< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الجواهري

بحث الفقة

33/07/06

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: مفطرية تعمد الكذب على الله أو رسوله أو الأئمة الأطهار (عليهم السلام)
 بالنسبة الى مفطرية الكذب على الله أو على رسوله أو على أحد الائمة (عليهم السلام) قلنا ان الروايات لاتتعدى الروايتان او الثلاثة
 وقد ذكرنا المناقشة الاولى على الروايات من ناحية ضعفها فانه غير صحيح
 كما وقد ذكرنا المناقشة الثانية عليها وهي من جهة معارضتها للروايات التي تقول لايضر الصائم ما صنع اذا اجتنب اربع ايضا غير صحيحة لأن هذا الحصر الظاهر من الرواية يقيده اذا ثبتت هناك مفطرات اخرى وهي قاعدة الاطلاق والتقييد
 وننتقل الى المناقشة الثالثة
 المناقشة الثالثة: هذان النصان مشتملان على شيئ لم يقل به أحد من الفريقين وهو ان الكذب على الله تعالى أو الكذب على الرسول (صلى الله عليه واله) يوجب نقض الوضوء فلابد من حملها على نقض مرتبة من كمال الطهارة وبقرينة السياق فنقول ان الكذب على الله وعلى رسوله يزيل روحانية الصوم وليس هو من المفطرات للصوم
 وقد أجاب السيد الخوئي بان هذا لاينفع فانه لدينا جملتين وهي نقض الوضوء وافطار الصائم اما نقض الوضوء فهناك اجماع على ان ظهورها غير مراد وهذا لاينفي ظاهر الجملة الثانية وهي افطار الصائم ولذا فان السيد الخوئي ينفي قرينة السياق
 ثم يقول السيد الخوئي لو قلنا بقرينة السياق فستكون الروايات التي دمجت بين بطلان الوضوء وبطلان الصوم مجملة لقرينة السياق، ومعه فنتمسك بروايات اخرى حيث افترض وجود روايات اخرى تقول ان الكذب على الله وعلى رسوله مفطر للصوم
 نحن نقول ليس لدينا الاّ روايتين فقط وهي رواية سماعة ورواية أبي بصير ومعه فلا توجد روايات اخرى
 المناقشة الرابعة: ورود في موثقة سماعة عن رجل كذب في شهر رمضان؟ فقال قد أفطر وعليه قضائه وهو صائم يقضي صومه و وضوئه اذا تعمّد فهذه الجملة وهو صائم تجعلنا نقول بأنها تنفي كمال الصوم
 يقول السيد الخوئي وهذه الجملة وهو صائم لم يثبت وجودها في الرواية التي يرويها سماعة حيث ان سماعة نقلها بنقل آخر ومعه فلا نعلم صدور هذه الجملة من الامام (عليه السلام) أو عدم صدورها
 فيحتمل ان تكون هذه الجملة صادرة ويراد منها نفي الكمال للصوم لانفي حقيقة الصوم، ويحتمل عدم صدورها فيراد منها نفي حقيقة الصوم، وعليه فهي مجملة
 ومن هذه المناقشات الأربعة التي يذكرها الفقهاء فمنهم من اقتنع بالردود التي ذكرناها ومعه فقد ذهب الى المفطرية حيث افتى بمفطرية الكذب على الله وعلى رسوله وعلى أحد الائمة الاطهار (عليهم السلام)
 وقسم منهم اقتنع بالاشكالات على الرويات فذهب الى الاحتياط الوجوبي
 قال صاحب الشرائع بعدم المفطرية حيث قال انه اشبه وكذا السيد المرتضى وابن ابي عقيل ذهبا الى عدم المفطرية وهو من المتقدمين نعم مشهور المتقدمين يقول بالمفطرية
 وقال صاحب الجواهر صار أكثر المتأخرين ان لم يكن جميعهم الى عدم فساد الصوم بالكذب على الله ورسوله وأحد الائمة كما هو المحكي عن المرتضى من القدماء والعماني و الأحوط كون الكذب على الله ورسوله مفطرا وان كان عدم الافطار به لايخلو من قوة
 نحن نقول عندنا أدلة وعندنا مناقشات فان رجح الأدلة على المناقشات فلابد من ان يفتي بالمفطرية واذا رحج المناقشات لابد من الافتاء بعدم المفطرية واذا دار الأمر بينهما ولايمكنه الترجيح بينهما فيفتي بالاحتياط الوجوبي
 فنقول ان الروايات المتقدمة قد قرنت الافطار بنقض الوضوء والرواية الاخرى قالت أفطر وهو صائم
 أولا: أفلا يكون هذا قرينة على ان المراد من المقض هو نقض كمال الوضوء فيكون ذلك قرينة على ان المراد هو نقض كمال الصوم
 ثانيا: هل نستطيع ان ننسب هذا الحكم وهو نقض الوضوء الى الشارع على وجه القطع واليقين
 ثالثا: ان موثقة سماعة ناظرة الى مطلق الكذب وليست مختصة بالكذب على الله تعالى وعلى رسوله
 ثم اننا نخرج الآن عن القرائن داخل الروايات ونذهب الى قرائن خارجة عن الروايات وهي روايات بلغت حد التواتر وهي التي تقول ان الصوم ليس هو الكف عن الشراب والطعام بل لابد من ان يمسك الصائم عينه وفرجه ولسانه ويده عن المحرمات
 فقد ورد في الباب الثاني مما ييمسك عن الصائم ان الغيبة تفطر الصائم وتنقض الوضوء والنظرة بعد النظرة تفطر الصائم والظلم كله قليله وكثيره يفطر الصائم فهذا يكون قرينة على ان الكذب على الله وعلى رسوله لايتناسب مع الصوم الروحاني
 ولكن مع وجود كل هذه الروايات فلم يلتزم الفقهاء بهذه الروايات لانها تعبر عن الافطار المجازي بمعنى ان من يفعل هذ الامور لايحصل على ثواب الصوم فهذه قرائن خارجية تدل على ان الكذب على الله ورسوله يزيل كمال الصوم
 واذا شككنا بأن الكذب على الله ورسوله انه مفطر فهنا الأصل العملي مع من يقول بعدم الافطار فان الاستصحاب يقول ببقاء الصوم لو تحقق وشك في بقائه
 فالقاعدة تقول نحن نحتاج الى بيان ان الكذب الخاص مفطر وان الروايات المتقدمة لم نستفد منها ان الكذب الخاص مفطر لاننا شككنا في ارادة الافطار منها هل هو الإفطار الحقيقي أو هو الافطار المجازي
 فالمسألة مشكلة وفهم القدماء الافطار لايفيدنا فان فهمهم ليس بحجة علينا فهنا الفتوى بالافطار مشكلة جدا لعدم الجزم بذلك
 
 
 
 
 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo