< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

33/05/26

بسم الله الرحمن الرحیم

 عنوان البحث: محاضرة الاخلاقية
 كانت المحاضرة الاخلاقية السابقة عن صدر رواية داود الرقي وفي هذه المحاضرة عن ذيلها، وأما الرواية:
 مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ مِنْ عِبَادِيَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَاداً لَا يَصْلُحُ لَهُمْ أَمْرُ دِينِهِمْ إِلَّا بِالْغِنَى وَ السَّعَةِ وَ الصِّحَّةِ فِي الْبَدَنِ... فَلَا يَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ عَلَى أَعْمَالِهِمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِي فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا وَ أَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَفْنَوْا أَعْمَارَهُمْ فِي عِبَادَتِي كَانُوا مُقَصِّرِينَ غَيْرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِمْ كُنْهَ عِبَادَتِي فِيمَا يَطْلُبُونَ عِنْدِي مِنْ كَرَامَتِي وَ النَّعِيمِ فِي جَنَّاتِي وَ رَفِيعِ دَرَجَاتِيَ الْعُلَى فِي جِوَارِي وَ لَكِنْ فَبِرَحْمَتِي فَلْيَثِقُوا وَ بِفَضْلِي فَلْيَفْرَحُوا وَ إِلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِي فَلْيَطْمَئِنُّوا فَإِنَّ رَحْمَتِي عِنْدَ ذَلِكَ تَدَارَكُهُمْ وَ مَنِّي يُبَلِّغُهُمْ رِضْوَانِي وَ مَغْفِرَتِي تُلْبِسُهُمْ عَفْوِي فَإِنِّي أَنَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ وَ بِذَلِكَ تَسَمَّيْتُ [1] .
 فالباري جل وعلا يقول في ذيل الرواية: لا يعتمد العاملون على أعمالهم لأنهم مهما اجتهدوا واتعبوا أنفسهم لا يبلغوا كنه عبادتي ولا يفوزوا بما أعطيهم من الجنة ومن درجات القرب فلو لا فضلي ورحمتي لا تستطيعون أن تبلغوا شيئاً من ذلك. ولذا يلزم ان لا تعتمدوا على الأعمال بل على فضلي ورحمتي وافرحوا بذلك واحسنوا الظن بي!
 ـ ومن هنا قيل أن الاجر من باب التفضل لا الاستحقاق ـ ، عند ذاك تنزل عليهم رحمتي ومن تفضلي يبلغوا رضواني ومن مغفرتي يتمتعون بعفوي، اني أنا الله صاحب الرحمة العامة لجميع الناس والرحمة الخاصة بالمؤمنين! وقد سميت نفسي بالرحمن الرحيم.
 ومن هذه الروايات يظهر أنه يجب أن لا يغتر الإنسان بأعماله الحسنة فمثلا عندما نجد الذي تتوقف كليتاه عن العمل ـ لا سامح الله ـ يخضع لعمل جهاز الديالز لتنقية دمه من مئات السموم، في كل اسبوع عدة مرات ولساعات في كل مرة، ومن خلال ذلك لا حياة له ولا ممات! اعاذنا الله وإياكم! فالكلية السالمة كم هي ضرورية لحياة الإنسان وكذلك الأعضاء الأخرى من البدن! فلا نستطيع أن نشكر حتى واحدة من هذه النعم الفضيلة! فلو لا فضل الله وعنايته لا نستطيع أن نعمل شيئاً أصلاً! إذن لا داعي للغرور والعجب!
 عندما يقول الرسول الأعظم مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ وَ مَا عَرَفْنَاكَ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ! فكيف بنا نحن؟! يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ وَ طُولِ الطَّرِيقِ وَ بُعْدِ السَّفَر!
 ***
 عنوان البحث الفقهي: حكم إزالة الشعر للمحرم
 كان البحث في السادس عشر من التروك، قد تطرقنا إلى بعض الأمور في ذيل الفرع الأول وبقي الأمر الرابع والأخير وهو من إفادات صاحب الجواهر: لو انقطع عضو من أعضاء البدن وعليه شعر هل يجري عليه حكم إزالة الشعر أم لا؟ كما لو انقطع عضو أو قطعة لحم أو جلد من بدن الإنسان في حادث سير ـ وان عدت حالة اضطرار ـ فهل عليه فدية أم لا؟ وسيأتي انه في حال الاضطرار تثبت الكفارة لإزالة الشعر!
 والجواب: لا تثبت كفارة لأنه لا تصدق الإزالة عرفاً فالروايات منصرفة عنها لأنها تشير إلى الإزالة بالحلق والنتف والجز.
 الفرع الثاني:
 يقول السيد الماتن (قدس سره): سواء كانت الإزالة عن نفسه أو عن غيره ولو كان محلاً! في هذا الفرع أربع صور:
 1ـ أن يزيل المحرم شعر بدنه.
 2ـ وأن يزيل شعر محرم آخر.
 3ـ أن يزيل محل شعر محرم.
 4ـ أن يزيل محرم شعر محل.
 قال صاحب كشف الغطاء في عبارة جامعة: لیس للمحرم و لا للمحل حلق رأس المحرم اجماعا علی ما فی التذکرة و المنتهی للآیة، فإنَّ حلق الرجل رأس نفسه نادر و لکن لا فدیة علیهما عندنا لو خالفا، کانا بإذن المحلوق او لا، للأصل من غیر معارض. و أوجب أبو حنيفة على المحرم الحالق بأمر المحلوق صدقة أو لا بأمره الفدية بأن يفدي المحلوق و يرجع على الحالق [2] .
 قد تمسك في حلق رأس الآخر بالآية: (و لا تحلقوا رؤوسکم) مع أنها لا تشير إلى حلق الآخر ولكن بما أن الإنسان نفسه لا يستطيع أن يحلق رأس نفسه فحمل الآية على حلق الآخر محلاً كان أو محرماً!
 يقول صاحب الجواهر في ذلك: ان الظاهر عدم الخلاف بل و لا اشکال فی عدم جواز ازالة المحرم شعر محرم غیره بل في المدارك الإجماع عليه و لعله كذلك، اما شعر المحل فعن الشیخ فی الخلاف جوازه و لا ضمان و عن التهذیب لا یجوز له ذلك [3] .


[1] کافی، ج 2، ص ، حدیث 4.
[2] ج 6، ص 494.
[3] ج 18، ص 381.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo