< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث الفقه - کتاب الجهاد

37/05/26

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : كيفية الجهاد

إنّ المحقق بعد ما حكم بأولوية القتال من يلي الامام من الكفار قال: (و يجب التربص إذا كثر العدو و قلّ المسلمون حتى تحصل الكثرة للمقاومة ثم يجب المبادرة)[1] . و للعلامة الحلي مثل مقال المحقق في المسألة فقال في القواعد: (و مع ضعف المسلمين عن المقاومة يجب الصبر، فاذا حصلت الكثرة المقاومة وجب النفور)[2] . وهو في التحرير حكم بالاستحباب فقال: (و يستحبّ له أن يتربّص بالمسلمين مع القلّة و يؤخّر الجهاد حتّى يشتدّ أمر المسلمين). ولعل ايجاب الحكم يختص بما اذا تيقن بعدم الانتصار على العدو او غلب عنه الظن بذلك والاستحباب عند ما غلب عليه الظن بالانتصار و لكن لو تربص يشتد ظنه بالانتصار من دون أن يكون في التأخير ضرر محتمل على الإسلام و المسلمين. وهذا مقتضى حمل كلام الغير على وجه صحيح خصوصاً مثل العلامة الحلي الذي كان له هيمنة على الفروع الفقهية.

ثم هناك روايات حدّدت الكثرة التي لا تُغلَب.

منها : ما رواه الكليني عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مِهْرَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ خَيْرُ الرُّفَقَاءِ أَرْبَعَةٌ وَ خَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُمِائَةٍ- وَ خَيْرُ الْعَسَاكِرِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ- وَ لَنْ تُغْلَبَ عَشَرَةُ آلَافٍ مِنْ قِلَّةٍ"[3] . في سنده مهران ابن محمد وهو لم يوثق عند الرجاليون بل روى الكشي بسنده (عن محمد ابن الفضيل عن ابي الحسن عليه السلام قال قلت جعلت فداك إني خلفت ابن ابي حمزه وابن مهران ومهران وابن ابي سعيد، أشدُّ أهل الدنيا عداوة لله قال فقال: ما ضرّك من ضلّ اذا اهتديت انهم كذبوا على رسول الله صلى الله عليه واله و كذّبوا أمير المؤمنين عليه السلام و كذّبوا فلاناً و فلاناً و كذّبوا جعفر و موسى، وليَ بآبائي اُسوة" قلت جعلت فداك إنا نروي أنك قلت لابن مهران "أذهبَ الله نور قلبك و أدخل الفقر في بيتك" فقال كيف حاله وحال برّه؟ قلت يا سيدي أشدُّ حالٍ، هم مكروبون ببغداد و لم يقدِر الحسين أن يخرج إلى العمرة فسكت إلخ) (كشي في ذيل ترجمة ابن البطائني). و في السند كذلك عمر بن ابي نصر وهو المعروف بالسكوني وثقه النجاشي فهو عامي ثقة. و لكن النتيجة تابعة لِأخسّ المقدمات في الحجية.

منها : عن كليني وَ عَنْهُ – محمد ابن يحيى- عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ خَيْثَمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا يُهْزَمُ جَيْشُ عَشَرَةِ آلَافٍ مِنْ قِلَّةٍ".[4] اما السند فعلي بن الحكم هو النخعي الكوفي، وثقه الكشي بقوله ثقة جليل القدر، ولكن فضيل بن خيثم لم يرد له توثيق، فالسند ساقط عن الاعتبار.

منها : ما رواه كليني عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ عَنِ النَّضْرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَلْخِيِّ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: قَالَ لِيَ الْحَجَّاجُ وَ سَأَلَنِي عَنْ خُرُوجِ النَّبِيِّ ص إِلَى مَشَاهِدِهِ- فَقُلْتُ شَهِدَ رَسُولُ اللَّهِ ص بَدْراً- فِي ثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَ شَهِدَ أُحُداً فِي سِتِّمِائَةٍ- وَ شَهِدَ الْخَنْدَقَ فِي تِسْعِمِائَةٍ فَقَالَ عَمَّنْ؟- قُلْتُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع، فَقَالَ: ضَلَّ وَ اللَّهِ مَنْ سَلَكَ غَيْرَ سَبِيلِهِ"[5] . في السند علي بن محمد وهو ظاهراً القاساني بقرينة روايته عن سليمان بن داوود وهو المنقري الاصفهاني قال الغضائري في حقّه: (ضعيف جداً لا يلتفت اليه يوضع كثيراً على المهمات) . وقال النجاشي في حقه: ابو ايوب الشاذكوني بصري ليس بالمتحقق بنا ...وكان ثقة له كتاب الخ)[6] ونضر بن اسمائيل البلخي لم يأت ذكره في الرجال و كذالك شهر بن حوشب مجهول. فلا يعتمد على الحديث.

منها: مارواه الصدوق في خصاله: (مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فِي الْخِصَالِ عَنِ (الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدَانَ الْعَسْكَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ خَبَّانِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَقِيلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ وَ خَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُمِائَةٍ- وَ خَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ- وَ لَمْ يُهْزَمِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً مِنْ قِلَّةٍ إِذَا صَبَرُوا وَ صَدَقُوا"[7] في السند مجاهيل وضعاف.

والحد الذي هو سبب لعدم هزيمة الجيش مختلف فيه في هذه الروايات كما ان خير الجيوش يختلف التقدير فيه. و لكن الذي يسهل الخطب هو كل هذه الروايات ضعيف السند، و لو كانت صحاح الاسناد كذالك لا تدل على تحديد محتوم، لانه ليس فيها امر و لا ما يفيد الأمر وانما هي اخبار يحمل على الغالب و لكن الظروف تختلف فربما يقاوم العشرة اشخاص آلافاً اذا كانوا في شاهق مطل على الساحة وكذالك ارض المعركة اذا كان ممتلئا بالاشجار او كان في ضمن البيوت، كما ان نوعية السلاح لها تأثير بليغ فلا يمكن التحديد والخبير عند الحرب يحدد مدى امكانية المقاومة وعدمها


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo