< قائمة الدروس

الأستاذ السيد مجتبی الحسيني

بحث التفسیر

37/09/20

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : الثمرة العشرون

إِنَّا أَنْزَلْناهُ في‌ لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ. سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.[1]

كان من نيتي بمناسبة ليلة القدر أن أتحدث معكم حول سورة القدر ولكن بما اننا نعيش ذكرى شهادة الإمام اميرالمؤمنين علي عليه السلام و له وصية كتبية أصدرها متوجهة الى كل المسلمين فوددت أن أكون من مبلغي رسالته اليكم فخصّصت بحثي لإطلالة على هذه الوصية المباركة وقد كتبها في فراش الموت وفي ظروف كان يعاني شدة الألم وله شغل كثير بالمسلين والمواسين له في مصيبته و هذا الأمر إن دل على شيئ فإنما يدل على اصراره عليه السلام لوصول هذه الرسالة الى جميع المؤمنين، واليكم نص كلامه على ما جاء في نهج البلاغة:

(و من وصية له ع للحسن و الحسين ع لما ضربه ابن ملجم لعنه الله)‌

"أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللَّهِ وَ أَلَّا تَبْغِيَا الدُّنْيَا وَ إِنْ بَغَتْكُمَا وَ لَا تَأْسَفَا عَلَى شَيْ‌ءٍ مِنْهَا زُوِيَ‌ عَنْكُمَا وَ قُولَا بِالْحَقِّ وَ اعْمَلَا لِلْأَجْرِ وَ كُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً وَ لِلْمَظْلُومِ عَوْناً أُوصِيكُمَا وَ جَمِيعَ وَلَدِي وَ أَهْلِي وَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ وَ نَظْمِ أَمْرِكُمْ وَ صَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِكُمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا ص يَقُولُ صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْأَيْتَامِ فَلَا تُغِبُّوا أَفْوَاهَهُمْ وَ لَا يَضِيعُوا بِحَضْرَتِكُمْ‌ وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي جِيرَانِكُمْ فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ مَا زَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ‌ وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْقُرْآنِ لَا يَسْبِقُكُمْ بِالْعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ لَا تُخَلُّوهُ مَا بَقِيتُمْ فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ أَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ عَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَ التَّبَاذُلِ‌ وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّدَابُرَ وَ التَّقَاطُعَ لَا تَتْرُكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَيُوَلَّى عَلَيْكُمْ [أَشْرَارُكُمْ‌] شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ ثُمَّ قَالَ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُلْفِيَنَّكُمْ‌ 3968 تَخُوضُونَ‌ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ خَوْضاً تَقُولُونَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ [قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ‌] أَلَا لَا تَقْتُلُنَّ بِي إِلَّا قَاتِلِي انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ مِنْ ضَرْبَتِهِ هَذِهِ فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَةً بِضَرْبَةٍ وَ لَا تُمَثِّلُوا بِالرَّجُلِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِيَّاكُمْ وَ الْمُثْلَةَ وَ لَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُور"[2]

في مطلع الوصية يخصص عليه السلام الحسنين عليهما السلام بالخطاب، ويقول: "أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللَّهِ وَ أَلَّا تَبْغِيَا الدُّنْيَا وَ إِنْ بَغَتْكُمَا وَ لَا تَأْسَفَا عَلَى شَيْ‌ءٍ مِنْهَا زُوِيَ‌ عَنْكُمَا وَ قُولَا بِالْحَقِّ وَ اعْمَلَا لِلْأَجْرِ وَ كُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً وَ لِلْمَظْلُومِ عَوْناً" فيوصيهما اولاً بتقوى الله وهي وصية شاملة لكل الخيرات و اجتناب كل المكروهات، وهو سلا م الله عليه كان يبدء جل وصاياه بالتقوى، ثم يوصيهما بعدم ارادة الدنيا ولو اقبلت الدنيا اليهما لأن كثير من الناس ليسوا وراء الدنيا ولكن اذا اقبلت الدنيا عليهم يغترون بها فينقلبون الى طلاب الدنيا، وطبيعي ليس المراد من عدم ابتغاء الدنيا تركها بل المراد عدم التمسك بها بل استغلالها في سبيل الخيرات والقرب الى الله والزهد فيها و "ليس الزهد أن لا تملك شيئاً بل الزهد أن لا يملكك شيئٌ" كما ورد في الحديث، ثم يوصيهما بعدم التأسف على ما فات منها عنهما، و هذا الامر لازم عدم التمسك بالدنيا. ثم يوصيهما بمقالة الحق دائماً ثم يوصي بالعمل للأجر، فإن الانسان لابد أن يكون زكيّاً لا يعطي شيئاً الا و أخذ مقابله أزيد، وذالك لا يمكن الا اذا جعل جميع اعماله محسوبا على ربّه فهو تعالى يجازي بالأضعاف قال تعالى: "يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى‌ تِجارَةٍ تُنْجيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَليمٍ . تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُجاهِدُونَ في‌ سَبيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ يُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْري مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً في‌ جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظيمُ" [3]

وفي الأخير يوصيهما بمخاصمة الظالم ومعاونة المظلوم بقول مطلق وهذا معنىً عاماً يشمل جميع المستويات فردية و اجتماعية ودولية، فلا يجوز للمؤمن ان ينخب الانحياز عما يجري بل عليه أن يعرف الامور بحذافيرها ثم يقف مع المظلوم في وجه الظالم بمقدار الميسور. فمن يقول: انا لا تخصني الامور السياسية ولا يفرق بين آمريكا و الحكومة الاسلامة لا يعتبر مسلما فعن رسول الله صلى الله عليه واله: "من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم" فمن لا ينكر على امريكا واذنابها ولم يقف مع الثورة الاسلامية وروادها، هذا الذي لايبالي بما يجري في البحرين واليمن في حق شعبيهما المظلومين ولا يعينهم بيد ولا لسان ولا قلب فهو ميت بين الأحياء، فان التولي والتبري من اصول احكام الاسلام.

ثم المولى عليه السلام عمم خطابه في وصيته و قال: "أُوصِيكُمَا وَ جَمِيعَ وَلَدِي وَ أَهْلِي وَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ" وهذا الخطاب يشملنا ومن سوف يولد الى يوم القيامة فكرر مسألة التقوى ثم طلب منا عدة أمور، فقال:" وَ نَظْمِ أَمْرِكُمْ وَ صَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِكُمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا ص يَقُولُ صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ" فاول ما طلب منا نظم أمرنا في جميع أنحاء الحياة فمن استطاع أن ينظم أموره فيُبارَك فرَصُه في الحياة بالأضعاف ويستطيع أن يحصل الى كثير مما أراده. ثم أمر بصلح ذات البين و روى عن رسول الله افضليته عن عامة الصلاة والصيام ونحن نعرف مدى موقعهما من قائمة الأحكام الاسلامية. ثم أوصانا بستة أمورٍ مصدرةً بقوله الله الله أي راقبوا ربّكم فيها ولعل سرّ هذا النوع من التأكيد أن هذه الأمور مما هي في معرض الغفلة والاهمال فقال: "اللَّهَ اللَّهَ فِي الْأَيْتَامِ فَلَا تُغِبُّوا أَفْوَاهَهُمْ وَ لَا يَضِيعُوا بِحَضْرَتِكُمْ " وقد فسر ابن ابي الحديد هذه الكلمة بقوله: (أي لا تجيعوهم بأن تطمعوهم غبا) وقال صبحي صالح: (اغبّ القوم‌: جاءهم يوماً و ترك يوماً، أي صلوا أفواههم بالإطعام ولا تقطعوه عنها). فأكد على عدم الغفلة عن إطعامهم وعدم ضياعهم عندنا. وهو سلام الله عليه كان ثمالاً لليتامى وله قصص كثيرة في هذا المجال لا مجال لنا لذكر بعضها. ثم تطرق سلام الله عليه الى مسئلة الجار وقال: "وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي جِيرَانِكُمْ فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ مَا زَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ‌" وتواصل الجيران ايصال للمجتمع كله حيث أن كل جار جار لمن فيجنبه وهكذا فيستوعب جميع البلاد والقرآن خصص آية بالجا فقال تعالى: "وَ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ لا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَ بِذِي الْقُرْبى‌ وَ الْيَتامى‌ وَ الْمَساكينِ وَ الْجارِ ذِي الْقُرْبى‌ وَ الْجارِ الْجُنُبِ وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَ ابْنِ السَّبيلِ وَ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالاً فَخُوراً" (النساء36). فهذه الآية أولاً جعل الاحسان الى الجار في عداد عبادة الله ونفي الشرك وثانياً توسع في معنى الجار، واذا عممنا التجاور الى البلاد فتمتد الى جميع العالم. ثم أكد الامام على القرآن والعمل به فقال : "وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْقُرْآنِ لَا يَسْبِقُكُمْ بِالْعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ" فيحتمل أن يكون المراد من الغير يعني من المسلمين ممن لا معرفة له بأهل البيت عليهم السلام، ويمكن أن يكون المراد غير المسلمين وبما أن أكثر تعاليم القرآن هي القيم التي يعترف بها جميع الاديان بل الفطرة السليمة والعقل ينادي بها، فاراد الامام أن يحذرنا ‘ن تقدم الآخرين على المسلمين في العمل بتلك القيم التي ينادي بها القرآن، وما اقبح بنا أن يتقدم علينا غير المسلمين في الانتحال بمحاسن الاخلاق أو مكارمه. ثم اوصي بالصلاة فقال: "وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ" نعم إنها رمز لجميع ألقيم والاحكام الاسلامية لا مجال لنا لبيانه. "وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ لَا تُخَلُّوهُ مَا بَقِيتُمْ فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا" نعم أن الكعبة هي بيت الناس قال تعالى: "إنّ أوَلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لّلّذي بِبَكّةَ مُبارَكاً..." ولذا أن الامام الخميني رضوان الله عليه بعد سنة المجزرة قال نحن إن غمضنا العين عن الصدام فلا نغمض العين عن الفهد لما قتلوا اكثر من اربعة مأة حاج في مكة المكرمة ومع ذالك أمر منظمة الحج الايرانية أن يفاوضوا الحكومة السعودية لأمر الحج للشعب الايراني ولكنهم وضعوا شروطا تعجيزية فيها مهانة للمؤمنين فمنعوا الشعب الايراني لمدة اربعة سنين وهكذا في هذه السنة ذهبوا من ايران لحل مشكلة الحج و الاحتراز عن تكرار مقتل أكثر من سبعة آلاف قتيل في الحج الماضي ولكنهم لم يقبلوا حلا معقولا و وضعوا شروطا فلم تستسلم منظمة حج الجمهورية الاسلامية لمزايداتهم فمنعوا من الحج الشعب الايراني والله يقول: "إِنَّ الَّذينَ كَفَرُوا وَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبيلِ اللَّهِ وَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فيهِ وَ الْبادِ وَ مَنْ يُرِدْ فيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَليمٍ" (الحج25). ثم يوصي بالجهاد بقوله: "وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ أَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" فالجهاد بهذا البيان يشمل كل عمل يقوم به المؤمن لخدمة الاسلام والمسلمين بل خدمة الانسانية مما ندب اليه الاسلام.

ثم جاء في آخر وصاياه تناول قضايا اجتماعية فقال: "وَ عَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَ التَّبَاذُلِ‌ وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّدَابُرَ وَ التَّقَاطُعَ" ففي كلامه أمر الى التضامن الاجتماعي و نهي وتحذير عن ما يقابله ثم يذكر مصداقاً عالياً للتضامن ويوصي بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال: "لَا تَتْرُكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَيُوَلَّى عَلَيْكُمْ [أَشْرَارُكُمْ‌] شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ"

والقسم الأخير من هذه الوصية امر خاص يتعلق بقضيته ولكنه احسن تمثل للكرامة في الاخلاق وهو قوله عليه السلام : "يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُلْفِيَنَّكُمْ‌ تَخُوضُونَ‌ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ خَوْضاً تَقُولُونَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ [قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ‌] أَلَا لَا تَقْتُلُنَّ بِي إِلَّا قَاتِلِي انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ مِنْ ضَرْبَتِهِ هَذِهِ فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَةً بِضَرْبَةٍ وَ لَا تُمَثِّلُوا بِالرَّجُلِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِيَّاكُمْ وَ الْمُثْلَةَ وَ لَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُور".


[1] القدر5.
[2] نهج البلاغةخ 47.
[3] الصف10-12.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo