< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

32/06/11

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: الاستتئآم والاستنساخ

 قلنا ان عملية الاستنساخ التي نجحت في الحيوان المتندني والمترقي كالضفدعة والشاة، فهذه العملية قد تنحج في الانسان

وهنا تاتي هذه الاسئلة

الاول: هل هذه العملية حلال او حرام

الثاني: هل هذا ولد شرعي او ليس ولدا شرعيا

الثالث: هل له اب وام فمن هو الاب والام

الرابع: هل في هذا العمل خظر على البشرية فنحرّمه بالعنوان الثانوني او ليس فيه خطرا على البشرية

اما القائلون بالحرمة

اولا: ان اول من قال بالحرمة من الامامية هو الشيخ محمد مهدي شمس الدين

 قال الاستنساخ هو تغير لخلق الله وتغير خلق الله محرم للاية القرانية ان يدعون من دون الله الا اناثا وان يدعون الا شيطانا مريدا لعنه الله وقال لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولا منينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الانعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله فيقول ان الشيطان يامر بتغير خلق الله

 وقد ذكر هذه الفتوى في مجلة الشراع حيث قال ان الاستنساخ محرم لانه تغيير خلق الله والشيطان هو الذي يامر بتغير خلق الله والشيطان لايامر الا بالفحش والمعاصي

والجواب ان هذا الكلام باطل لان الاستنساخ ليس تغييرا لخلق الله

 فان خلق الله تعالى عن طريق التلاقح الجنسي ولكننا اكتشفنا خلقا لله عن غير التلاقح الجنسي

فهنا قانونان

الاول: هو الحياة الناشئة من التلاقح الجنسي

الثاني: الحياة الناشئة من غير التلاقح الجنسي

 وهذا القانون الثاني انكشف اخيرا فهو كشف سر من اسرار خلق الله في الحيوان، وهو ليس تغييرا لخلق الله بل هو كشف خلق الله فبعد اخراج النواة من خلية الذكر ووضعها في سيتوبلازم المراة بعد اخراج خلية المرأة منها فكل منهما خلق الله ولكنه لم يكن مكتشفا قبل هذا، فتم اكتشافه اخيرا بواسطة التكنلوجيا الدقيقة وهو الحياة من غير التلاقح الجنسي، فهذا القانون لم يخلق من قبل العلماء بل هو قانون الله تعالى لم يكن مكتشفا الى الان فتم اكتشافه فقد اكتشف خلق الله وقانونه

 ثم انا نرجع الى المعنى الاول ونقول ان تغيير الطبيعة غير حرام

 فهناك العديد من الجبال تنسف لاحداث طرق وشوارع وكثيرا مايتم تغير المزارع وغير ذالك فهذا ليس تغيرا لخلق الله فان التغير لخلق الله بهذا المعنى لا احد من العلماء يقول بحرمته

 اذا فالمراد من تغير خلق الله في الاية المباركة هو الخروج عن الفطرة وترك الدين بتحريم الحلال وتحليل الحرام والدليل على ان المراد من تغير خلق الله هو الخروج عن حد الفطرة وتحريم الحلال فيفهم ذالك من هذه الاية الكريمة فاقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذالك الدين القيم فخلق الله هو الفطرة والقران اطلق خلق الله على حكم الفطرة وهو التدين بدين والرجوع الى امر السماء والدين

 فيكون تغيير خلق الله في الاية الذي يامر به الشيطان هو الخروج عن الطاعة وعن حكم الفطرة وترك الدين والارتباط بالطبيعة من دون خضوع لحكم السماء بل اتباع العلوم الطبيعة، بمعنى ان حكم الفطرة هو التقاء الرجل بالمراة لان الرجل يحتاج الى مكمل فيه وفي حيمنه وكذا المرأة فاذا التقيا فتتكون خلية تتكون من 46 كروموز ومع الالتقاء فانهما سيسكنا

 فالمراد من تغيير خلق الله هو الخروج عن حكم الفطرة والارتباط بالدين والعمل على خلاف الفطرة وخلاف حكم الله تعالى، فهذا ليس تغيرا حكم الله

ثانيا: ان الاكاديمية الفرنسية للعلوم الاخلاقية ايضا حرمت الاستنساخ وجائت بدليل، فلابد من استبعاد هذا الدليل

 فقد اعلنت موقفها من الاخصاب الصناعي فقالت بحرمته بدليل ان الاخصاب الصناعي جريمة ضد قاعدة الزواج والاسرة والمجتمع

 ولكن هذا الكلام هو عين الدعوى فهو مصادرة على المطلوب

فنقول ان الاستنساخ لاينفي الحاجة الى الزواج بل نتزوج ونعمل بالاستنساخ فهذا ليس حجة ودليلا على الحرمة لانه ليس جريمة ضد الزواج ولاضد الاسرة ولاضد المجتمع، فهذا الاستنساخ قد ينمي الاسرة ويقويها لحصولها على الاطفال فهو لايعارض الزواج والكلام فيه كاطفال الانابيب

 فالدليل الذي ذكرته الاكاديمية دليلا باهتا وباطلا

ثالثا: ظنوا ان الاستنساخ هو محاولة من البشر ان يخلق مثل خلق الله فان الله تعالى يخلق من العدم فظنوا ان الاستنساخ هو خلق من العدم، وان الخلق من العدم ظلم لانه لايقدر الله حق قدره فقال النبي (صلى الله عليه واله) قال الله تعالى ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فاليخلقوا ذرة او ليخلقوا شعيرة فمن اراد ان يخلق من العدم هو ظالم، والاستنساخ هو محاولة للخلق من العدم فهو ظلم

وهذا القول باطل لان الاستنساخ ليس من جنس الخلق الذي خلقه الله تعالى من العدم بل هو من تركيب خلية حية فيها نواة ونجعلها في خلية امراة منزوعة النواة وحياة كل شيئ بحسبه وهذا ليس خلقا من العدم بل هو تركيب لان سر الحياة موجود في الخلية وفي البيضة فالاستنساخ هو من خلق الله لان الخلية تم اخذها من الرجل ونفس الرجل تكون من حيمن وبيضة فالخلية ماخوذة من تزاوج ذكر وانثى

 فالخلية موجودة وليست من عدم ثم ان هذه الخلية مرجعها الى التلاقح والخلية الجنينية

 وبعد استبعاد الادلة الباطلة

تاتي الى علماء الامامية الذين اجابوا على الاستنساخ

اول من اجاب هو الميرزا جواد التبريزي عام 1997 حينما ظهرت النعجة دولي فقال

لايجوز الاستنساخ البشري لان التمايز والاختلاف بين افراد البشر ضرورة في المجتمعات اقتضتها حكمة الله تعالى قال تعالى ومن آيته خلق السموات والارض واختلاف السنتكم والوانكم، فاختلاف الالسنة في النغمات واللغات، وكذا اختلاف الالوان في البياض والسواد وغير ذالك

وقال تعالى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا فلايجوز الاستنساخ لتوقف النظام العام على اختلاف الالسن والالوان بينما الاستنساخ البشري اضافة الى استلزامه محرمات اخرى كمباشرة غير المماثل والنظر الى العورة يوجب اختلال النظام وحصول الهرج والفوضى ففي النكاح يختلط الامر بين الزوجة والاجنبية وبين المحرم وغير المحرم وفي المعاملات كافة لا يمكن تمييز طرفيها فلايعرف الموجب والقابل وفي القضاء والشهادات لايمكن تمييز المدعي من المدعى عليه وهما عن الشهود والملاك عن غيرهم وفي المدارس والمشاغل والادارات والامتحانات حيث يسهل ارسال النسخة عن الاصل فتذهب الحقوق وفي الانساب والمواريث حيث لايتميز الولد عن الاجنبي اضافة الى كون النسخة لاتعد ولدا شرعيا لصاحب الخلية فتضيع الانساب والمواريث وهذا غيض من فيض وعليه فقس سائر الامور حيث لايبقى نظام او مجتمع والله العالم

وهذه الفتوى نظرت الى العنوان الثانوني فقط وهو استلزام اخلال النظام وهو لازم العملية ولكنها لم تنظر الى نفس العملية بالعنوان الاولي، وهذا لايحرم العملية اذا لم يؤدي الى اخلال النظام

 ياتي الكلام على فتوى اخرى من علمائنا

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo