< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

33/07/05

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: تعمد الكذب على الله أو رسوله أو الأئمة (عليهم السلام)
 الخامس: تعمد الكذب على الله تعالى أو رسوله أو الأئمة صلوات الله عليهم سواء كان متعلقا بامور الدين أو الدنيا وسواء كان بنحو الاخبار أو بنحو الفتوى بالعربي أو بغيره من اللغات من غير فرق بين ان يكون بالقول أو الكتابة أو الاشارة أو الكناية أو غيرها مما يصدق عليه الكذب عليهم ومن غير فرق بين ان يكون الكذب مجعولا له أو جعله غيره وهو أخبر به مسندا اليه لا على وجه نقل القول وأما لو كان على وجه الحكاية ونقل القول فلا يكون مبطلا فان أحد المفطرات هو تعمد الكذب على الله تعالى أو رسوله (صلى الله عليه واله) أو الائمة الاطهار (عليهم السلام)
 هنا نذكر أمثلة للكذب على الله وعلى رسوله وعلى الائمة (عليهم السلام) ونذكر امثلة هي من الكذب ولكنها ليست على الله ولا على رسوله ولا على الائمة الاطهار (عليهم السلام)
 اولا: اذا أخبر الانسان على الواقع كما لو قال (قال الله تعالى الحلال ما حل في اليد) مع انه يعلم ان الله تعالى لم يقل ذلك فهو من الكذب على الله وهو ان ينسب الشيئ الى الله تعالى مع علمه بانه ليس من الله تعالى
 ثانيا: اذا قال الفقيه مثلا هذا رأي الشريعة وهذا حلال في الشريعة كأن يقول ان الإسلام جوّز الرقص من النساء الى الرجال الأجانب فهو من الكذب على الله تعالى والرسول والائمة (عليهم السلام)
 ثالثا: اذا اخبر عن رأيه وفهمه واجتهاده مع انه ليس برأيه وليس من اجتهاده فهو كذب لكنه كذب على نفسه وليس من الكذب على الله تعالى ورسوله والائمة الاطهار (عليهم السلام)
 رابعا: لو نقل الفتوى عن الغير كذبا وقال هذا الرأي لي وهو فهمي مع انه ليس رأيه وليس فهمه فهو كذب على المرجع وليس على ولا على النبي ولا على الائمة الاطهار (عليهم السلام)
 خامسا: لو نقل الرواية كذبا كما لو قال (قال زرارة كذا) مع انه يعلم ان زرارة لم ينقل هذه الرواية فهو من الكذب على زرارة وليس من الكذب على الله ولا على الرسول ولا على الائمة الأطهار (عليهم السلام)
 سادسا: اذا قال في البحار هذه الرواية موجودة وهو يعلم انها غير موجودة فهو من الكذب على صاحب البحار وليس من الكذب على الله ولا على رسوله ولا على الائمة الاطهار (عليهم السلام)
 اذن هذه الموارد الأربعة الأخيرة لايوجد فيها الاّ الإثم أما الموردان الاولان وهما الكذب على الله أو على رسوله أو على الائمة الاطهار (عليهم السلام) هي كذب ومفطرة للصوم
 فلو تعمد الكذب على الله وعلى الرسول وعلى الائمة الاطهار (عليهم السلام) هل هو مفطر؟
 ذهب جمع من القدما بل مشهور القدماء الى كون هذا الكذب مفطر للصوم
 والدليل على ذلك أربعة روايات يوجد اشكال في دلالتها ونحن سنرجع هذه الروايات الأربعة الى روايتين بينما السيد الخوئي أرجعها الى ثلاث روايات
 الرواية الاولى: مارواه الشيخ الطوسي في الباب الثاني من أبواب ما يمسك عنه الصائم الحديث الأول باسناده عن علي بن مهزيار عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال سألته عن الرجل كذب في رمضان؟ فقال قد أفطر وعليه قضائه، فقلت فما كذبته؟ قال يكذب على الله وعلى رسوله
 الرواية الثانية: يرويها الشيخ الطوسي في نفس الباب الحديث 3 عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة
 فنرى ان الرواية الاولى عن عثمان بن عيسى عن سماعة وكذا الرواية الثانية هي عن عثمان بن عيسى عن سماعة فالسند واحد في كلا الروايتين
 والرواية هي: الشيخ الطوسي عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال سألته عن رجل كذب في شهر رمضان؟ فقال قد أفطر وعليه قضائه وهو صائم يقضي صومه و وضوئه اذا تعمد
 نحن نقول كما قال السيد الخوئي هاتان الروايتان مضمرتان فهما رواية واحدة لانه يبعد ان يكون سماعة قد سأل مرتين وقد سمع الحديث مرتين
 نعم نقلها سماعة مرتين بالمعنى باعتبار ان النقل بالمعنى هو المألوف
 الرواية الثالثة: موثقة ابي بصير في الباب 2 مما يمسك عنه الصائم الحديث 4 وقد نقلها المشايخ الثلاثة حيث قال سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) الكذبة تنقض الوضوء وتفطر الصائم، قال قلت له هلكنا؟ قال (عليه السلام) ليس حيث تذهب انما ذلك الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الائمة
 وهنا موثقة اخرى لابي بصير أعدها السيد الخوئي رواية اخرى بينما بالنسبة لموثقة سماعة قال يبعد ان يكون سماعة قد سئل الامام مرتين بل سمع مرة واحدة ونقل بالمعنى مرتين
 الرواية الرابعة: عن ابي بصير في الباب الثاني مما يمسك عنه الصائم قال الامام (عليه السلام) ان الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الائمة يفطر الصائم
 والسؤال في الروايات عن مطلق الكذب والجواب هو عن مطلق الكذب بانه مفطر لكن بعضها تقول ليس حيث تذهب انما ذلك الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الائمة
 فاذا أرجعنا رواية ابي بصير الرابعة الى رواية أبي بصير الثالثة فتكون لدينا روايتين فقط لاغير وهما رواية أبي بصير ورواية سماعة
 فهذه الأدلة التي قالت بان الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الائمة (عليهم السلام) مفطر هي روايات موثقة غايته هناك اشياء اخرى في الروايات فان رواية سماعة قالت قد أفطر وعليه قضائه وهو صائم يقضي صومه و وضوئه اذا تعمد فهذ الرواية فيها شيئ لايقول به احد وكذا موثقة ابي بصير حيث قالت الكذبة تنقض الوضوء وتفطر الصائم مع ان الكذبة لاتبطل الوضوء
 لذا فان مشهور المتأخرين قالوا ان الكذب على الله وعلى رسوله ليس بمفطر نعم هو موجب لنقصان الكمال في الصوم
 والمتأخرون على قسمين
 القسم الأول: من يفتي بمفطرية الكذب
 القسم الثاني: وهو المشهور لايفتي بمفطرية الكذب على الله وعلى رسوله للصوم بل يحتاط بالاحتياط الوجوبي
 المناقشات في منشأ الاحتياط الوجوبي
 المناقشة الاولى: قالوا ان هذه الروايات ضعيفة
 ولكن الصحيح ان هذه الروايات موثقة نعم هي ضعيفة على مسلك صاحب المدارك الذي لايعمل الاّ بالصحيح الاعلائي واما على مسلك من يقول بحجية الخبر الواحد من ناحية الاخبار أو من ناحية السيرة العقلائية فخبر الثقة حجة
 المناقشة الثانية: قالوا ان هذه الروايات معاضة بالروايات التي تقول ان المفطرات أربعة وهي الأكل والشرب والنساء والارتماس
 والجمع بين الروايات يوجب القول بأن الكذب على الله وعلى رسوله يوجب نقصان الكمال في الصوم فان الصوم الكامل هو ان تصوم مع الانسان جوارحه
 والجواب ان هذه المناقشة غير تامة باعتبار اننا هنا نطبق قانون الاطلاق والتقييد
 فان الروايات الحاصرة دلت على حصر الافطار بالأربعة باطلاقها فنرفع اليد عن هذا الاطلاق مع وجدان الدليل الذي يقول بان هذا من المفطرات ايضا كالدليل الدال على الافطار في صورة الاحتقان بالمائع
 ولا منافات بين الحصر وبين الأدلة المقيدة لأن الحصر ظاهر في عدم وجود مفطر اخر فاذا جاء الدليل الدال على مفطرية شيئ آخر فلابد من رفع اليد عن الحصر كما دلت الروايات على ان الناقض للوضوء هو ماخرج من الاسفلين مع ان الروايات دلت على ان الاستحاضة وزوال العقل والنوم ناقض للوضوء فنلتزم بان جميع هذه الامور ناقضة للوضوء
 وعليه فنقيد الظاهر وهو الاطلاق الذي يستفاد من الحصر
 ثم ان اصحاب هذا الاشكال قالوا ان الكذب على الله وعلى رسوله هو مثل الغيبة والنميمة والنظر الى المرأة فكما قالوا بان الغيبة مفطرة ولم يلتزم به العلماء فهنا أيضا كذلك
 ولكننا نقول ان اخبار الغيبة والنميمة هي ضعيفة ثم انه لم يعمل بها أحد بينما هذه الروايات التي تقول ان الكذب على الله وعلى رسوله موجبة لبطلان الصوم هي روايات موثقة وعمل بها مشهور المتأخرين ومعه فلايمكن قياس الكذب على الله وعلى رسوله على الغيبة والنميمة
 المناقشة الثالثة: ان هذان النصان مشتملان على شيئ لم يقل به أحد وهو ان الكذب على الله تعالى يوجب نقض الوضوء فلابد من حملها على نقض مرتبة من كمال الطهارة وبقرينة السياق فنقول ان الكذب على الله وعلى رسوله يزيل روحانية الصوم وليس هو من المفطرات للصوم
 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo