< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

33/02/17

بسم الله الرحمن الرحیم

 المحاضرة الاخلاقیة
 علی اعتاب ایام التبلیغ في العشرة الاخیرة من صغر یلزم أن ننبه علی امور:
 في البدء یجب أن نستلهم من الدعاء الذي نردده في السجدة من آخر زیارة عاشوراء:
 "اللهم لک الحمد حمد الشاکرین، لک علی مصابهم الحمد الله علی عظیم رزیتی اللهم ارزقني شفاعة الحسین علیه السلام یوم الورود و ثبت لي قدم صدق عندک مع الحسین و اصحاب الحسین الذین بذلوا مهجهم دون الحسین علیه السلام"
 إن شهري صفر و محرم هما شهرا الحزن و الأسی و ابراز جانبا من ولائنا للحسین علیه السلام و لکن الاهم في ذلک هو تبیین وتوضیح اهداف ثورة کربلا و شهدائه الابرابر و تحدید واجباتنا امام هذه الاهداف المقدسة! إن شهداء کربلا نهضوا في عصر سلطة بني امیة و رفعوا رایة الاسلام و تصدوا لمشروع العودة الی الجاهلیة الذي کان بني امیة یعملون لتحقیفه. إن الامویین کانوا أو فیاء للقیم الجاهلیة و کانو یشیرون الی ذلک باعمالهم. إن الامام الحسین علیه السلام بنهضته الجبارة تصدی لهذه الحرکة الهدامة و أروی شجرة الاسلام الذابله بدمه و بدم اصحابه و اعاد للاسلام حیویته و نشاطه!
 من خلال خطابات الامام الحسین و الامام السجاد و السیدة زینب نتمکن أن نستخلص اهداف ثوره کربلاء الخالدة.
 و لکن ماهي الوظیفة التي القیت علی عاتقنا؟ نحن نتوخی شفاعة الحسین الا أن هذه الشفاعة لاینالها المرء إلا بالاستقامة و الثبات علی طریق الحسین و اصحابه! نحن في الزیارة نقرأ: «و ثبت لي قدم صدق عندک مع الحسین و اصحاب الحسین» و هذا یعني: عندما ندعي بأننا حسینیون ینبغي أن نکون حسینین في جمیع المجالات من افکار و اخلاق و عواطف و تصرفان و إلا لیس من المقبول أن نکون یوماً حسینون و یوماً آخردون ذلک! لا یکفي اقامة العزاء وحده، یجب أن یکون العزاء الی جانب ثبات القدم لمواصلة الدرب، فهل یصح أن نقیم الغراء للحسین ثم نرتکب انواع الموبقات! حتی أن ثبات القدم قي الآخرة تجسید لثبات القدم في الدنیا!
 الأمر الآخر الذي یلزم أن نلفت نظر الناس الیه هو الوحدة و الاتفاق، الجمیع یتحدثون عن الوحدة و التضامن و لکن الاکثر یعارضون ذلک في اعمالهم! إن الوحدة لا تعني قبول کل ما یقوله المخالف! انما الوحدة هو السیر في مسار واحد علی و رغم اختلاف الآراء، خصوصاً في هذه المراحلة التي شهر الخصم سیفه في وجوهنا! فانه من دون الوحدة لا یمکن أن نصنع شیئاً فإن الامام امیرالمؤمنین و هو الاعلم بهذه الامور کان یقول:
 «أغض علی القذی و إلا لم ترض ابدا» [1] اي غض الطرف عن صغائر الامور و إلا لم ترض ابدا.
 و علیه إنّ التضارب في الاراء و الاذواق لا یضر عند ما تکون الاصول و الاهداف مشترکة!
 الامر الثالث: أن الفساد الاخلاقي قد تفشی بفعل الفضائیات، و مواقع الانترنیت، و محطات الإرسال الملوثة مع اصرار الإعداء علی نشر الانحلال، فإن ذلک أدی الی أن تتفاقم المشاکل و تضطرب الاوضاع الاجتماعیة.
 یلزم علی الخطباء في هذه الظروف الصعبة الحدیث عن المسائل الاخلاقیة بطریقة مؤثره و بناءة و تبیین آثار ذلک للناس و أنها لا ترتبط بالقیامه فقط بل تنعکس علی الحیاة الدنیا ایضاً، فإن الانحلال و السفور یؤديان الی تفکک الأسر و أن الاطفال التائهین یمثلون معضلة اجتماعیة کبری.
 الامر الرابع: یجب بیان الاحکام الفقهیة للناس لأن لذلک اهمیة بالغة لهم و لالتزامهم الدیني!
 الامر الخامس: یلزم بیان الأمور الاعتقادیة لانه لو لم ترسخ المعتقدات و أن لم یشعر الانسان أن الله یری اعماله لا تنجح عملیة الاصلاح! تقول الآیة الکریمة: ما یلفظ من قول ألا لدیه رقیب عنید.
 الامر السادس: ینبغي أن لا نغفل عن التبلیغ المباشر وجهاً لوجه کما یجب علی الخطیب أن یؤدي حق خطاباته بالاستعداد لها من خلال المطالعة و التفکیرایجادین!
 عنوان البحث الفقهي: تداخل المسببات
 متابعة لبحث تداخل الاسباب و المسببات نبحث امرین:
 الاول: یقول بعض الاعلام و منهم فخر المحققین ابن العلامة:
 أن مسألة تداخل الاسباب تتوقف علی أن الاسباب الشرعیة هل تعد معرفات ام مؤثرات؟ إن قلنا أنها مؤثرات فالاصل عدم التداخل لأن التأثیر یعني الحدوث عند الحدوث و کل سبب یستلزم اثراً خاصا به و إن کانت الاسباب الشرعیة معرفات أي خاصاً به و إن کانت الاسباب الشرعیة معرفات أي یکون بمعنی الثبوت عند الثبوت فالأصل هو التداخل.
 ایضاحاً نقول: إن المعرف بمعني المؤثر أي عندما یأتي الشرط ینکشف أن الجزاء ثابت سواء کان ثابتاً من قبل او انه ثابت للتو فالمعرف یخبر عن وجوده فحسب لا اکثر، علی سبیل المثال لو حصل سبب افاد أن في ذمتک کفارة فإن ذلک لا یتعارض مع ثبوت الکفاره بشرط آخر وهذا الشرط الثاني ینبؤ عن ثبوت الکفارة من قبل لا اکثر!
 یلاحظ علیه:
 قد اوضحنا قبل ذلک أن العلل و الشرائط کلها تفید الحدوث عند الحدوث و إن کل شرط یتطلب جزاءه الخاص إن السبب الجدید یکشف عن مسبب جدید لانه یخبر عن مسبب حصل بسبب آخر.
 الثاني:
 إن السید الماتن في کتابه؛ «تهذیب الاصول» تحدث بالتفصیل عن أن الحدوث علی نوعین:
 1.أن یکون بمعنی حدوث تکلیف جدید.
 2.أن یکون بمعنی حدوث تأکید فحسب بمعنی تأکید أن الکفارة التي حدثت في الأمس مثلا یجب علیک ایتانها، و التأکید و إن افاد الحدوث و لکن لا یفید تکلیفاً زئداً یثبت في عاتق المکلف!
 فما لم نتمکن من اثبات أن الحدوث عند الحدوث یفید التأسیس لا یمکن دعوی عدم التداخل لانه قید یکون بمعنی التأکید لا اکثر! و من العجب أن السید الماتن یقول أن:
 هنا اطلاقان:ظهور الشرط في التاسیس و ظهور الجزاء في التأکید لأن الجزاء ظاهر في صرف الوجود و عدم التکرار، فهذان الظهوران یتعارضان و ظهور الجزاء یتقدم و هذا یقتضي القول بالتداخل ! لأن الجزاء ظاهر في صرف الوجود!
 و یرد علیه:
 إن ظهور القضیة الشرطیة في التأسیس مقدم علی ظهور الجزاء في التأکید لأن ظهور الشرطیة لفظي و ظهور الجزاء یحسب مقدمات الحکمة!


[1] .نهج البلاغة، کلمات قصار 213.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo