر البحث عن کفایه مجرد موثوقیه الروایه فی الحجیه فهناک بحث فی الجهه السابعه ینبغی ان لا یختلط بهذا البحث الفعلی فانه هناک یبحث عن کفایه مجرد موثوقیه الروایه فی حجیة الروایه. هناک من یقول بکفایه ذلک و عدم الاحتیاج الی وثاقة الراوی و هناک من یقول ان المهم وثاقة الراوی سواء کانت روایته موثوقا صدوره او لا فهذا البحث یاتی انشاءالله و هناک من یذهب من الجدیدین الی کفایه ذلک و بحثنا الآن غیر ذلک لان البحث هنا عن انه متی تودی وثاقة الراوی الی موثوقیة الروایة
تاره نفترض ان الوثاقه فی الراوی قد بلغت الی مستوی تتغلب علی جمیع دواعی الکذب علی الاطلاق یعنی وثاقته بالغه الی درجه قویه بحیث تغلب کل المغریات و کل دواعی الکذب بما فیها اقوی مغریات و اقوی دواعی الکذب التی یمکن افتراضها فی الانسان من الجاه و القدره و الجنس
و تاره نفترض ان الوثاقه فی الراوی لم تصل الی هذه الدرجه و هذا هو محل البحث حیث نبحث عن انه متی یحصل الوثوق من اخبار هذا الانسان الثانی و هذا بحث لم یتطرق الیه احد من الاصولیین قبل السید الاستاذ و هو الذی فتح باب هذا البحث رغم انه بحث مثمر کما سیظهر
و طبعا حیث ان حصول الوثوق و الظن بالصدق قائم علی اساس حساب الاحتمالات و لا یحصل فجاة الظن بصدق المخبر و یحصل من خلال حساب الاحتمالات و لیس حصولا عشوائیا و من دون حساب و کتاب فیجب ان لا نغفل ان وثاقه المخبر لیست هی العامل الوحید الذی یجب ان نحسب حسابه فی تاثیره فی حصول الوثوق و الظن بالصدق
فعندما نرید انه متی یحصل الظن بالصدق یجب ان نحسب الوثاقه و یجب ان نحسب ما یزاحم الوثاقه لان الوثاقه لیست هی العامل الوحید فیجب ملاحظه تاثیر هذا المزاحم
والمزاحم لیس المزاحم الخارجی فانه یوجد مزاحم خارجی و هو عباره عن ای اماره ظنیه تعارض خبر هذا الانسان المخبر مثل الشهره. اذا کانت لدینا روایه تدل علی الوجوب و توجد شهره تدل علی عدم الوجوب فان الشهره هنا مزاحم خارجی فان الشهره و الاجماع من الامارات و توجب المنع من ان یحصل الظن بصدق الخبر مع کون الراوی ثقه
و لیس الکلام فی المزاحم الخارجی و هذا بحث یاتی انشاءالله
و بحثنا الآن فی المزاحم الداخلی و هو عباره عن داعی الکذب الموجود فی داخل نفس هذا الانسان الثقه فداعی الکذب الذی قد یوجد فی المخبر و نرید ان نحسب حساب هذا المزاحم
فلا بد فی مقام معرفه حصول الظن من الخبر من ان نلاحظ و نحسب حساب هذا المزاحم
فمجرد ان الراوی ثقه لا یکفی لانه نرید ان نعرف ان وثاقه الراوی متی تودی الی حصول الظن
لو فرض اننا نقطع بان داعی الکذب غالب علی درجه الوثاقه التی یتمتع بها لکن هذه الوثاقه التی هی موجوده عنده مغلوبه امام داعی الکذب فاذا جاءت جاه و شهره و قدره و شهوه و بعباره موجزة اذا جاءت الدنیا تصیر مغلوبه فاذا افترضنا هکذا معناه حصول القطع بکذب هذا الانسان و هذا خارج عن محل البحث
و تاره نفرض بالعکس فنفترض انه لا یوجد لدیه داعی الکذب او یوجد و لکن وثاقته بالغه الی التغلب علی داعی الکذب و هذا خارج عن محل الکلام
و محل الکلام هو فرض الشک فی صدق الخبر و کذبه فلا بد من نشوء شک فی الصدق فی المقام کی یکون هذا الخبر محطا للبحث فی الحجیه
مناشئ الشک فی صدق الخبر:
فان مناشئ الشک فی صدق الخبر یتصور له احد مناشئ ثلاثه:
و هذا البحث بحث جدید و لا یوجد فی الاصول الدارج
المنشا الاول: وجود ضیق فی وثاقه الراوی او احتمال وجود الضیق فی وثاقه الراوی و ذلك في نفس الوثاقة، أو في اقتضائها لعدم الكذب:
أمّا الضيق في نفس الوثاقة- فكما لو لم تكن وثاقته قائمة على أساس الدين، بل كانت قائمة على أساس علم الأخلاق، و كان يبني علم الأخلاق على أساس المصلحة و المفسدة لا على أساس الحسن و القبح، ففي المورد الّذي يعتقد هذا الشخص عدم المفسدة في الكذب لا يكون في نفسه تحرّج عن الكذب. أو كانت وثاقته قائمة على أساس الدين و حرمة الكذب، لكنّه كان يرى أنّ الكذب في جعل المعجز للنبي صلى اللَّه عليه و آله، أو الأئمة عليهم السّلام، و نقل فضائلهم و مصائبهم مثلا ليس حراما لأنّه ترويج للدين و الكذب في ترويج الدين غير حرام، من قبيل ما عن بعض العامّة من‌ أنّه إنّما يحرم الكذب على النبي صلى اللَّه عليه و آله لا الكذب له، و نحن ننقل المعاجز له كذبا، و هو كذب له لا عليه فلا يشمله قوله: من كذّب عليّ فليتبوّأ مقعده من النار.
و مهما احتملنا في مورد مّا خروجه عن دائرة وثاقة الراوي للضيق فيها لم يكن خبره فيه حجّة حتى لو قيل بأنّ الوثاقة بما هي حالة نفسية موضوع للحجّيّة لا بما هي مورثة للوثوق بالرواية و الكشف الفعلي. (و مقصودنا بالكشف الفعلي هنا عدم انتفاء كشف الوثاقة من ناحية المزاحم الداخليّ، أعني داعي الكذب. و أمّا انتفاؤه من ناحية تأثير المزاحم الخارجي و وجود أمارة معارضة، فهذا ما سوف نبحثه مستقلا عن هذه الجهة- إن شاء الله-).
و الوجه في ما قلناه من عدم الحجّيّة في المقام حتى على مبنى الاكتفاء بالوثاقة بمعنى الحالة النفسيّة واضح، لأنّ أصل الوثاقة في هذا المورد غير محرزة بحسب الفرض.
و أمّا الضيق في اقتضاء الوثاقة- فمقصودنا منه أن يفرض أنّ الحالة النفسيّة الثابتة لهذا الشخص ليست عبارة عمّا يوجب التحرّز عن أصل الكذب، و إنّما له حالة التحرّج عن تكرّر الكذب و تكثّره على اختلاف درجات ذلك. و لا يبعد أن يقال: إنّ من لا يتحرّج عن أصل الكذب لا يصدق عليه عرفا ثقة، أو- على الأقل- يشكّ في ذلك، و لا يشمله دليل الحجّيّة.
هذا کله فی المنشا الاول الی ان نصل الی المنشا الثانی و الثالث غدا و الحمد لله رب العالمین

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo