الأستاذ السید المکي
بحث الفقه
34/10/18
بسم الله الرحمن الرحیم
الموضوع: الفقه \ احكام الاموات\
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على سيدنا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا وطبيب نفوسنا ابي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين .
احكام الاموات
والبحث فيه يقع ضمن مسائل
المسألة الاولى: يجب توجيه المحتضر الى القبلة بأن يلقى على ظهره ويُجعل وجهه وباطن رجليه الى القبلة وهو فرض على الكفاية وقيل هو مستحب بل الأحوط وجوبه على المحتضِر نفسه اذا امكنه.
نعود الى مسألتنا يجب توجيه المحتضر . الوجوب قول مشهور كما ذكر الشهيد الاول في كتاب الذكرى وفي كتاب جامع المقاصد للكركي انه الاشهر واختاره المفيد في المقنع والطوسي في النهاية وسلار في المراسم وابن حمزة في الوسيلة والشهيد في الدروس والشهيد الثاني في كتاب الروضة وغيرهم . وبالمقابل ذهب الطوسي في كتاب الخلاف الى القول بالاستحباب وتبعه ابن سعيد في الجامع وكذلك المحقق الحلي في المعتبر وذهب اليه الفاضل الهندي والاردبيلي في المجمع والسيد محمد في المدارك بل نسبه العلامة في المختلف الى الشيخ المفيد في بعض رسائله .
وذهب جمهور العامة الى بالقول بالاستحباب ما خلا الشافعي حيث ذكر انه يوجه الى القبلة بوجهه كما يصلى عليه . قال الشيخ في الخلاف بعد اختياره للاستحباب دليلنا اجماع الفرقة وعملهم عليه فانهم لا يختلفون فيه .
والمستند الاساس بدعوى الوجوب هي رواية سليمان ابن خالد عن الصادق ( ... فسجّوه اتجاه القبلة وكذلك اذا غسّل يحفر له فيكون مستقبلا بباطن قدميه ووجهه الى القبلة ) باب 35 الوسائل . وكذلك روى معاوية ابن عمار عن الصادق نحوه .
وعلل في بعض الروايات بأنه موجب لإقبال الملائكة عليه كم استٌدل بأخبار ضعيفة جدا وبعضها مراسيل واستدل ايضا بأنها سيرة للسلف والخلف .
وقد اعترض على ما ذكر بما يلي:
- ان هذه الروايات ضعيفة جدا بما فيها رواية سليمان ورواية معاوية.
- ان السياق له دور في صرف ما ظاهره الوجوب الى غيره وبما أن الرواية عللت الحكم بإقبال الملائكة والتعليل سياق يصرف الأمر الى غير الوجوب.
- الطعن على الرواية العمدة بوجود ابراهيم ابن هاشم وهو شيخ القميين ولذا نرى جملة من العلماء عبروا عن رواياته بالحسنة .
- ان في الرواية لفظ فسجوه والنتجية مصطلح منصرف او ظاهر الى الميت لا الى المحتضر وبقرينة عطف التغسيل عليه .
