< قائمة الدروس

الأستاذ السيد حیدر الموسوي

بحث الأصول

33/03/13

بسم الله الرحمن الرحیم

 الأصول/ مباحث القطع

/

حجية العقل/ مناقشة الإخباري

/ الروايات الناهية عن إتباع العقل
 بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
 انتهى الكلام إلى المقام الثالث : وهو في دعوى قصور الدليل العقلي من حيث المنجزية والمعذرية، وذلك بعد ورود النهي من الشارع عن إتباعه ، ومصب النهي كما ذكر الشيخ في رسائله:
  تارة: يكون عن الدليل العقلي بعد حصول اليقين بالحكم الشرعي منه،
 وأخرى: يكون النهي عن الخوض في الاستدلالات العقلية والاعتماد على الأدلة النقلية ،
 ولما كان الأول ممتنعا لما فيه من سلب الحجية عن القطع، تعين الثاني ويكون المراد من الروايات النهي عن الخوض في غمار الأدلة العقلية لما فيها من الوقوع في مخالفة الواقع ، والقاطع بعد أن حصل له اليقين بالواقع وان كان مضطرا للعمل على وفقه لاستحالة سلب الحجية عنه إلا انه لما كان بسوء اختياره فلا ينافي تنجز الواقع عليه في مورد قطعه إذا صادف مخالفة الواقع .
 والحاصل أن البحث لا بد وان ينصب إثباتا في الردع عن الخوض في الأدلة العقلية لا الردع عن حجية القطع الحاصل من مقدمات عقلية لامتناعه.
  والروايات المزعوم دلالتها على طوائف:
 الطائفة الأولى: ما دل على تحريم الحكم بما لم ينزل الله عز وجل .
 وفيها: انه مع فرض تمامية دليل العقل سوف يكون رافعا لموضوع التحريم هذا، لأنه سوف يكون الحكم الكذائي هو حكم الله عز وجل غايته عن طريق العقل .
 الطائفة الثانية: ما دل على تحريم القول بغير علم والحكم به.
 وفيها: انه بعد معرفة الحكم عن طريق العقل سوف يثبت العلم بالحكم .
 الطائفة الثالثة: ما دل على النهي عن الاستقلال عنهم عليهم السلام في أخذ معالم الدين وأحكام سيد المرسلين.
 وفيها: إن الرجوع إلى العقل لا يعني الاستقلال عنهم عليهم السلام في اخذ الأحكام، فان الخوض في غمار العقل ودليليته بعد مراجعة ما صدر عنهم في هذا المجال حتى يحصل على ضرس قاطع بأنه لم يرد نهي عنهم عليهم السلام في هذا المجال.
 الطائفة الرابعة: ما دل على عدم قبول الأعمال إلا بولايتهم عليهم السلام.
 وفيها:إن نظر هذه الطائفة من الروايات إلى شرطية الولاية في قبول الأعمال، وبالتالي لا يكون الرجوع إلى الدليل العقلي منافيا لولايتهم عليهم السلام.
 الطائفة الخامسة: وهي أهم هذه الطوائف، وهي الروايات الناهية عن العمل بالرأي والرادعة عن ذلك، وهي شاملة بإطلاقها للرأي العقلي القطعي فضلا عن الظني ، وذلك من قبيل( كان الرأي من رسول الله صلى الله عليه وآله صوابا ومن غيره خطأ)، ومن قبيل (لسنا أهل البيت ممن يأخذ بالرأي) ، أو (إياك وخصلتين أن تدين بشئ من رأيك وتفتي الناس بغير علم) ، أو (دع الرأي والقياس فان دين الله لم يوضع بالآراء والمقاييس) ، أو (من طلب ما عند الله برأي أو قياس لم يزدد إلا بعدا عن الله) إلى غير ذلك من روايات الباب .
 أما مناقشة وعلاج هذه الروايات فيأتي والحمد لله رب العالمين

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo