< قائمة الدروس

الأستاذ السيد حیدر الموسوي

بحث الفقه

39/06/11

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضـوع: المسألة 63 و64كون الآذان من مكان مرتفع والسماع والرؤية على المتوسط/حد الترخّص/ الشرط الثامن من شروط القصر/ صلاة المسافر.

المسألة 63:

"يعتبر كون الأذان على مرتفع معتاد في أذان ذلك البلد ولو منارة غير خارجة عن المتعارف في العلو "[1] .

اشترط الماتن أن يكون الآذان على مكان مرتفع معتاد غير خارج عن المتعارف ف العلو. لأنه متعارف فينصرف التقدير بالبعد الكائن ما بين المسافر والبلد بذلك إلى ذلك.

والحاصل: أن المتبع في التقدير ما هو المتعارف، فإنه المنصرف من ذلك التحديد، فإن مقتضى إطلاقه تعين المعتاد منه لا غير؛ لصلاحية المتعارف لأن يكون قرينة على تعيين المراد من الكلام الوارد في مقام البيان، وغير المتعارف بحاجة إلى نصب قرينة مفقودة في الفرض. والنكتة في ذلك: أن هذا التحديد شرعياً، فإن كان هناك قرينة معينة يؤخذ بها، وإلا يكون المنصرف هو المتعارف والمعتاد، وقد جرت العادة أن يكون ذلك في مكان مرتفعٍ، والسيرة غير المردوعة قائمة على ذلك.

المسألة 64:

"المدار في عين الرائي وأذن السامع على المتوسط في الرؤية والسماع في الهواء الخالي عن الغبار والريح ونحوهما من الموانع عن الرؤية أو السماع فغير المتوسط يرجع إليه، كما أن الصوت الخارق في العلو يرد إلى المعتاد المتوسط"[2] .

ذكر الماتن أن المعتبر في عين الرائي وأذن السامع على المتوسط في الرؤية والسُماع؛ لأنه المتعارف، فينصرف التقدير غليه. ولا بد أن يكون الجو خالياً من موانع الرؤية والسماع، كالغبار والرياح والأمطار. وهكذا الحال في الصوت المرتفع الخارق في الغلو فإنه لا عبرة به، وإنما بالصوت المتعارف المناسب مع مقتضيات المد في الآذان. كل ذلك لأن منصرف التقدير ما هو المعتاد المتعارف.

والحاصل: أن المتبادر من إطلاق تحديد حد الترخص ببلوغ الموضع الذي لا يسمع فيه الآذان أو الموضع الذي تتوارى جدران البيوت عن المسافر.

أقول: المتبادر من إطلاق التحديد ذلك، وعليه تُحمل هذه الألفاظ عند استعمالها على وجه الاطلاق من دون أن تكون محفوفة بقرينة على خلاف ذلك المتبادر من الاطلاق.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo