< قائمة الدروس

الأستاذ السيد حیدر الموسوي

بحث الفقه

34/03/11

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: الفقه \ كتاب الإجارة \ ملكية المستأجر للمنفعة \ لو عثر الحمال في حمله
 كان الكلام في الدليل الثاني على الضمان وهو رواية داوود بن سرحان وقلنا بأن سندها في بعض طرقه تام. وأما الدلالة:
  فتارة: نبني على نسخة التهذيب: في باب ضمان النفوس الوارد فيها ( رجل حمل على رأسه متاعاً فأصاب إنساناً فمات أو انكسر منه قال عليه السلام: هو ضامن) [1] والتي هي ضعيفة بسهل بن زياد، فالصحيح أن انكسر منه تعود للإنسان المصاب بالمتاع، وتكون من بمعنى السببية لكل من مات أو انكسر، والتقدير ظاهر أي أنه لو تعثر في حمله فوقع على إنسان فمات ذلك الإنسان أو انكسر، كل ذلك بسبب ما وقع عليه من متاع فالضمير في (انكسر) راجع للإنسان المصاب وفي (منه) راجع إلى المتاع، مع احتمال أن يكون هناك تقدير لشئ يكون هو فاعل انكسر لكنه منفي بأصالة عدم التقدير.
 وأخرى: نبني على غير نسخة الفقيه التي ورد فيها: (فهو مأمون) من سائر النسخ الوارد فيها: (فأصاب إنساناً فمات أو انكسر منه شئ فهو ضامن) [2] ، فالفاعل لفظة شئ، والضمير في منه لا يخلو إما يرجع إلى الإنسان أو إلى المتاع، وعلى الثاني يكون المراد من الضمان ضمان المتاع ويكون ما ذكر في الحكم بمثابة القرينة على النظر الذي يحمل متاع الغير لا إلى الذي يحمل متاع نفسه إذ لو كان المتاع له وكان المقصود من التضمين المتاع فإنه لا معنى لأن يضمن الإنسان متاع نفسه، وعلى الأول يكون التقدير انكسار عضو الإنسان الذي سقط عليه المتاع وليس الضمان هو ضمان قيمة المال وإنما دية النفس أو العضو، وعلى هذا لا ربط للرواية في بحثنا إنما تتم دلالة على المطلوب على التقدير السابق.
  ثم إنه في الجواهر وغيرها قد ذكرت جملة مبعدات لدعوى دلالتها على المطلوب:
 الأول: ما ذكره في الجواهر من أن عود الضمير على الإنسان عوده على الأقرب، وهذا بخلاف رجوعه على المتاع لكونه أبعد، والقاعدة إن الأقرب يمنع الأبعد.
 الثاني: إن غاية ما تفيده هذه الرواية أن رجلاً حمل متاعاً ولم تدل من قريب أو بعيد على أنه حمل متاع الغير بإزاء أجر، ولربما كان متاعه لا متاع الغير، وبالتالي لا معنى لأن يضمن ماله التالف عليه، وهذا بخلاف ما لو كان الضمان لدية الإنسان المصاب فإنه يتم حتى على فرض حمله متاع نفسه ولا نحتاج إلى فرض كونه أجيراً.
 الثالث: لو كان التالف المتاع لكان الأنسب التعبير بقوله أو انكسر أي المتاع لا التعبير بانكسر شئ.
 وسوف يأتي ما فيها والحمد لله رب العالمين


[1] - التهذيب ج 10 ص 230
[2] - من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 258

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo