الأصول/ مباحث القطع

/

منجزية العلم الإجمالي

 بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

 مناقشة السيد الأستاذ للسيد الشهيد

 قبل أن نكمل البحث فيما يتعلق بالمسلك الثاني نعرج على ما أورده السيد الأستاذ على السيد الشهيد من انه في الشبهات الموضوعية يكون المورد هو من موارد قاعدة الشغل اليقيني لا البراءة بخلاف الشبهات الحكمية، وقد أورد على ذلك بما يرجع إلى إيرادين:

 الإيراد الأول: ما يكون بمثابة النقض، وذلك انه سوف لا تجري البراءة في هذا القسم من الشبهات الموضوعية في احد الطرفين حتى مع فرض انحلال العلم الإجمالي بالعلم التفصيلي كما لو علمنا بوجوب إكرام زيد على كل حال إما لعلمه أو لعدالته، حيث تجري البراءة عن وجوب إكرام عمرو مع انه بناء على ما أفاده السيد الشهيد سوف لا تجري البراءة بل يكون المورد لقاعدة الاشتغال خروجا عن عهدة التكليف المعلوم اشتغال الذمة به يقينا وهذا ما لا يلتزم به السيد الشهيد.

 الإيراد الثاني: الحل في مثل أكرم العالم، فان خصوصية كون المكرم عالما هي قيد في الوجوب لا الواجب، وقيود الوجوب لا تدخل في العهدة، لتجري قاعدة الاشتغال عند الشك فيها، وإنما يدخل في العهدة متعلق التكليف، أما تقيد الإكرام بكون المكرم عالما فليس تحت التكليف، وإنما هو قيد في تعلق التكليف بذات الحصة واستثنى منه ما لو كان الواجب بدليا .

 والجواب عما أفاده السيد الأستاذ:

 أما ما أفاده ثانيا اعني الحل:

 فيرده: أن الشك تارة يكون في القيد المستتبع للتكليف، ففي مثله حيث يشك في القيد المستلزم للشك في التكليف، فانه سوف تجري البراءة ،كما أفاد السيد الأستاذ إذ وجوب إكرام زيد مشروط بكونه عالما وحيث لا يحرز علمه فلا يعلم بوجوب إكرامه فتجري البراءة، وأخرى يكون الشك في قيد الوجوب الذي فرغ عن وجوده خارجا وإنما الشك بنحو الشبهة الموضوعية اعني في إضافة متعلق التكليف إليه، فليس الشك في القيد المستتبع للتكليف حتى يستلزم الشك في التكليف، لأنه مفروض الوجود حسب الفرض- بل في الامتثال وتحقيق الواجب، فليس الشك في وجوب إكرام العالم، وإنما في كون إكرام زيد هو إكرام للعالم؟ أو لا ؟ ، وهذا التردد للشك في كونه عالما، فالشك في كون الإكرام المنصب على زيد هل مضاف إلى العالم؟ أو لا؟ فالمورد من موارد قاعدة الاشتغال، لفرض الفراغ عن وجود القيد خارجا، وإنما الشك في إضافة المتعلق المأتي به ضمن زيد إليه.

 أما النقض فسوف يأتي انه لا مانع من الالتزام به من قبل السيد الشهيد والحمد لله رب العالمين