< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

33/11/17

بسم الله الرحمن الرحیم

 المحاضرة الاخلاقية
 عن الإمام الهادي (عليه السلام): مَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِهِ كَثُرَ السَّاخِطُونَ عَلَيْهِ [1] .
 وقد ورد عن أئمة آل البيت (عليهم السلام) مثل ذلك. والدليل على صحة هذا الكلام هو أن الباري سبحانه قد اودع غريزة حب الذات في الإنسان، فإن هذه الغريزة ضرورية لاستمرار الحياة فان الدافع وراء جلب المنفعة ودفع الضرر هو هذه الغريزة كما انها المحفز للإنسان للتكامل مادياً ومعنوياً والإنسان بما انه يحب نفسه يسعى لتطوير نفسه، ولو لا حب الذات لما سعى الإنسان لحماية نفسه عن الاخطار التي تحيط به، في الواقع أن حب الذات وسيلة لتطور الإنسان بل أن جميع غرائز الإنسان سبب لتطوره وتكامله!
 إلاّ أن حب الذات مع ما لها من دور ايجابي في تطور الإنسان وتكامله إذا تجاوز حده وتبدل إلى ما يسمى بالنرجسية يتحول إلى معضلة في حياة الإنسان، ففي هذه الحالة يسعى الإنسان إلى ترجيح مصالحه الشخصية على مصالح الآخرين مما يؤدي إلى سخط الناس عليه! مثل هذا الشخص يحاول أن يبرر اخطاءه ويعمل على أن يعتبر عيوبه حسنات فإذا كان جبانا يعتبر ذلك من باب الحيطة وإذا كان بخيلاً بعد ذلك من باب الاقتصاد وهكذا! إن مثل هذا الشخص سيكون منبوذاً عند الناس ومغضوباً عليه! ما قدمناه كان على المستوى الفردي إلاّ أن الأمر لا يقتصر على الأفراد بل يعم الأحزاب والجهات والدول كذلك، فيجب علينا أن نلحظ إلى جانب القوة نقاط الضعف أيضاً ولو لم نعترف بالعيوب على المستوى الرسمي فان ذلك يؤدي إلى السخط الشعبي فعلى الجميع أن يتكاتفوا ويتعاونوا ويعملوا على حل مشاكل الناس بعد الاذعان بالعيوب.
 ***
 عنوان البحث الفقهي: حكم الطهارة بالتيمم في الطواف
 قد اسلفنا بأنه من لا يستطيع الوضوء أو الغسل فعليه أن يتيمم.
 من الملفت في باب الطواف هو انه لم ترد حتى رواية واحدة عن التيمم في هذا الباب غير أن صاحب المستدرك اورد في باب الحج رواية تشير إلى التيمم وقد نقلها من كتاب فقه الرضا ولم يعلم بأنها رواية لأن ما ورد في كتاب فقه الرضا اشبه بالفتاوى منها إلى الروايات!
 هذه الرواية لو قلنا أنها رواية ـ لا تدل على صحة التيمم في الطواف لأن هذا التيمم للخروج من المسجد فحسب، مع أن هذا التيمم لا أثر له لأن الحائض لا تطهر به! وتيممها مستحب لأنه يتضمن احتراما للمسجد!
 وأما الفرع الثاني فالحكم فيه وهو الاحتياط مع رجاء ارتفاع العذر فعليه الصبر إلى أن يضيق به ضيق الوقت فإن مسألة البدار لا تقتصر على هذا المورد لأنها تعم كل موضع تشترط فيه الطهارة فمثلاً عند فقد الماء يستطيع الإنسان التيمم عند أول الوقت لكي يحصل على فضيلة الصلاة في أول اوقاتها؟!
 في مسألة البدار حالات لأن الإنسان قد يتيقن بأن لا يحصل على الماء إلى آخر الوقت وأخرى يتيقن بحصول الماء إلى آخر الوقت وتارة يظن وأخرى يحتمل!
 قد تعرض السيد في العروة لهذه المسألة وعالجها السيد الحكيم أفضل من غيره في المستمسك [2] .
 سنأتي بملخص البحث في المسألة وقد اختلفت أقوال العلماء فيها فكثير منهم قال بجواز البدار وبعضهم قال بالمنع.
 والروايات على طائفتين، فطائفة عامة مثل التراب أحد الطهورين وأن رب الماء ورب التراب واحد! بحسب هذه الروايات عندما يكون الماء كالتراب فتصح المبادرة في أول الوقت بالتيمم كما يصح بالماء!
 والطائفة الثانية الروايات الخاصة وعمدتها وردت في البابين 14 و 22 من أبواب التيمم، وقد ورد فيها أن الإمام أجاب على سؤال سائل: لو تيمم الشخص ثم وجد الماء في آخر الوقت فهل عليه أن يعيد؟ قال لا. وهذا يدل بالمفهوم أن البدار جائز وإلا فإنه لا وجه لإطلاق الإمام!
 وللبحث صلة!


[1] بحار الانوار، ج 75، ص 369، حدیث 4.
[2] ج 4، ص 44.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo