< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

33/11/29

بسم الله الرحمن الرحیم

 عنوان البحث: حكم الطهارة والاختتام في الطواف
 كان البحث في أن الطائف قد تذكر أنه لم يطهر البدن واللباس وقد طاف بهما، قلنا ان السيد الماتن الزم بالإعادة احتياطاً، ولكن صاحب الجواهر وغيره حكموا بالصحة. وقد أقام صاحب الجواهر أدلة على صحة طواف الناسي:
 الأول: رواية يونس حيث قال أنها تشمل الناس أيضاً. وقلنا أنها تختص بالجاهل.
 الثاني: هو حديث الرفع وقد قلنا يصح التمسك به في المقام لأنه قد ورد فيه: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان، وهو يرفع الحكم الوضعي كما يرفع التكليفي.
 الثالث: اصالة البراءة.
 ونحن نذهب إلى أنه في النظرة الأولى أن الأصل الجاري هنا هو الاشتغال لأن الاشتغال اليقيني بالطواف يقتضي البراءة اليقينية منه ولا تحصل البراءة اليقينية مع النسيان.
 ولكنه دليل شرطية الطهارة في اللباس والبدن هو حديث يونس ولا اطلاق ولا عموم بعده في المسألة كي نتمسك بهما، وحديث يونس يختص بحالة الجهل دون النسيان، وعليه لا يصح ما ذهب إليه صاحب الجواهر من القول بالبراءة في المقام.
 وأما حديث الموازنة بين الطواف والصلاة في تعميم حكم النجاسة المنسية في الصلاة إلى النجاسة المنسية في الطواف، فيرد عليه:
 أولاً: حديث الموازنة لا يدل على المماثلة في كل التفاصيل وإنما المماثلة في الكليات مثل أصل الطهارة والنية وما شابه فحسب بمنتهى اطلاق الحديث، وإن شككنا في أن الاطلاق يعم التفاصيل فالإطلاق يسقط عن الاعتبار!
 مهما يكن من شيء فنحن نقول بالبراءة ويبدو أن السيد الماتن لم يقبل ما ورد في رواية يونس، ولأجل الخلاف الواقع في أقوال الفقهاء قال بالاحتياط ولكن نرى أن الاحتياط هنا في عدم الاحتياط لأن ذلك يؤدي إلى احراج الحجيج وإتعابهم!
 وما يلزم الإشارة إليه هنا هو أن رواية يونس تختص بالدم ولكن بما أنه لا فرق بين النجاسات، نعمم الحكم إلى الموارد الأخرى بإلغاء الخصوصية!
 ***
 قال السيد الماتن: الرابع ان یکون مختونا و هو شرط فی الرجال لا النساء و الاحوط مراعاته فی الاطفال فلو احرم الطفل الاغلف بامر ولیه او احرمه ولیه صح احرامه و لم یصح طوافه علی الاحوط فلو احرم باحرام الحج حرم علیه النساء علی الاحوط و تحل بطواف النساء مختونا او الاستنابة له بالطواف بعد الاختتان و لو تولد الطفل مختونا صح طوافه.
 في المسألة ثلاثة فروع:
 الأول: أن يكون الرجل مختوناً دون النساء.
 الثاني: الاحوط مراعاته في الأطفال.
 الثالث: ولو ولد الطفل مختوناً صح طوافه.
 الختان شرط في الطواف وان لم يكن شرطاً في الصوم والصلاة، وأما النساء فالختان فيهن ممكن وهو قطع قسم من قطعة في اعلا الجهاز الانثوي وقد أشارت إليه الروايات إلاّ ان نحن نشكل في ذلك!
 قبيل معالجة الموضوع نبحث أصل الختان في الشريعة الإسلامية وقد عالج صاحب الجواهر المسألة في المجلد 31 في أحكام الأولاد ص 260 و 261 فهو يقول:
 و هو واجب علی کل مسلم بالاجماع؟ بالضرورة من المذهب و الدین التي استغنت بذلك عن تضافر النصوص کغیرها من الضروریات و في حدیث السکوني [1] : انه اذا اسلم الرجل اختتن و لو بلغ ثمانین.
 وقد ورد في كثير من الروايات أن الختان سنة وهذا لا يعني الاستحباب بل يعني انه ورد في الأحاديث على لسان الرسول الكريم ولم يرد في الكتاب العزيز ولذلك ورد في حديث أن الإمام علي بن موسى عندما كتب الواجبات الإسلامية إلى المأمون قال: الختان واجب [2] .


[1] الوسائل، باب 55 من احکام اولاد، حدیث 1.
[2] الوسائل، باب 52 من احکام اولاد، حدیث 9.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo