< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

33/03/27

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: كتاب الصوم
 الصوم كما في الروايات من أشرف الطاعات وأفضل القربات
 ولو لم يكن في الصوم الاّ الارتقاء من حطيط النفس البهيمية الى ذروة الشبه بالملائكة الروحانية لكفى به فضلاً
 ولاريب في وجوب الصوم في الشريعة المقدسة كتابا وسنة
 اما الكتاب فقد قال تعالى كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات وهو اشارة الى وجوب صوم شهر رمضان
 واما السنة فهناك روايات متواترة صحيحة وغير صحيحة
 الاولى: صحيحة زرارة عن الامام الباقر (عليه السلام) بني الاسلام على خمسة اشياء الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية
 و قال رسول الله (صلى الله عليه واله) الصوم جنة من النار فالصوم حاجز عن النار
 هناك خلاف بيننا وبين العامة يذكر في كتب الاحاديث في خصوص حديث بني الاسلام على خمسة اشياء الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية حيث ان من الامور الخمسة التي بني عليها الاسلام هي الولاية، بينما العامة عندهم بدل الولاية الجهاد
 لكننا نقول بعدم الاختلاف بين الروايات المروية عنا وعنهم فان الجهاد هو فصل من فصول الولاية وليس مخالفا للولاية، فتارة يعبر بالأصل وهو الولاية وتارة يعبر بالفرع وهو الجهاد
 الثانية: الصدوق عن هشام بن الحكم حيث سأل الامام الصادق (عليه السلام) عن علّة الصيام فقال انما فرض الله الصيام ليستوي فيه الغني والفقير وذلك ان الغني لم يجد مس الجوع فيرحم الفقير لان الغني كلما اراد شيئا قدر عليه فاراد الله تعالى ان يسوّي بين خلقة وان يضيق الغني مس الجوع والالم ليرق على الفقير ويرحم الجائع
 الثالثة: ورد في علل الشرايع وعيون الاخبار عن الامام الرضا (عليه السلام) انه قال انما امروا بالصوم لكي يعرفوا الم الجوع والعطش فيستدلوا على فقر الاخرة وليكن الصائم خاشعا ذليلا مستكينا ماجورا محتسبا عارفا صابرا على ما اصابه من الجوع والعطش فيستوجب الثواب مع مافيه من الامساك عن الشهوات ويكون ذلك واعضاً له في العاجل ورائضا لهم على اداء ماكلفهم ودليلا لهم في الاجل ليعرفوا شدة مبلغ ذلك على اهل الفقر والمسكنة في الدنيا فيؤدوا اليهو ما افترض الله لهم في اموالهم وفيها بيان على ان الناس قد امروا بالصوم وفيها اشارة الى فقر الانسان في الاخرة
 الرابعة: معتبرة عبد الحميد عن الامام الصادق (عليه السلام) في جملة حديث قال ان الله افترض على امة محمد خمسة فرائض الصلاة والزكاة والصيام والحج وولايتنا
 فلاتعارض بين رواياتنا التي افترضت الولاية وبين روايات العامة التي افترضت الجهاد
 الخامسة: صحيحة حمران بن اعين في حديث الاسلام والايمان عن الامام الباقر (عليه السلام) قال واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصيام والحج فخرجوا بذلك من الكفر واضيفوا الى الايمان فالصوم مما اجتمعوا عليه
 السادسة: محمد بن الحسن بن علي بن بابوية باسناده عن سليمان بن خالد قال قلت للامام الصادق (عليه السلام) اخبرني عن الفرائض التي افترض الله على العباد فقال شهادت ان لا اله الاّ الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة الخمس وايتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان والولاية فمن اقامهن وسدد وقارن واجتنب كل مسكر دخل الجنة فالصوم مما افترضه الله على العباد وهو معنى الوجوب
 تعريف الصوم
 فقد عرف بتعريفات متعددة
 أولا: الصوم هو الامساك عن المفطرات امساك حقيقي أو تنزيلي
 ثانيا: كف النفس عن المفطرات
 ثالثا: توطين النفس على ترك المفطرات تفصيلا أو اجمالاً
 وسبب هذه التعريفات المتعددة للصوم هو لأجل الهروب من التعريف السابق على هذه التعاريف، وهو:
 رابعا: الصوم هو ترك المفطرات
 وقد اورد على هذا التعريف اشكال وهو ان الترك أمر عدمي والله تعالى لايكلف بالأمر العدمي بل هو تعالى يكلف بالأمر الوجودي وهو الكف أي كف النفس والامساك وتوطين النفس فهذه امور وجودية
 والجواب عن هذا الاشكال
 ان كان مرادكم من العدم هو كونه شيئ أزلي والامور الازلية لايمكن ان يكلف بها لعدم قدرة المكلف عليها، فهذا اشكال باطل
 فان الأمر العدمي كما ان المكلف يقدر على إيجاده كذالك يمكن الانسان الاستمرار على تركه وهذا هو أمر وجودي
 فلاداعي للفرار من تعريف الصوم بترك المفطرات الى التعريف بالامساك و الكف او التوطين لأن ترك المفطرات اذا استمررنا عليه فهو أمر وجودي، فلاموجب للفرار من التعريف الاول
 ثم اننا نختار تعريف الصوم بالتعريف المدرسي الاول وهو (ان الصوم هو ترك المفطرات) ونفضل هذا التعريف على التعاريف الثلاثة الاخرى وذلك لأن التعريف الأول هو الموجود في الروايات
 ففي صحيحة محمد بن مسلم عن الامام الباقر (عليه السلام) قال لايضر الصائم ماصنع لو اجتنب أبع خصال طعام وشراب ونساء وارتماس فان ترك الصائم لهذه الامور الاربعة واجتنابه لها هو الصوم
 لحد الآن لم ترتفع الاشكالات عن التعريف بهذه التعريفات الاربعة
 فان مطلق الامساك والتوطين والترك والكف ليس بصوم شرعي بل هو صوم لغوي فلابد ان نقول ان الصوم هو امساك عن المفطرات وتوطين النفس عن ترك المفطرات مع النية والقصد الى الترك، فلو اكل ناسيا فهو قد قصد الاكل
 ولكن الاشكال قد يرفع بأن الأكل المنسي ليس أكلا مقصودا باعتباره مفطر بل قصد الأكل لاباعتبار انه مفطر ومعه فلاينافي التعريف
 وهناك قول يقول ان النية هي قصد الترك ولابد فيها من التقرب الى الله تعالى أيضاً، اي ترك المفطرات مع القصد الى الترك قربة الى الله تعالى
 وهذه القربة خارجة عن حقيقة الصوم فان التقرب شرط في صحة الامر العبادي لوقوعها في الليل، فالقربة خارجة عن حقيقة الصوم
 واشكال آخر وهو اشكال الدور فقد قلنا ان الصوم هو ترك المفطرات او الكف اوالامساك أو كف النفس عن المفطرات فالصوم هو ترك موانع الصوم مع النية وهذا هو الدور فان الصوم توقف على الصوم
 ولكننا نقول ان الصوم هو ترك الاكل والشرب والكذب وغير ذلك ولا نذكر المفطرات فأرتفع الاشكال

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo