< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

32/11/19

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: حقيقة الموت بين الفقهاء والاطباء

 قلنا ان الموت باصطلاح الاطباء هو موت جذع الدماغ عن وظائفة الاساسية

 وعلامات موت جذع الدماغ ستة ايجابية وعشرة سلبية لابد من نفيها فيحصل عندنا الموت الذي هو موت جذع الدماغ عن وظائفه الاساسية

 فالموت عند الاطباء هو موت جذع الدماغ وعلاماته ستة مثبتة وعشرة لابد من نفيها

 اما الموت عند الفقهاء فهو مفارقة الروح للبدن أي انقطاع تصرف الروح باعضاء البدن فالجسد لايطاوع الروح ويستعصي على الروح

 ولذالك لايقال ان الروح تموت بل يقال ان الروح تقبض فاما ان تنعم واما ان تعذب

علامات انفصال الروح عن البدن

الاول: انقطاع التنفس

الثاني: استرخاء القدمين مع عدم انتصابهما

الثالث: انفصال الكفين عن الساعد

الرابع: ميل الانف الى احد الجانبين

الخامس: امتداد جلدة الوجه

السادس: انخساف الصبغين

السابع: تقلص الخصيتين الى الفوق مع تدلي الجلدة

الثامن: برودة البدن

التاسع: زوال النور من بياض العين وسوادها

العاشر: زوال النبض

 وهذه العلامات كلها علامات ظاهرية لانفصال الروح عن البدن وتدرك هذه العلامات بالحواس والمشاهدة

 اما لو شك بالموت كما لو تحققت بعض هذه العلامات دون بعضها فهنا لابد من التيقن بالموت بأن يؤخر الميت ثلاثة ايام فلو تغيرت رائحته وصارت نتنة فنتيقن بالموت والاّ فلاموت في البين

 اذاً هناك تصادم بين مايقوله الطب ومايقوله الفقهاء

 فالاطباء يقولون ان حقيقة الموت هي موت جذع الدماغ بينما الفقهاء يقولون ان حقيقة الموت هو خروج الروح من البدن

 وكذا بالنسبة لعلامات الموت فان الاطباء يقولون هي الامور الستة اما الفقهاء فيقولون هي الامور العشرة

 فلو كان المريض تحت اجهزة الانعاش فهنا يحصل الخلاف بين الفقهاء والاطباء فان الفقهاء لايحكمون بموته بينما الاطباء يقولون بأنه ميت

 اذاً فلو تماثل هذا المريض للشفاء فالكل متفقون على حياته وترفع عنه الاجهزة ولا اشكال

 كما انه لو لم تتمكن الاجهزة من ان تحرك قلبه ولاتتمكن من تحريك التنفس عنده فهنا يحكم بموته وترفع عنه الاجهزة لعدم الجدوى من وجودها فانه ميت

 ولكن اذا كان تحت الاجهزة وكان قلبه يدق والتنفس يجري والدورة الدموية جارية فهنا وقع الاختلاف

في هذه الحالة توجد ثلاثة اسئلة

اولا: هل يجوز رفع جهاز الانعاش مع ان الدورة الدموية موجودة والقلب ينبض والتنفس جاري؟

ثانيا: هل يجوز نزع عضو منه كالقلب او الكلية؟

ثالثا: هل تجري عليه احكام الميت من التوارث واعتداد زوجته وان تحل الديون المؤجلة والاسراع في تجهيزه؟

 فلو ثبت موته فتجري هذه الامور عدى الحالة الثانية التي فيها خلاف، فبيان الحكم لهذه الامور الثلاثة متوقف على تحقق الموت

الجواب ان حقيقة كون الموت هو موت جذع الدماغ مختلف فيها بين الاطباء أنفسهم فضلا عن الفقهاء، كما ان علامات موت جذع الدماغ الستة بعضها ظنية

 ثم انه قبل وضعه تحت اجهزة الانعاش الدقيقة كان حيا والآن وبعد وضعه تحت هذه الاجهزة هل نحكم بموته أو نقول هو حي؟

هنا نحكم بحياته لأدلة ثلاثة

الاول: الاستصحاب يقول انه حي فلابد من استصحاب الحياة وعدم رفع الاجهزة عنه

ثانيا: كون المريض تحت الاجهزة الدقيقة لايؤدي الى زواك الشك بكونه حياً

ثالثا: تحققت عدّة حالات حكم فيها الاطباء بالموت ولكن تحقق العكس واستمرت الحياة

رابعا: ان احكام الشريعة الاسلامية لاتقوم على الشك بل تحافظ على النفس وتحافظ على منشأ الحياة البشرية وهو النطفة فما لم يرد دليل قاطع على الموت وهو توقف جميع الاعضاء عن العمل لايحكم بالموت

 نعم اذا حصل يقين وجزم وقطع بان موت جذع الدماغ تتحقق به حقيقة الموت فحينها يثبت الموت بموت جذع الدماغ ولكن نفس الاطباء مختلفون في ذالك فلا يبقى اشكال ببقاء الروح

 الآن نحن نريد ان نرفع التصادم بين الفقهاء والاطباء فنقول

 يمكننا القول بان موت جذع الدماغ هو علامة من علامات الموت وليس من حقيقة الموت باضافة العلامات العشرة للفقهاء وكذا توقف القلب وكذا علامة كون الدمية لاتتحرك ولايجيب للافعال الانعكاسية فتكون العلامات ستة عشر مثلا فلامانع من القول ان موت جذع الدماغ هو امارة للموت وليس من حقيقة الموت

 فمجرد توقف القلب لايوجب الحكم بالموت فانه قد يرجع النبض بعد فترة وكذا النفس يرجع للشخص وكذا توقف الدماغ عن العمل لايؤدي الى الحكم بالموت بل نقول مات الدماغ فانه قد يتوقف الدماغ عن العمل اثرا لمؤثرات خارجية ثم يعود بعدها للعمل

 اذاً موت جذع الدماغ ليس هو حقيقة الموت بل هو من علامات الموت وكذا مجرد توقف دقات القلب ليس حقيقة الموت بل هو من علامات الموت

 ثم ان جذع الدماغ قد يتوقف عن العمل لعارض معين وبعدها يعود للعمل مرّة ثانية ومعه فلايكون موت جذع الماغ هو حقيقة الموت وانما هو من علامات الموت

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo