< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

33/04/21

بسم الله الرحمن الرحیم

 عید النیروز
 في عید النیروز ثلاثة آراء متضاربة:
 الاول یقول أنه عید اسلامي أثري و قد ورد فیه اخبار فیلزم قبوله مطلقاً.
 و الثاني یقول أنه بدعة و مخالف للشرع فیلزم معارضته لانه لا وجود لمثل هذا العید في آداب الدین الاسلامي و مناسکه .
 والثالث: یقول أنه تقلید قومي لا اسلامي و فیه جوانب ایجابیة و کما فیه جوانب سلبیة فیلزم الأخذ بجوانبه الایجابیة و رفض جوانبه السلبیة امتثالاً للآیة الکریمة:
 "الذین یستمعون القول فیتبعون أحسنه اولئک الذین هداهم الله و اولئک هم اولوا الألباب" [1]
 إن هذه الآیة تعم الافعال ایضاً و فلا تختص بالأقوال، إن طبیعة الأشیاء في الوجود علی هذه الشاکلة فانه تنبت الی جانب الورود اشواک و الانسان العاقل یقتني الورود و یدع الاشواک فمن یهجم علی الورودلا قتطافها فتجرح الاشواک یدیه فان مثل هذا لا یعد عاقلاً.
 و من الایجابیات التي یمکن أن یقوم بها الانسان في هذه المناسبة هو أن یقوم بتطهیر داخلته - اي بیت قلبه - من الرذائل الاخلافیة کما یطهر بیت سکنه من الاوساخ.
 و منها أن اکثر الناس عند تحویل السنة یلجئون الی المراکز الدینیة فیدعون الله لحسن عاقبتهم و اصلاح امر دینهم و دنیاهم فیدعون ربهمبشیتی السبک مثلاً بقولهم : حول حالنا الی احسن الحال!
 و منها: ادخال السرور علی القلوب فإنّ البعض في ایام العید یسعفون ارحامهم من البائسین، فإنّ اسعاف المحتاجین من افضل العبادات لأن افضل الاعمال هي ادخال السرور في قلوب المؤمنین.
 و منها: یتدفق الحب في القلوب في هذا العید فان الناس یصل بعضهم بعضا و القطیعة تتبدل الی وئام و وفاق فإن الدین الاسلامي یحث علی تألیف القولب و صلة الارحام و الصفح عند الخصومة.
 و منها: إن الانسان في هذه الایام یستعید قوته و یزول عنه تعب السنة لیستأنف عمله بحیویة ونشاط و قد اوصی الدین الاسلامي الحنیف بأن یخصص الانسان لنفسه ساعة للترفیه و التنزه و لذلک ورد في الحدیث:
 "ساعة یخلو فیها یحظ نفسه من الحلال فإن هذه الساعة عون لتلک الساعات" [2]
 إن هذه النزهة تعد امراً مساعداً للحظات العمل و العبادة.
 جمیع هذه الامور هي مواضع اهتمام الدین الاسلامي فلا داعي لمعارضتها و لا مبرر لشطبها بذریعة أن النیروز من مخلفات المجوس فیجب الغاؤه! إن الاسلام رحب ببعض سلوکیات العصر الجاهلي الایجابیة مثل حسن الظیافة و النجدة و اغاثة الملهوف و مع ذلک رفض کل ما یمت الی الخرافات بصلة انذاک!
 و اما السلبیات التي قد تنشأ من طبیعة هذه المناسبة:
 1.الاسراف و التبذیر و المنافسة في التجملات، فإنه من جملة ذلک التنافس تغییر ظاهر البیوت و ما فیها. فإن الحیاة کلما کانت بسیطة فهي اکثر روحانیة و اشد صفاء.
 2.التلوث بالمعاصي و الشهوات و السفرات الآثمة و قیام المجالس المفعمة بالموبقات!
 3.العمل بالقضایا الخرافیة فإنه لا ینبغي الأخذ بخرافات الآباء و الاجداد فإن الباري سبحانه قد ذم هذا السلوک بقوله:
 "بل قالوا إنا وجدنا آباءنا علی أمة و إنا علی آثارهم مهتدون" [3]
 إن المراسم التي تقام في آخر لیلة اربعا من السنة هي من تلک الخرافات و العادات الباطلة التي یجب الاحتراز عنها.
 ***
 عنوان البحث: حکم هوام الجسد للمحرم
 کان البحث في قتل الحشرات و هو الثاني عشر من تروک الاحرام، وصل بنا البحث الی الفرع الثالث منه و هو القاء الحشرات! یقول السید الماتن في ذلک: و لا یجوز القاؤه من الجسد.
 هل أن السید الماتن یرید بالالقاء هو الالقاء عن الجسد ام الا عم من الجسد و الثوب؟ عبارته تحتمل الوجهین معاً، مهما یکن من شيء یلزم دراسة مفاد الادلة لیتضح الأمر في ذلک.
 الاقوال:
 ففي المستند:
 "ذکر حمرته جماعة و قیل باتفاق الاصحاب ظاهرا علی حرمة القملة و عن الغنیة نفی الخلاف عنه" [4]
 و قوله: عن الغنیة نفي الخلاف عنه، اي القاء القملة عن الجسد!
 و في الریاض بعد حکایة الکراهة في القملة قتلاً و القاء قال:
 "و لا یخلوا عن قوة لو لا اتفاق الاصحاب ظاهرا علی حرمة القاء القملة... و حینئذ یتعین في القملة القول بالحرمة قتلا و القاء و یشکل في غیرها من سائر هوام الجسد خصوصا الالقاء بل الظاهر جوازه و ام القتل فالاحوط التجنب عنه" [5]
 إذن في المسألة ثلاثة اقوال:
 الاول: عدم الجو از و هو قول المشهور و قد افتی به السید الماتن.
 الثاني: الکراهة قتلاً و القاء و هو رأي بعض المحدثین.
 الثالث: التفصیل الذي ذهب الیه صاحب الریاض و هو حرمة قتل القملة و کراهة قتل غیرها.
 الأدلة:
 الروایات علی ثلاثه طوائف
 الطائفه الاولی: الروایات الدالة علی الحرمة
 "محمد بن الحسن بإسناده عن موسی بن القاسم عن عبد الرحمن عن حماد بن عیسی قال سألت أبا عبدالله علیه السلام عن المحرم یبین القملة عن جسده فیلقیها قال یطعم مکانها طعاما" [6]
 هذه الروایة صحیحة سنداً و اما دلالة فلم یرد فیها نهي و غایة ما تفیده هو الکفارة، من لزوم الکفارة نکتشف الحرمة! و علیه لو ثبت انه لا کفارة في ذلک تسقط دلالة الروایات علی الحرمة.
 و ما ینبغي إلانتباه الیه أن هذه الروایة خصت القملة بالذکر و لکن بما أن القملة لا خصوصیة فیها فیمکن القول أن القمله وردت من باب المثال.
 "و عنه عن أبي جعفر عن عبد الرحمن عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي عبدالله علیه السلام قال سألته عن المحرم ینزع القملة عن جسده فیلقیها قال یطعم مکانها طعاما" [7]
 إن دلالة هذه الروایة کسابقتها و هي صحیحة سنداً.
 "و عنه عن حسین بن أبي العلاء عن أبي عبدالله علهی السالم قال المحرم لا ینزع القملة من جسده و لا من ثوبه متعمداً و إن قتل شیئا من ذلک خطأ فلیطعم مکانها طعاما قبضة بیده" [8]
 إن هذه الروایة صریحة في النهي عن أنه لای یجوز القاء القملة عن البدن و الثوب عمداً مع أنها توجب الکفارة و اما سندا فلم یرد توثیق صریح في الحسین بن علاء و لذلک توصف روایاته بالحسنة!
 "و عنه عن الجرمي عن محمد بن أبي حمزة و درست عن ابن مسکان عن الحلبي قال حکحکت رأسي و أن ا محرم فوقع منه قملات فأردت ردهن فنهاني و قال تصدق یکف من طعام" [9]
 الروایة صحیحة سنداً و اما دلالة نستفید الحرمة فیها من وجوب الکفارة!
 "عن حریز عن أبي عبدالله علیه السلام قال إن القراد لیس من البعیر و الحلمة من البعیر و رواه الکلیني عن علي بن ابراهیم عن أبیه عن حماد عن حریز مثله و زاد بمنزلة القملة من جسدک فلا تلقها و ألق القراد" [10]
 إن الروایة صحیحة سنداً و هي تقول أن الحلمة بمنزلة القملة من جسدک فکما لا یجوز القاء القملة لا یجوز القاء الحلمة من البعید.
 "عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصیر قال سألته عن المحرم ینزع الحلمة عن البعیر قال لا هي بمنزلة القملة من جسدک " [11]
 قد فسروا الحلمة بتفسیرات مختلفة فالبعض قال أنها قراد صغیر و بعض أخر قال أنها نوع من الدود، و بعض قال انه قراد خشن.
 الا أن المعنی الاخیر لا ینسجم مع الروایات لأن الامام قال بجواز القاء القراد فکیف هنا ینهی عنه؟


[1] .سورة زمر، آیة 18.
[2] .بحار الانوار، ج12، ص 71، ح 14.
[3] .سورة الزخرف، آیة 22.
[4] . المستند ، ج11، ص 390.
[5] .الریاض، ج6، ص289.
[6] .الوسائل، باب 15، ابواب بقیة الکفارات، ح1.
[7] .الوسائل، باب 15، ابواب بقیة الکفارات، ح 2.
[8] .الوسائل، باب 15، ابواب بقیة الکفارات، ح3.
[9] .الوسائل، باب 15، ابواب بقیة الکفارات، ح 4.
[10] .الوسائل، باب 80، ابواب تروک الاحرام، ح 2.
[11] .الوسائل، باب 80، ابواب تروک الاحرام، ح 3.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo