< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه - کتاب الحج

آیة الله مکارم الشیرازي

34/07/19

بسم الله الرحمن الرحیم

 المحاضرة الاخلاقية
 روي عن الإمام الهادي (عليه السلام) أنه قال: الْحَسَدُ مَاحِقُ الْحَسَنَاتِ وَ الزَّهْوُ جَالِبُ الْمَقْتِ وَ الْعُجْبُ صَارِفٌ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ دَاعٍ إِلَى الغَمْطِ وَ الْجَهْلِ وَ الْبُخْلُ أَذَمُّ الْأَخْلَاقِ وَ الطَّمَعُ سَجِيَّةٌ سَيِّئَة [1] .
 إن الإمام الهادي (عليه السلام) في الفقرة الأولى من هذا الحديث يشير إلى أن الْحَسَدُ مَاحِقُ الْحَسَنَاتِ يعني يمحي الحسنات وأعمال الخير.
 وفي الثانية يقول: وَ الزَّهْوُ جَالِبُ الْمَقْتِ إن الشعور بالتفوق يجب غضب الآخرين لأن الناس لا يحبون من يستخف بهم!
 وفي الثالثة: الْعُجْبُ صَارِفٌ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ إن الاعتداد بالذات يعيق طلب العلم لأن الذي يشعر بالكفاية لا يسعى إلى طلب العلم كما أن ذلك يؤدي بالمرء إلى تحقير الناس لأنه يرى نفسه أعلى من الآخرين.
 في موضوعة التكبر مفاهيم متقاربة مثل الكبرياء، وحب الذات والزهو، جميع هذه الصفات مذمومة ويلزم اجتنابها.
 وفي الرابعة: وَ الْجَهْلِ وَ الْبُخْلُ أَذَمُّ الْأَخْلَاقِ إن الجهل والبخل أذم الصفات الأخلاقية لأنهما مصدران لها!
 والخامسة: وَ الطَّمَعُ سَجِيَّةٌ سَيِّئَة وهي الطمع خصلة سيئة ضد جميع الناس!
 إن الإمام (عليه السلام) عد ستة خصال لو تجنبها الإمام لأصبح شخصاً نموذجياً.
 إن الإمام بفضل إحاطته بالأخلاق والمعتقدات بين خلال سطرين منظومة أخلاقية إلاّ أن العمل بذلك صعب فعلى الإنسان أن يتوكل على الله لمعالجة هذه الرذائل والتحلي بالفضائل الأخلاقية.
 * * *
 عنوان البحث الفقهي: السعي في الطريق الجديد
 تقدم أن المسعى السابق أختص بالسعي من المروة إلى الصفا وقد أعدوا إلى جانبه مساراً آخر بعرض عشرين متر للسعي من الصفا إلى المروة. وعليه هل أن في السعي على المسار جديد صحيح أم فيه إشكال؟
 قلنا إنه لا إشكال في ذلك بدليلين:
 الأول: إن هذا السعي في حافة جبلي الصفا والمروة والسعي في المسار الجديد أيضاً سعي بين الجبلين.
 الثاني: عندما يبدأ الساعي من الصفا يستمر في سعيه في مسار بيضاوي الشكل يسير في الطريق الجديد ثم يعود من المروة في مسار بيضاوي الشكل أيضاً وتقدم أنه لا يلزم أن يكون السعي في خط مستقيم وعليه إن هذا الشخص ينحرف من الطريق المستقيم لا من الصفا، حتى في المسار السابق عندما كان الساعي يسير في منتهى انحناء الطريق، كان يسير في ضمن قطره عشرين متراً ولم يكن إشكال في ذلك.
 بل إنه قيل أن المسعى في سالف الزمن كان أوسع مما عليه الآن وبعضه كان في المسجد، فما قال العلماء إنه لا تصح الحركة من الصفا ثم الدخول من باب من أبواب المسجد [2] .
 والخروج من باب آخر باتجاه المروة هذا يختص بالزمان الذي كان المسجد منحسرا وكان الدخول في مسجد الحرام يؤدي إلى انحناء غير متعارف بحيث لا يصدق عليه السعي بين الصفا والمروة.
 المسألة السادسة: يعتبر عند السعي إلى المروة أو إلى الصفا الاستقبال إليهما، فلا يجوز المشي على الخلف أو أحد الجانبين، لكن يجوز الميل بصفحة وجهه إلى أحد الجانبين أو إلى الخلف، كما يجوز الجلوس و النوم على الصفا أو المروة أو بينهما قبل تمام السعي و لو بلا عذر [3] .
 في المسألة فرعان:
 الأول: استقبال الصفا مع جواز الميل بصفحة الوجه إلى أحد الجانبين أو الخلف.
 الثاني: جواز الجلوس وسط السعي فوق الصفا والمروة أو في الطريق من دون عذر بل يستطيع النوم.
 البحث في الفرع الثاني أسهل من البحث في الفرع الأول، مع أن هناك فروع آخره زائداً على الفرعين المذكورين مثل السعي زحفاً أو على الأيدي والأرجل!


[1] بحار الأنوار، ج 69، ص 199.
[2] رياض المسائل، ج 14، ص 120.
[3] تحرير الوسيلة، ج 1، ص 438.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo