< قائمة الدروس

الأستاذ السید المکي

بحث الأصول

34/11/09

بسم الله الرحمن الرحیم

العنوان: الأصول \تعريف علم الاصول \
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على خاتم النبيين حبيب قلوب المتقين الصادق الطاهر البر الأمين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
ذكرنا ان الشهيد رد على مقالة العراقي في تمييزه بين الحمل وبين العروض وأفاد أنه لا فارق بينهما لأن الملحوظ في العلوم هو الوجود الخارجي والوجود الخارجي واحد للحيوان وللانسان وليس مراد الفلاسفة الوجود التحليلي المفهوم ليقال ان ما يصدق على الناطق لا يصدق على الحيوان بينما في الوجود الخارجي يصدق الحمل ويصدق العروض معا بنفس المستوى فالمحمول حقيقي والعرض حقيقي, وأفاد أن ما ذكره قدس سره يستلزم خروج مسائل العلوم عن العلم لأنها ليست أعراض ذاتية اذا كان ما يعرض الجنس بواسطة النوع هو من الأعراض الغريبة , وايضا يلزم من مقالته أن ما يعرض بواسطة أمر خارجي أعم أو أخص من العرض الذاتي ولا يقولون به كقولنا الانسان متحرك بواسطة المشي.
وقد حاول العراقي ان يجيب على هذا التساؤل مفصلا بين نوعين من الواسطة الخاصة ففرق بين قولنا الحيوان يأكل بالملعقة بواسطة الانسان فاعتبر ذلك عرضا غريبا لأن الانسان الواسطة يقع تحت الحيوان الجنس وبين قولنا العنصر المشترك حجة بواسطة خبر الثقة فان خبر الثقة ليس جزاء حقيقيا من العنصر المشترك وان قولنا خبر الثقة حجة انما هو بواسطة الجعل والجعل ليس جزء من خبر الواحد تماما كقولنا الماء حار بواسطة النار فان النار ليست جزء من الماء فاعتبر ذلك من العرض الذاتي وصحح دخول مسائل العلوم ضمن الأعراض الذاتية وما ذكره اجتهاد منه لا دليل عليه في كلام الفلاسفة بل ما ذكره الملا صدرا وغيره يدل على أن عرض الجنس بواسطة النوع هو عرض ذاتي وقد أفاد الشهيد في منهجه أي المنشئية انه يميز في النسبة الى الموضوع بين محمول ينسب اليه كمحل له " الجسم ابيض " وبين نسبة المحمول الى موضوع هو منشأ للمحمول كقولنا " النار حارة " واختار قدس سره ان العرض الذاتي يقع في القسم الثاني لا الأول بمعنى ان يكون الموضوع علة للعرض والمحمول ولو بواسطة فقد يتفق المحل مع المنشأ وقد يختلف فيكون الموضوع محلا ولا يكون منشأ فلو قلنا الماء حار فالماء محل للحرارة وليس منشأ لها بينما النار حارة فالنار محل للحرارة ومنشأ للحرارة وجعل قول الحكماء : ان ما لا واسطة له من الذاتي أو ما كان بواسطة مساوية سواء كانت داخلية أو خارجية واما ذو الواسطة فعلله أوضحه بمثال الانسان ضاحك بواسطة التعجب فهنا ننتقل الى الواسطة المساوية وهي التعجب فنسأل عن السبب فان جاء الرد نقلنا السؤال لاستحالة التسلسل وقد فرضنا التساوي الى ان تنتهي الى اللاواسطة وهذا يعني ان الانسان يقتضي الضحك بالنتيجة ولذا كان عرض ذاتي فعاد ما بواسطة الى ما لا بواسطة وهما متساويان فاصبح الموضوع كالإنسان هو المنشأ للعرض وهو عرض ذاتي وحاول الشهيد ان يفصّل بين العرض الذي يحتاج الى واسطة زائدة على الموضوع والذي لا يكون كذلك فقولنا الحيوان ضاحك بواسطة الانسان تفترق عن قولنا الانسان ضاحك بواسطة التعجب .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo