< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

32/12/19

بسم الله الرحمن الرحیم

  المحاضرة الأخلاقية
  محمد بن يعقوب في أصول الكافي عن شاب كان يسمى بحارثة بن مالك:
  "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى اله عليه و أله صَلَّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ فَنَظَرَ إِلَى شَابٍّ فِي الْمَسْجِدِ وَ هُوَ يَخْفِقُ وَ يَهْوِي بِرَأْسِهِ مُصْفَرّاً لَوْنُهُ قَدْ نَحِفَ جِسْمُهُ وَ غَارَتْ عَيْنَاهُ فِي رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى اله عليه و أله: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا فُلَانُ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُوقِناً. ... قَالَ صلّى اله عليه و أله: إِنَّ لِكُلِّ يَقِينٍ حَقِيقَةً فَمَا حَقِيقَةُ يَقِينِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ يَقِينِي يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ الَّذِي أَحْزَنَنِي وَ أَسْهَرَ لَيْلِي وَ أَظْمَأَ هَوَاجِرِي فَعَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي وَ قَدْ نُصِبَ لِلْحِسَابِ وَ حُشِرَ الْخَلَائِقُ لِذَلِكَ وَ أَنَا فِيهِمْ وَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَنَعَّمُونَ فِي الْجَنَّةِ وَ يَتَعَارَفُونَ وَ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ وَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ وَ هُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ مُصْطَرِخُونَ وَ كَأَنِّي الْآنَ أَسْمَعُ زَفِيرَ النَّارِ يَدُورُ فِي مَسَامِعِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى اله عليه و أله لِأَصْحَابِهِ: هَذَا عَبْدٌ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالْإِيمَانِ. ... فَقَالَ الشَّابُّ: ادْعُ اللَّهَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أُرْزَقَ الشَّهَادَةَ مَعَكَ. فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى اله عليه و أله فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِ النَّبِيِّ صلّى اله عليه و أله فَاسْتُشْهِدَ بَعْدَ تِسْعَةِ نَفَرٍ وَ كَانَ هُوَ الْعَاشِرَ" [1]
  إن الرسول صلّى الله عليه و أله قال لكل شيء علامة فللنظر هل يبدو علينا شيء من التشيع لأل البيت عليهم السّلام و الولاء للإسلام؟ هل أن العلامة التي نحملها هي ما نقيم من إحتفالات في المناسبات و ما نعبر عنه من إبتهاج و سرور أم هذا لا يكفي بل يجب أن يظهر الولاء في العمل أيضا؟
  أحيانا نمارس أعمالا لا تنسجم مع ولاتنا و التزاماتنا الدينية سواء في الأمور الأخلاقية أو المالية أو السياسية، فعلينا أن نصحح ممارساتنا حتى تنسجم مع ما نتبناه و نكن له الولاء، و إلا فإن الإدعاء أمر بسيط. فيجب أن يتبلور حب علي عليه السّلام في أعمالنا فلا يغرنا بريق الدنيا كما لم يتمكن من أن يغر علينا أبدا، و على أهل العلم أن يكونوا السابقين في هذا الميدان إن شاء الله.
  كان البحث في الفرع الثالث في المسألة السادسة فذهب السيد الماتن إلى أن الأحوط أن يجتنب المحرم المخيطات الصغيرة مثل المنطاق و القلنسوة، و قد قلنا أن السبب في الإحتياط هو أن الممنوع للمحرم اللباس المخيط و في شمول أدلة المخيط للقطع الصغيرة تأمل!
  بعض المعاصرين ذكر سببا أخر لإحتياط السيد الماتن فيبدو لنا أنه غير صحيح، و هو أن السيد في إحتياطه ناظر إلى روايات الطيلسان فحذر من إستعمال الأزرار المخيطة على الطيلسان لأنها تعد خياطة قليلة فالسيد الماتن منع من إستعمال الخياطة القليلة أيضا، ثم أشكل المعاصر على السيد الماتن بأنه لا تعد هذه خياطة لأن الخياطة هي التي تمنح القماش هيئة مخصوصة الشيء الذي لم يحصل في المقام!
  يلاحظ عليه:
  أن السيد الماتن لم يكن ناظرا إلى الروايات التي ورد فيها الطيلسان بل ناظر على معاقد الإجماعات التي تقول أن كل مخيط حرام!


[1] الكافي/ ج 2. كتاب الإيمان و الكفر. باب حقيقة الإيمان و الكفر

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo