< قائمة الدروس

الأستاذ السيد حیدر الموسوي

بحث الأصول

33/04/18

بسم الله الرحمن الرحیم

 الأصول/ مباحث القطع

/

منجزية العلم الإجمالي

 بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
 نظرية السيد الشهيد في تفسير حقيقة العلم الإجمالي
 الكلام فيما أفاده السيد الشهيد (قده) حيث حاول إبراز بيان يجمع فيه بين هذه التفسيرات للعلم الإجمالي وردها إلى نكتة واحدة،وقد قدم لذلك مقدمة ولكن قبل ذلك لا بد من التذكير بما ذكروه في مبحث الوضع العام والموضوع له خاص حيث ذكر هناك أن العام لا يمكن أن يكون وجها من وجوه الخاص فيما لو كان مفهوما ماهويا لأنه حينئذ لا يحكي إلا الجهة المشتركة بين أفراده نعم في العناوين العرضية الاختراعية الانتزاعية من قبيل عنوان احدهما يمكن ذلك والذي ذكره السيد الشهيد في المقدمة التالية يعتبر حلا لهذه الإشكالية كما سوف يتبين.
 تحويل المفاهيم الكلية إلى جزئية
 أما المقدمة التي ذكرها السيد الشهيد فمفادها أن المفاهيم قد قسمت في علم المنطق إلى كلية وجزئية وامتياز الأول عن الثاني واضح، وإنما الكلام في تحويل المفهوم الكلي إلى الجزئي وانه لا يكون بمجرد اخذ خصوصية زائدة على الجامع مع الجامع فيصبح جزئيا، إذ مع اخذ قيد وخصوصية زائدة على الجامع في الجامع فهذه الخصوصية كلية في نفسها وقابلة للصدق على أكثر من واحد، ومن الواضح أنه من خلال ضم مفهوم كلي إلى مفهوم كلي آخر لا نحصل على المفهوم الجزئي الحقيقي، وإنما يبقى على كليته، غايته يصبح جزئيا إضافيا لا حقيقيا، بل يبقى على كليته حتى مع فرض انحصار مصداقه في فرد كما هو واضح لما عرفت من أن الكلي بلحاظ مصاديقه ربما ينحصر في مصداق واحد كما مر معك في المنطق بالنسبة لمفهوم الشمس الذي هو عبارة عن جرم سماوي يسلخ وجوده وجود الليل، فهو كلي وان كان منحصرا في مصداق.
 وحاصل ما ذكره السيد الشهيد أن المناط في تحويل المفهوم الكلي إلى جزئي يكون من خلال الإشارة به إلى واقع الوجود الخارجي المتشخص به ذلك المفهوم، لأن التشخص الحقيقي يكون بالوجود لا بالماهيات ومن خلال إضافة مفهوم إلى مفهوم آخر، ثم إن الوجود لا نتذوقه ابتداء بان ندركه بلا حد له وإنما يكون إدراكه من خلال الإشارة بالمفهوم إليه، والإشارة هنا ذهنية حسب الفرض وليست حسية، كالإشارة بالإصبع إلى واقع محسوس، وإنما الإشارة بالذهن من خلال استخدام المفهوم للتدليل على واقع الوجود الخارجي والذي به يتشخص ذلك المفهوم الكلي المشار به إليه، ولا بد من لفت عناية الطالب هنا إلى أن الإشارة بالمفهوم الكلي إلى وجود خارجي غير انطباق المفهوم الكلي على مصاديقه ككلي الإنسان المنطبق على أفراده فانه من ملاحظة فناء المفهوم الكلي في مصاديقه الخارجية، فان ذلك لا يقتضي التشخص والجزئية ولا ينافي الصدق على أفراد أخرى غير ما لوحظ فانيا فيه، وإنما الذي يقتضي ذلك هو الإشارة الذهنية بالمفهوم من خلال استخدامه للإشارة به إلى واقع خارجي به يتشخص المفهوم لأن تشخص المفهوم يكون بالوجود الحقيقي المشار به إليه من خلال استخدام الذهن له حتى لو كان كليا .
 والحاصل: أن هذا المفهوم الكلي المستخدم من قبل الذهن للإشارة به إلى الخارج لم يلحظ بما هو فان في المصاديق الخارجية، فخصوصية الفنائية والانطباق والصدق غير ملحوظة في المقام، وإلا لم يصبح هذا المفهوم الكلي جزئيا، وإنما الملحوظ خصوصية الإشارة به إلى الخارج.
 وبناء على ذلك فقد ذكر السيد الشهيد مبناه في حقيقة العلم الإجمالي كما سوف يأتي والحمد لله رب العالمين.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo