< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

34/03/23

بسم الله الرحمن الرحیم

 الأصول \ تنبيهات اصالة الاحتياط
 التنبيه الأول: حسن الاحتياط واستحبابه شرعا
  نسب لمشهور علمائنا القول باستحباب الاحتياط شرعا كأمر مولوي والوجه في ذلك ما ذكرناه من الأخبار المتقدمة فإنها وان سقط بعضها سندا وسقطت دلالة كلاّ من الوجوب , ولكن لا يخفى على المتأمل استفادة الرجحان من هذه الروايات " أخوك دينك فاحتط لدينك " وهذا الكلام واجه اعتراضا وحاصله أن جعل الحكم المولوي لغو لأن العقل يدرك حسن الاحتياط ويكفي ذلك في المحركية , فان كانت فائدة المولوية هي التحريك فلا معنى لتحريك المتحرك .
  هذا من جهة ومن جهة أخرى فان الاحتياط متأخر عن الحكم الشرعي وقد عرفنا أصوليا بأن وجود حكم مترتب على حكم سابق يستلزم التسلسل ومن هنا نحمل روايات الاحتياط وأوامره على الارشاد الى حكم العقل أو ادراك العقل .
  ويرد على ذلك : أن استحباب الاحتياط ما المراد منه ان كان حكما مولويا نفسيا " كالصلاة " لمصلحة ما في البين كأن يكون الجري على نهج الاحتياط خالقا للمناعة والقوة والاقدام باتجاه أحكام الله فيكون الاحتياط بملاك مستقل , وما أدركه العقل وهو التحفظ على الواقع المشكوك ووجود ملاكين للمحركية كيف يكون لغوا, وان كان استحباب الاحتياط طريقيا من أجل الواقع فهو مع ما أدركه العقل "بملاك واحد" فليس لغوا أيضا , وهذا الكلام واجه اعتراض وحاصله أن جعل الحكم المولوي لغو لأن العقل يدرك حسن الاحتياط ويكفي ذلك في المحركية . فان كانت فائدة المولوية هي التحريك فلا معنى لتحريك المتحرك هذا من جهة , ومن جهة أخرى فان الاحتياط متأخر عن الحكم الشرعي وقد عرفنا أصوليا بأن وجود حكم مترتب على حكم سابق يستلزم التسلسل , ومن هنا نحمل روايات الاحتياط وأوامره على الارشاد الى حكم العقل أو ادراك العقل .
  ويرد على ذلك :أن استحباب الاحتياط ما المراد منه ؟ ان كان حكما مولويا نفسيا لمصلحة ما في البين كأن يكون الجري على نهج الاحتياط خالقا للمناعة والقوة والاقدام باتجاه أحكام الله , فيكون الاحتياط بملاك مستقل وما أدركه العقل وهو التحفظ على الواقع المشكوك ووجود ملاكين للمحركية كيف يكون لغوا . وان كان استحباب الاحتياط طريقيا من أجل الواقع فهو مع ما أدركه العقل بملاك واحد فليس لغوا أيضا لأنه بقوة المحركية وتقويتها كيف يكون لغوا .
 وأما موضوع التسلسل ففي التكوينيات يصح ذلك وأما في الاعتباريات فليس محال والدليل على امكانه تصوره ووقوعه خارجا. والأحكام الشرعية اعتبارية لأنه في التكوين يوجد علل طبيعية بينما في الاعتبار هي بيد الجاعل وما نراه أن الروايات ليست تأسيسية بل هي ارشادية ومجعولة بملاك الواقع والألسنة صريحة أو تكاد تكون .
 التنبيه الثاني: الاحتياط والعبادة
  قد يصلنا حكم طلبي ونشك في وجوبه أو استحبابه فلا شك في امكان الاحتياط هنا لأنه مطلوب على كلا الوجهين فيتقرب بالطلب الواقعي ويمكن التقرب به وتارة نشك في أصل الطلب كما لو شك في وجوب تحية المسجد فقد استشكل في المقام بأن الاحتياط لا وجه له اذ العبادة تحتاج الى قربة والقربة تحتاج الى أمر وطلب ونحن بحسب الفرض نشك في اصل الطلب فلا أمر جزمي لكي نتقرب به . والجواب أن ما ذكر ليس صحيحا على اطلاقه فان دوران الأمر بين احتمال الاستحباب واحتمال الحرمة بتعذر فيه الاحتياط ولكن لو دار الأمر بين الوجوب وبين الاستحباب احتمالا دون العلم بالمطلوبية فان احتمال المقربية مقرب , والوجدان شاهد . لا يقال أن الاحتياط أمر طريقي وليس عباديا فكيف تقصد القربة به أليس تشريعا ؟
 الجواب : ان التشريع أن أجعل من احتمال الأمر أمرا وأما القربى هنا لأن ما تعلق به عبادة قربية فقصد القربى نشأ من المتعلق لا من نفس الاحتياط .
 التنبيه الثالث: التسامح في أدلة السنن
  بحث الأصوليون ذلك كقاعدة مستثناة من دليل الحجية حيث ربطت بالوثاقة أو بالعدالة بأن يوسع الموضوع في المستحبات وفي المكروهات فلا تشترط الوثاقة بل يشترط الوصول والبلاغ والمستند لذلك روايات عدة وعلى رأسها صحيحة هشام ابن سالم عن الصادق عليه السلام : من سمع شيئا من الثواب على شيء فصنعه كان له وان لم يكن على ما بلغه . وفي رواية أخرى : وان كان النبي لم يقله . وفي ثالثة: فعمله التماس ذلك الثواب.ومن الواضح اناطة الثواب بالوصول والبلوغ مطلقا وهذا يستدعي القول بالحجية لمطلق الخبر ومن هنا كان لا بد من دراسة فقه الرواية ولذا طرحت تصورات عدة :
 الأول: أن لا تكون تأسيسا لحجية الخبر الضعيف بل ما هي الا ارشاد لحسن الانقياد ولإدراك العقل باستحقاقه المثوبة .
 الثاني: أن تكون تأسيسا لاستحباب مولوي واقعي نفسي اذ الانقياد للاحتمال على ضوء البلاغ مقوّ للهمة ومحفز للطاعة وهذا أمر يطلبه المولى .
 الثالث: أن يكون حكما طريقيا من أجل حفظ الملاكات الواقعية فيكون حجة عند الاصابة للواقع وطاعة وانقيادا اذا لم يصب الواقع .
 الرابع: أن يكون ما ذكر وعدا الهيا لمصلحة في هذا الوعد ولو كانت التشجيع على الطاعة .
 
 
 والحمدلله رب العالمين

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo