الموضوع: الأصول/ مباحث القطع /منجزية العلم الإجمالي/ خروج بعض أطراف العلم الإجمالي عن محل الابتلاء

 التقريب الثاني: وهو التمسك بإطلاق التكليف لإثبات فعليته في موارد الشك في الخروج عن محل الابتلاء وبالتالي سوف يتشكل لنا علم إجمالي بتكليف فعلي على أحد التقديرين وهو الطرف المعلوم دخوله في محل الابتلاء، وبتكليف فعلي أيضاً لكنه تعبدي لا أنه وجداني على التقدير الآخر، وهو الطرف المشكوك خروجه عن محل الابتلاء، ومثل هذا العلم الإجمالي يكون منجزاً.

 والكلام أساساً في صحة التمسك بهذا الإطلاق وعدمه والموجود في كلماتهم مبان ثلاثة:

 المبنى الأول: ما للميرزا من صحة التمسك بهذا الإطلاق مطلقاً وبلا فرق بين أن يكون الشك في الخروج عن محل الابتلاء بنحو الشبهة المفهومية أو المصداقية.

 المبنى الثاني: ما ذهب إليه الأغا ضياء من التفصيل بين الشبهة المفهومية والشبهة المصداقية حيث جوّز التمسك بالإطلاق في الأولى دون الثانية.

 والاختلاف بين ما ذهب إليه الميرزا والأغا ضياء مرجعه إلى هل يجوز الرجوع إلى العام في موارد الشك في المخصص اللبي حيث يرى الميرزا مرجعية العام في كلا الشبهتين المفهومية والمصداقية بخلاف المحقق العراقي حيث يرى مرجعيته فقط وفقط في خصوص الشبهة المفهومية دون المصداقية.

 المبنى الثالث: ما صار إليه صاحب الكفاية من المنع عن مرجعية الإطلاق في كلتا الشبهتين فمرده إلى أحد بيانين:

 البيان الأول: ما في الكفاية من أن التمسك بالإطلاق إثباتاً فرع إمكانه ثبوتاً، وحيث يُشك في المقام بإمكانه ثبوتاً فلا محصل للتمسك به إثباتاً، والحال أنه يُشك في إمكانه ثبوتاً.

 وقد أورد عليه الميرزا حلاً ونقضاً:

 أما الأول: فلعدم الاشتراط في مقام التمسك بالإطلاق إحراز إمكانه ثبوتاً في المرتبة السابقة، بل مجرد احتمال إمكانه ثبوتاً يكفي في احتمال صدق الإطلاق الإثباتي، ومع احتمال صدقه كذلك إثباتاً- سوف يكون مشمولاً لدليل حجية الظهور، ويتشكل من ذلك دلالة التزامية على إمكانه ثبوتاً، وإلا لما انعقد إثباتاً، وبالتالي لم يشمله دليل حجية الظهور.

 وأما الثاني: فإنه لو تم لعم وشمل كل موارد التمسك بالإطلاق كلما شك في إمكان الإطلاق لاحتمال وجود المفسدة في ذلك المستلزم لاستحالة التكليف أو لا أقل احتمال قبحه مع أنه لا إشكال في صحة التمسك بالإطلاق فيها وما ذلك إلا لعدم الاشتراط في مقام التمسك به إحراز إمكانه.

 إلا أن الأغا ضياء قد فسَّر كلام أستاذه صاحب الكفاية بما يسلم عن نقض وحلِّ الميرزا، كما سوف يأتي والحمد لله رب العالمين