< قائمة الدروس

الأستاذ السيد حیدر الموسوي

بحث الأصول

33/06/17

بسم الله الرحمن الرحیم

 الأصول/ مباحث القطع /منجزية العلم الإجمالي/ جريان الأصول في بعض الأطراف
 بقي في المقام بعض الإيرادت على الشبهة التخييرية التي نقض بها المحقق العراقي
 الوجه الثامن: إن الترخيص المحتمل في كل طرف يتصور على وجوه ثلاثة:
 الأول: الترخيص المطلق.
 الثاني:الترخيص المشروط بترك الطرف الآخر على أن يكون قيدا في المرخص فيه.
 الثالث:الترخيص المشروط إلا أن الشرط قيد في الحكم الترخيصي.
 وشئ من هذه الاحتمالات مما لا يمكن المساعدة عليه:
 أما الأول فلأنه يلزم منه الترخيص في المخالفة القطعية.
 وأما الثاني فلأن لازمه أن ما يحتمل حرمته ولزوم تركه، هو شرب الإناء الأول المقيد بترك شرب الآخر مع أن هذا الشرب للإناء الأول المقيد بترك شرب الآخر بما هو مقيد به لا شك في حرمته، وإنما المشكوك حرمته هو شرب ذات الإناء الشرقي وذات الإناء الغربي أعني هذا الإناء أو ذاك.
 وأما الثالث، فان التقييد فيه مرده إلى الثاني لما عرفت في بحوث الواجب المشروط من رجوع قيود الحكم طراً إلى المتعلق والإشكال نفس الإشكال.
 وفيه: إن سريان قيود الحكم إلى المتعلق بناءا على أن قيود الهيئة هي قيود للمادة المتهيأة بتلك الهيئة لا يعني أن المتعلق صار مقيدا بها في مقام اللحاظ، وإنما يبقى المتعلق ذات الطبيعة غير المقيدة بلحاظ قيود الحكم والهيئة لا سيما على مبنى أن الإطلاق أمر ذاتي وليس لحاظيا، ومن ثم كان التقابل بينه وبين التقييد تقابل السلب الإيجاب لا تقابل الضدين، فلا محذور في الحكم على طبيعي شرب الإناء الشرقي مثلا بترك الإناء الغربي.
 والوجه التاسع: إن الحكم التخييري لو كان واقعيا، لأمكن أن يقال أن ملاكه قائما في الجامع أو قائما في كل طرف مشروطا بترك الآخر، وأما لو كان ظاهريا فبلحاظ الحكم والجعل وان كان يعقل تارة جعله على الجامع وأخرى على كل طرف مشروطا بترك الآخر، ولكن بحسب مدلوله الحكائي لا يتعلق إلا بخصوص الجامع أي لا يتصور سوى التخيير، لما عرفت من أن ملاك الحكم الظاهري ليس في نفس جعله بل له ملاكات على حد الحكم الواقعي غايته أن ملاكاته طريقية وليست نفسية، وحاصل ملاكه هو ترجيح الأهم من الملاكات الواقعية اللزومية والترخيصية المتزاحمة في مقام الحفظ.
 والحاصل:أن المنساق من دليل جعل الحكم الظاهري أن تكون إرادة الإلزام أو الترخيص متعلقة بالجامع لا بالأطراف بشكل مشروط، لعدم دخالة ترك الآخر في ملاك هذا الحكم، الذي هو تعبير عن مدى اهتمام المولى بالغرض الواقعي الترخيصي المتزاحم مع الغرض اللزومي تزاحما حفظيا.
 والحمد لله رب العالمين
 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo